دفعت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء إلى تشكيل قوة عمل بحرية متعددة الجنسيات لحماية ممر شحن عالمي رئيسي من المتمردين الحوثيين في اليمن، الذين تعهدوا بمواصلة هجماتهم على سفن الشحن في البحر الأحمر.
ويقول الحوثيون المدعومين من إيران إن ضرباتهم الصاروخية والطائرات المسيرة على سفن الحاويات المارة تأتي دعما للفلسطينيين في حرب غزة الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس المسلحة منذ 7 أكتوبر.
وأدان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن موجة الهجمات “غير المسبوقة” في المياه المؤدية إلى قناة السويس، وهي نقطة عبور لنحو 10% من التجارة العالمية، والتي أجبرت العديد من شركات الشحن على تحويل مسار سفنها.
وستضم فرقة العمل، التي أعلن عنها أوستن لأول مرة في وقت متأخر من يوم الاثنين، سفنًا حربية من الولايات المتحدة بالإضافة إلى بريطانيا وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج ودول أخرى.
وقال وزير الدفاع الأميركي، الذي زار قطر الثلاثاء بعد زيارة لإسرائيل، في اجتماع افتراضي مع 43 دولة والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي إن الهجمات “تهدد التدفق الحر للتجارة”.
وقال البنتاغون إنه حث الدول الأخرى على “الانضمام إلى المبادرات التي تقودها الولايات المتحدة وغيرها من المبادرات الدولية لاستعادة الأمن في البحر الأحمر لردع العدوان الحوثي في المستقبل”.
وأعرب الحوثيون عن تحديهم وتعهدوا بمواصلة الهجمات في مضيق باب المندب، وهو ممر ملاحي حيوي بين آسيا وأوروبا.
وقال المسؤول الحوثي الكبير محمد البخيتي على موقع X، تويتر سابقا، “حتى لو نجحت أمريكا في تعبئة العالم أجمع، فإن عملياتنا العسكرية لن تتوقف… مهما كلفتنا من تضحيات”.
وقال البخيتي إن الحوثيين لن يوقفوا هجماتهم إلا إذا “توقفت جرائم إسرائيل في غزة وتم السماح بوصول الغذاء والدواء والوقود إلى السكان المحاصرين”.
وقال المتحدث باسم المتمردين محمد عبد السلام إن “التحالف الذي شكلته الولايات المتحدة يهدف إلى حماية إسرائيل وعسكرة البحر. ومن يسعى إلى توسيع الصراع عليه أن يتحمل عواقب تلك التصرفات”.
– “تهديد للاقتصاد العالمي” –
وقالت بريطانيا إن المدمرة البحرية الملكية إتش إم إس دايموند انضمت إلى قوة العمل التي تقودها الولايات المتحدة، والتي يطلق عليها اسم عملية “حارس الرخاء”.
وقال وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس إن “هذه الهجمات غير القانونية تشكل تهديدا غير مقبول للاقتصاد العالمي… وتهدد برفع أسعار الوقود”.
وقالت إيطاليا إنها سترسل الفرقاطة فيرجيليو فاسان. وقالت إسبانيا إنها من المحتمل أن تنضم أيضا، رهناً “بقرارات الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي”.
وشن المتمردون الحوثيون أكثر من 100 هجوم بطائرات بدون طيار وصواريخ، استهدفت 10 سفن تجارية تابعة لأكثر من 35 دولة مختلفة، وفقا للبنتاغون.
ويوم الاثنين، أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن هجمات على سفينتين أخريين، بما في ذلك السفينة سوان أتلانتيك المملوكة للنرويج.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني، استولى المتمردون على السفينة التجارية “جالاكسي ليدر” واحتجزوا طاقمها المكون من 25 فردًا كرهائن. ولا تزال السفينة وطاقمها في اليمن.
– “من الصعب اعتراضه” –
وارتفعت تكاليف التأمين إلى عنان السماء، مما دفع شركات الشحن الكبرى إلى إعادة توجيه سفنها حول الطرف الجنوبي لأفريقيا، على الرغم من ارتفاع تكاليف الوقود في الرحلات الأطول بكثير.
قامت أربع من أكبر شركات الشحن في العالم – CMA CGM Group، وHapag-Lloyd، وMaersk، وMSC – بتحويل سفنها، كما فعلت شركة النفط العملاقة BP، في خطوة أدت إلى ارتفاع أسعار الطاقة.
وقالت شركة ميرسك الدنماركية يوم الثلاثاء إن “جميع السفن التي توقفت في السابق ومن المقرر أن تبحر عبر المنطقة سيتم الآن إعادة توجيهها حول أفريقيا عبر رأس الرجاء الصالح”.
ومع ذلك، يرى المحللون أن قوة المهام البحرية لا يمكنها فعل الكثير لوقف هجمات الحوثيين، الذين يسيطرون على ترسانة من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والطائرات بدون طيار.
وقال أندرياس كريغ الأستاذ في كينغز كوليدج لندن لوكالة فرانس برس إن “الحوثيين لديهم ترسانة كبيرة من الطائرات بدون طيار والصواريخ المختلفة التي يمكنهم إطلاقها… وبعضها سيكون من الصعب اعتراضه بواسطة سفينة بحرية عادية”.
وقال توربيورن سولتفيدت من شركة فيريسك مابلكروفت لاستخبارات المخاطر، إن “التهديد الذي يواجه الشحن يتزايد أيضًا بسبب قدرة الجماعة على نشر ألغام مضادة للسفن وتنفيذ عمليات منسقة باستخدام القوارب والمروحيات”.
