واشنطن/بغداد –
سلطت الهجمات الصاروخية في سوريا ولبنان والعراق واليمن يوم السبت الضوء على الخطر المتزايد للحرب في غزة مما قد يؤدي إلى صراع إقليمي أوسع بين إيران وحلفائها ضد إسرائيل والولايات المتحدة.
وقالت إيران إن خمسة من الحرس الثوري الإيراني قتلوا في هجوم صاروخي على منزل في دمشق ألقت باللوم فيه على إسرائيل، وقالت مصادر أمنية في لبنان إن ضربة إسرائيلية هناك أسفرت عن مقتل عضو في حزب الله المدعوم من إيران.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية، في وقت لاحق من يوم السبت، إن صواريخ وقذائف أطلقها مسلحون مدعومون من إيران في العراق، حيث استهدفت هذه الجماعات القوات الأمريكية، أصابت قاعدة عين الأسد الجوية.
وأضافت أن عددا من الأفراد الأمريكيين يخضعون لتقييم إصابات الدماغ، كما أصيب جندي عراقي.
وقالت الولايات المتحدة أيضًا إنها استهدفت صاروخًا كانت جماعة الحوثي المدعومة من إيران في اليمن تستهدف البحر الأحمر، ووصفته بأنه يمثل تهديدًا للشحن البحري.
بدأ الصراع في غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول عندما اقتحم مقاتلو حماس الدفاعات الحدودية لمهاجمة القواعد والبلدات الإسرائيلية، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1200 شخص واحتجاز أكثر من 200 رهينة.
قال سكان إن إسرائيل قصفت أهدافا في أنحاء قطاع غزة اليوم السبت بينما ألقت طائراتها منشورات على منطقة رفح الجنوبية تحث الفلسطينيين الذين لجأوا إلى هناك على المساعدة في تحديد مكان الرهائن الذين تحتجزهم حماس.
وحماس جزء من “محور المقاومة” الإيراني، وهو تحالف إقليمي يضم أيضا حزب الله اللبناني وحكومة الرئيس السوري بشار الأسد وفصائل شيعية مسلحة في العراق والحوثيين الذين يسيطرون على جزء كبير من اليمن.
وسط تزايد التوترات الإقليمية، تعهد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بمعاقبة إسرائيل على غارتها في سوريا، واصفا إياها بـ “الجرائم” التي لن تمر دون رد، وفقا لبيان بثته هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية.
تم وصف ثلاثة من ضباط الحرس الثوري الذين قتلوا في الغارة الإسرائيلية في وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية بشرف يستخدم فقط للجنرالات، مما يشير إلى أن الأهداف كانت من كبار القادة.
ولم يصدر أي تعليق من إسرائيل، التي عادة لا تناقش مثل هذه الهجمات علنا.
وسرعان ما أثار القصف الإسرائيلي المكثف على غزة، والذي تقول السلطات الصحية في القطاع الذي تديره حماس أنه أدى إلى مقتل ما يقرب من 25 ألف فلسطيني، اشتباكات على الحدود بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.
الهجوم والهجوم المضاد
وعلى مدى الأشهر الثلاثة الماضية، قامت إسرائيل أيضًا بضرب أهداف إيرانية في سوريا بشكل متكرر، في حين أطلقت الجماعات المدعومة من إيران في سوريا والعراق النار على أهداف أمريكية في تلك البلدان.
وبصرف النظر عن غزة، فإن مسرح الصراع ذو التداعيات الدولية الأوسع هو البحر الأحمر، حيث استهدف الحوثيون مرارا وتكرارا السفن التي يقولون إنها متجهة إلى إسرائيل أو مرتبطة بها. وتتجنب بعض الشركات الممر المائي الرئيسي، مما يوجه ضربة للتجارة العالمية.
واستهدفت الضربات الأمريكية والبريطانية خلال الأسبوع الماضي قوات الحوثيين في اليمن.
أعرب وزير الخارجية السعودي عن قلقه من أن التوترات في البحر الأحمر بسبب ضربات الحوثيين والهجمات المضادة الأمريكية قد تخرج عن نطاق السيطرة في الشرق الأوسط.
وقال الأمير فيصل بن فرحان لشبكة سي إن إن “فريد زكريا جي بي إس” في مقابلة ستبث يوم الأحد: “أعني بالطبع أننا قلقون للغاية”.
“نحن نمر بوقت صعب وخطير للغاية في المنطقة، ولهذا السبب ندعو إلى وقف التصعيد”.
وتقول مصادر إقليمية وإيرانية إن لإيران وحزب الله أفراداً في اليمن يساعدون في شن هجمات مباشرة على الشحن، رغم أن الحوثيين ينفون ذلك.
وقال سكان ونشطاء في غزة إن مقاتلين فلسطينيين اشتبكوا يوم السبت مع الدبابات التي حاولت التقدم إلى الضواحي الشرقية لمنطقة جباليا في القطاع الشمالي حيث بدأت إسرائيل سحب قواتها والتحول إلى عمليات أصغر حجما.
وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته قصفت خلايا لنشطاء حاولت زرع متفجرات قرب قواته وإطلاق صواريخ على دبابات في شمال غزة، وقال إنها تضرب أهدافا في أنحاء القطاع.
وفي يوم السبت أيضًا، قال الجيش الإسرائيلي إنه في نهاية نفق مفخخ يبلغ طوله كيلومترًا في غزة، اكتشف الجنود زنزانات ضيقة احتجزت فيها حماس حوالي 20 رهينة. ولم يكن هناك رهائن عندما تم العثور عليه.
