واشنطن/ القدس
التقى مبعوثون أمريكيون برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاثنين بهدف دفع إسرائيل وحماس لإعادة خطة وقف إطلاق النار في غزة إلى مسارها بعد انفجار أعمال العنف في نهاية الأسبوع والذي هدد بإخراج الهدنة المستمرة منذ أسبوع عن مسارها.
والتزمت إسرائيل وحماس مجددا بخطة وقف إطلاق النار التي توسط فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ تصعيد يوم الأحد الذي أدى فيه هجوم فلسطيني أدى إلى مقتل جنديين إلى قصف إسرائيلي أسفر عن مقتل العشرات في غزة.
ومع ذلك، حتى مع اهتزاز المراحل الأولى من الهدنة بسبب موجات العنف المتكررة، بما في ذلك يوم الاثنين، لم يكن من الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستكون قادرة على مواصلة الضغط بنجاح على الجانبين والحفاظ على الزخم لإنهاء الصراع.
نقلاً عن مصادر في إدارة ترامب، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن المسؤولين الأمريكيين يشعرون بالقلق من أن نتنياهو “قد يتخلى عن الصفقة”. وقالت إن استراتيجية كبار المبعوثين الأمريكيين هي “محاولة منع السيد نتنياهو من استئناف هجوم شامل ضد حماس”.
وتعكس الأحداث الأخيرة استمرار العقبات التي تحول دون انهيار وقف إطلاق النار الذي طال انتظاره وتأمين سلام دائم بعد عامين من الحرب في غزة. وتظل المسائل الرئيسية المتعلقة بنزع سلاح حماس، وسحب المزيد من القوات الإسرائيلية، والحكم المستقبلي للقطاع الفلسطيني دون حل.
وقال ترامب، الذي يواصل الضغط على كل من حماس وإسرائيل في سعيه لإنقاذ الإنجاز المميز في السياسة الخارجية للسنة الأولى من ولايته الثانية، يوم الإثنين إن الولايات المتحدة تتخذ العديد من الخطوات للحفاظ على وقف إطلاق النار.
وقال للصحافيين إنه سيتم التعامل مع “وضع حماس” بسرعة، لكنه لم يطلب من إسرائيل “الدخول والاعتناء بالأمر”. وقال إنه في حين أن حماس انتهكت الاتفاق، فإنه لا يعتقد أن قيادتها مسؤولة لكنها تواجه “بعض التمرد” في صفوفها.
وأضاف، مع ذلك، أنه إذا لم يقم قادة حماس بتسوية الأمور، “فسوف نقوم بالقضاء عليهم إذا اضطررنا لذلك”، في حين أصر على أن مثل هذه الأعمال لن تشمل القوات الأمريكية على الأرض.
ويقال إن ترامب يعتقد أن حماس مستعدة لمواصلة المحادثات “بحسن نية” لكنها تواجه عناصر هامشية تعمل من تلقاء نفسها ضد الصفقة. ويعتقد أن من مسؤولية الضامنين الآخرين لخطة السلام في غزة تقديم المساعدة.
ومن المتوقع أن يحاول المبعوثان الأمريكيان ستيف ويتكوف وصهر ترامب جاريد كوشنر، خلال زيارتهما التي بدأت يوم الاثنين، تعزيز الهدنة ثم بدء المحادثات بشأن المرحلة التالية الأكثر صعوبة من الخطة المكونة من 20 خطوة.
ويهدفون إلى إجراء مناقشات حول المرحلة التالية من خطة ترامب المعقدة لوقف إطلاق النار، والتي كانت مقررة قبل اندلاع أعمال العنف يوم الأحد، وفقًا لمصادر أمريكية وإسرائيلية.
ومن المقرر أيضًا أن يزور جي دي فانس إسرائيل يوم الثلاثاء.
وشددت الدبلوماسية الأمريكية رفيعة المستوى في المنطقة، ومن المقرر إجراء محادثات في وقت لاحق يوم الاثنين مع حماس في مصر، على الأولوية التي أعطاها ترامب لتعزيز وقف إطلاق النار بعد أن أعلن الأسبوع الماضي أن الاتفاق يبشر بـ “الفجر التاريخي لشرق أوسط جديد”.
وقال نتنياهو للبرلمان الإسرائيلي يوم الاثنين إن فانس يأتي لمناقشة “شيئين … التحديات الأمنية التي نواجهها والفرص الدبلوماسية المتاحة لنا.
وأضاف: “سنتغلب على التحديات ونغتنم الفرص”.
وقال مسعفون فلسطينيون يوم الاثنين إن ثلاثة أشخاص آخرين قتلوا بنيران الدبابات الإسرائيلية بالقرب من “الخط الأصفر” داخل غزة الذي يرسم حدود الانسحاب العسكري الإسرائيلي الأولي من المناطق المأهولة الرئيسية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن القوات أطلقت النار على نشطاء عبروا هذا الخط الذي بدأ تعليمه بحواجز خرسانية وأعمدة صفراء كل 200 متر تقريبا.
وأفاد سكان مدينة غزة بوجود ارتباك بشأن موقع الخط بسبب عدم وجود حدود مرئية.
وقال مسؤول أمني ومصدر إنساني إن الجهود الدبلوماسية المكثفة جاءت في الوقت الذي أعادت فيه إسرائيل فتح معبر كرم أبو سالم الحدودي إلى غزة أمام شحنات المساعدات، بعد إغلاق نقطة الدخول لفترة وجيزة يوم الأحد بعد مقتل جنديين إسرائيليين.
ردا على ذلك، نفذت إسرائيل عشرات الغارات التي استهدفت حماس في جميع أنحاء غزة، باستخدام 153 طنا من القنابل، وفقا لنتنياهو، واتهمت الحركة المسلحة بـ “انتهاك صارخ” للهدنة، وهو اتهام نفته.
وقال الجناح المسلح لحماس إنه ليس على علم بوقوع اشتباكات في رفح وإنه لم يجر اتصالات مع الجماعات هناك منذ مارس آذار.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس إن أي نشطاء من حماس في مناطق غزة التي لا تزال تحت السيطرة الإسرائيلية يجب أن يغادروا على الفور وأي شخص يبقى خارج الخط الأصفر سيتم استهدافه دون سابق إنذار.
وقال جهاز الدفاع المدني في غزة، الذي يعمل تحت سلطة حماس، إن الغارات الإسرائيلية قتلت 45 شخصا على الأقل في أنحاء القطاع يوم الأحد وحده.
ومن غير المرجح أن تعلن إسرائيل عن أي تقدم في المحادثات حتى يتم إعادة رفات المزيد من الرهائن.
وقال مكتب نتنياهو إن الصليب الأحمر تسلم جثة رهينة أخرى من حماس يوم الاثنين وسلمها للجيش الإسرائيلي.
وتعتقد إسرائيل أن حماس قد تقوم بتسليم ما يصل إلى خمس جثث أخرى على الفور. وقد يكون من الصعب انتشال جثث أخرى من بين 15 جثة لا تزال في غزة بسبب الدمار في القطاع.
في غضون ذلك، استضافت مصر محادثات في القاهرة يوم الاثنين مع خليل الحية، زعيم حماس المنفي في غزة، حول سبل متابعة تنفيذ وقف إطلاق النار، حسبما ذكرت الحركة في بيان.
وقالت مصادر فلسطينية قريبة من المحادثات إن وفد الحركة سيناقش تشكيل هيئة تكنوقراط لإدارة غزة دون تمثيل لحماس. وستكون هناك جهود لتعزيز التماسك داخل الفصائل الفلسطينية.
وترفض حماس والفصائل المتحالفة الأخرى أي إدارة أجنبية لغزة، على النحو المنصوص عليه في خطة ترامب، وتقاوم حتى الآن الدعوات لإلقاء السلاح، الأمر الذي قد يعقد تنفيذ الصفقة.
