بيروت/ تل ابيب
وتتنامى المؤشرات على عدم رغبة إسرائيل في الانسحاب من جنوب لبنان وفق بنود اتفاق التهدئة فيما يتبادل الطرفان الاتهامات بخرق الاتفاق ويهددان باتخاذ إجراءات.
ويعتقد محللون إقليميون أنه من غير المرجح أن تغادر إسرائيل جنوب لبنان في الموعد المحدد، بل ويمكن أن تستأنف الأعمال العدائية بحجة انتهاكات حزب الله.
اتهم وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، جماعة حزب الله اللبنانية، اليوم الأحد، بعدم الالتزام بشروط وقف إطلاق النار، محذرا من أنه إذا استمر المسلحون في انتهاك الاتفاق، فإن إسرائيل “ستضطر إلى التحرك”.
وأصدر كاتس تحذيره بعد زيارة القيادة الشمالية للجيش وجاء ذلك في أعقاب اتهام مماثل لإسرائيل من قبل زعيم حزب الله نعيم قاسم يوم السبت.
وقال كاتس إن حزب الله لم ينسحب بعد “إلى ما وراء نهر الليطاني” في جنوب لبنان، كما هو منصوص عليه في اتفاق وقف إطلاق النار.
وأضاف أنه “إذا لم يتم استيفاء هذا الشرط فلن يكون هناك اتفاق وستضطر إسرائيل إلى التحرك من تلقاء نفسها لضمان العودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم”.
وقال كاتس إن البنود الأخرى لم يتم تنفيذها، مثل “تفكيك جميع أسلحة (حزب الله) وإحباط البنى التحتية الإرهابية في المنطقة من قبل الجيش اللبناني”.
وقال كاتس في بيان أصدره مكتبه: “لن نسمح بخلق تهديد متجدد للمجتمعات الشمالية ومواطني دولة إسرائيل”.
واتهم قاسم يوم السبت إسرائيل بانتهاك وقف إطلاق النار وقال إن جماعته مستعدة للرد حتى قبل انتهاء مهلة 60 يوما لإسرائيل للانسحاب من جنوب لبنان.
وقال قاسم: “قلنا إننا نعطي فرصة لمنع الخروقات الإسرائيلية وتنفيذ الاتفاق وسنتحلى بالصبر”.
اتهمت قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان إسرائيل يوم السبت بارتكاب “انتهاك صارخ” لقرار مجلس الأمن لعام 2006 الذي يشكل أساس وقف إطلاق النار مع حزب الله في تشرين الثاني/نوفمبر.
واتسمت الهدنة الهشة، التي دخلت حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني، باتهامات متبادلة بارتكاب انتهاكات من الجانبين.
“هذا الصباح، لاحظت قوات حفظ السلام جرافة (عسكرية إسرائيلية) تدمر برميلا أزرق اللون يحدد خط الانسحاب بين لبنان وإسرائيل في اللبونة، فضلا عن برج مراقبة تابع للقوات المسلحة اللبنانية بجوار موقع اليونيفيل هناك مباشرة”. قالت القوة.
وأضاف أن “التدمير المتعمد والمباشر من قبل الجيش لممتلكات اليونيفيل والبنية التحتية التابعة للقوات المسلحة اللبنانية والتي يمكن التعرف عليها بوضوح هو انتهاك صارخ للقرار 1701 والقانون الدولي”.
ودعت القوة، الممثلة في اللجنة التي تشرف على تنفيذ وقف إطلاق النار، “جميع الأطراف إلى تجنب أي أعمال، بما في ذلك تدمير الممتلكات المدنية والبنية التحتية، من شأنها أن تعرض وقف الأعمال العدائية للخطر”.
وفي أواخر ديسمبر/كانون الأول، أعربت قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة عن قلقها إزاء الأضرار “المستمرة” التي يلحقها الجيش الإسرائيلي بجنوب لبنان.
وقد اتسمت الهدنة الهشة، التي دخلت حيز التنفيذ في 27 نوفمبر بعد شهرين من الحرب الشاملة بين إسرائيل وحزب الله، باتهامات بارتكاب انتهاكات من الجانبين.
وبموجب شروط وقف إطلاق النار، سينتشر الجيش اللبناني إلى جانب قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الجنوب مع انسحاب الجيش الإسرائيلي على مدى 60 يوما.
ومن المقرر أن يسحب حزب الله قواته شمال نهر الليطاني، على بعد حوالي 30 كيلومتراً من الحدود، وأن يقوم بتفكيك أي بنية تحتية عسكرية متبقية في الجنوب.
وتتولى لجنة مكونة من مندوبين إسرائيليين ولبنانيين وفرنسيين وأميركيين إلى جانب ممثل لقوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل) مهمة ضمان تحديد أي انتهاكات لوقف إطلاق النار والتعامل معها.