قالت الولايات المتحدة يوم الجمعة إنه تم تحقيق تقدم في الجولة الأخيرة من محادثات التهدئة في غزة، بعد أن أصبح وجود القوات الإسرائيلية على الحدود المصرية نقطة خلاف رئيسية.
وقال البيت الأبيض إن رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز كان من بين المسؤولين الأميركيين المشاركين في المناقشات في القاهرة، وانضم إلى رؤساء وكالة التجسس وجهاز الأمن الإسرائيليين.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي “لقد تم تحقيق تقدم. ونحن بحاجة الآن إلى أن يجتمع الجانبان معا ويعملا نحو التنفيذ”.
وقال لافروف إن المحادثات التمهيدية التي بدأت مساء الخميس “كانت بناءة بطبيعتها”، مضيفا أن التقارير التي تفيد بأن الدبلوماسية “على وشك الانهيار” غير دقيقة.
ولم يشارك ممثلو حركة حماس الفلسطينية المسلحة، التي أدى هجومها غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول إلى اندلاع الحرب، في محادثات القاهرة.
وقال مسؤول في حركة حماس حسام بدران لوكالة فرانس برس الجمعة إن إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على بقاء قواته على شريط من الأرض على طول الحدود بين غزة ومصر يسمى محور فيلادلفي يعكس “رفضه التوصل إلى اتفاق نهائي”.
وتحاول مصر مع الوسطاء قطر والولايات المتحدة منذ أشهر التوصل إلى اتفاق لإنهاء أكثر من عشرة أشهر من الحرب بين إسرائيل وحماس.
لقد ثبت أن التفاؤل الذي ساد خلال أشهر من محادثات الهدنة المتقطعة كان بلا أساس.
تواصلت الاشتباكات في غزة، حيث أفاد شهود عيان عن وقوع معارك في شمال القطاع، وقصف عنيف في وسط القطاع، وإطلاق نيران الدبابات في أقصى الجنوب بالقرب من مدينة رفح.
وقالت الأمم المتحدة إن عشرات الآلاف من المدنيين فروا مرة أخرى هذا الأسبوع من دير البلح ومدينة خان يونس الجنوبية بعد أوامر الإخلاء الإسرائيلية التي تسبق العمليات العسكرية.
وتقول الأمم المتحدة إن الحرب أدت إلى نزوح كل سكان غزة تقريبا، وفي كثير من الأحيان عدة مرات، مما جعلهم محرومين من المأوى والمياه النظيفة وغيرها من الضروريات مع انتشار الأمراض.
– “هذا لا يمكن أن يستمر” –
وقال مهند هادي منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية في وقت متأخر من يوم الخميس إن “المدنيين مرهقون ومرعوبون ويتنقلون من مكان مدمر إلى آخر دون نهاية في الأفق”.
وقال “هذا لا يمكن أن يستمر”.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته “قضت على العشرات” من المسلحين في محيط خان يونس ودير البلح خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وأسفر الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول على جنوب إسرائيل عن مقتل 1199 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لإحصاءات وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
وأسفرت الحملة العسكرية الإسرائيلية الانتقامية عن مقتل 40265 فلسطينيا في غزة، وفقا لوزارة الصحة في القطاع الذي تديره حركة حماس، والتي لا تقدم تفاصيل عن القتلى المدنيين والمسلحين. وتقول مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن معظم القتلى من النساء والأطفال.
كما اختطف مسلحون فلسطينيون 251 رهينة، بقي منهم 105 في غزة، بما في ذلك 34 يقول الجيش إنهم قتلوا.
انتشل الجيش الإسرائيلي رفات ستة رهائن من نفق في منطقة خان يونس هذا الأسبوع.
ويواجه نتنياهو احتجاجات منتظمة من جانب أنصار الرهائن الذين يطالبون بإبرام اتفاق لإعادة الأسرى إلى ديارهم.
وقالت إيلا بن عامي، التي كان والدها من بين المحتجزين في غزة، بعد لقاء نتنياهو يوم الجمعة إنها “غادرت مع شعور ثقيل وصعب بأن هذا (اتفاق وقف إطلاق النار) لن يحدث قريبا”.
وقالت في بيان أصدرته مجموعة حملة منتدى الرهائن والأسر المفقودة: “أنا خائفة على حياة والدي، وعلى الفتيات الموجودات هناك، وعلى الجميع”.
– “الآن هو الوقت” –
وتكثفت الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى هدنة في غزة وتجنب حرب أوسع نطاقا في أعقاب مقتل اثنين من كبار المسلحين المدعومين من إيران الشهر الماضي، وهو ما أثار تهديدات بالانتقام من طهران وحلفائها الذين ألقوا باللوم على إسرائيل.
وتتبادل حركة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران والقوات الإسرائيلية إطلاق النار عبر الحدود بشكل شبه يومي منذ بدء الحرب على غزة.
قالت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، خلال قبولها ترشيح الحزب الديمقراطي لها لرئاسة الولايات المتحدة في شيكاغو، إن “الآن هو الوقت المناسب للتوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن ووقف إطلاق النار”.
وكانت أساس المحادثات هو الإطار الذي حدده الرئيس الأمريكي جو بايدن في أواخر شهر مايو/أيار، والذي وصفه بأنه مقترح إسرائيلي.
وتتضمن الخطة المكونة من ثلاث مراحل في البداية تبادل الأسرى مع الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية خلال ما وصفه بايدن بـ “وقف إطلاق نار كامل وشامل” يستمر ستة أسابيع.
وتنص الخطة على أن تنسحب القوات الإسرائيلية من “جميع المناطق المأهولة بالسكان في غزة”.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي زار الشرق الأوسط هذا الأسبوع إن نتنياهو يوافق على الاقتراح الأميركي لسد الفجوات والتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وقال كيربي إن الولايات المتحدة لا تزال تعتقد أن نتنياهو قبل الاقتراح وناشد حماس مرة أخرى أن تفعل الشيء نفسه.
وأكد بدران، المسؤول في حركة حماس، الجمعة، أن حماس “قبلت خطة بايدن” كما هي في الأصل، وقال إن واشنطن يجب أن تضغط على نتنياهو لوقف إطلاق النار.
وأضاف أن حماس لن تقبل “بأقل من انسحاب القوات المحتلة، بما في ذلك فيلادلفيا”.
ورفض مكتب نتنياهو، الذي يعتمد ائتلافه اليميني المتشدد على دعم الأعضاء المعارضين للهدنة، التقارير الإعلامية التي أفادت بأن “نتنياهو وافق على انسحاب إسرائيل” من ممر فيلادلفيا، ووصفها بأنها “غير صحيحة”.
ويرى نتنياهو أن السيطرة على القطاع على طول الحدود المصرية ضرورية لمنع حماس من إعادة تسليح نفسها.
بُرْس-د/كير
