القدس –
قال مسؤول في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في مقابلة إن ما يقرب من عام من الحرب المدمرة تركت سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة يعانون من مأساة إنسانية، وكان الأطفال في المنطقة المحاصرة هم الأكثر عرضة للخطر.
وقد عاد جوناثان كريكس، المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة للأراضي الفلسطينية، هذا الشهر من مهمة استمرت أسبوعًا في غزة، ولا يزال متأثرًا بشدة حتى مع قيام إسرائيل بتحويل تركيزها العسكري إلى لبنان.
وتحدث عن محنة أطفال غزة، الذين لم يحصلوا على يوم واحد من التعليم منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
قال كريكس: “إنك ترى أطفالاً لا يُسمح لهم بأن يعيشوا حياة الأطفال العاديين، فلا تعليم ولا لعب ولا فرح.
“وجوه هؤلاء الأطفال… حزينة للغاية.”
كان معظم الأطفال الذين رآهم في الأراضي الفلسطينية التي مزقتها الحرب يساعدون أسرهم حيث لم يعد لديهم دروس يحضرونها.
وأضاف: “لذلك، ترى الكثير من الأطفال يحملون هذه الأوعية البلاستيكية الصفراء القذرة” مع ما يصل إلى 25 لترًا من الماء.
“لقد رأيت أطفالاً يدفعون هذه الأوعية بكرسيهم المتحرك المكسور، محاولين جلب المياه، وهي إحدى القضايا الرئيسية… في قطاع غزة.”
وقال كريكس إنه من المفجع رؤية الأطفال، بعضهم لا تتجاوز أعمارهم خمسة أو ستة أعوام، وهم يحاولون العثور على طعام لعائلاتهم.
وقال إنهم “يسيرون في أكوام ضخمة من القمامة ويحاولون الحصول على كل ما في وسعهم”.
“لقد تأثر هؤلاء الأطفال بشدة من أعمال العنف والتفجيرات وانعدام الأمن الذي عانوا منه لمدة عام.”
“يريدون الذهاب إلى المدرسة”
يتذكر كريكس بوضوح محادثته مع أحمد، وهو صبي من غزة يبلغ من العمر عشر سنوات يعيش مع عائلته في مخيم للمشردين في جنوب غزة.
وقال كريكس إن عم الصبي توفي ميتة مروعة.
يتذكر أحمد قائلاً: “كان أحمد يقول أشياء لا ينبغي لطفل في العاشرة من عمره أن يخبرك بها، كيف كان الجسد ممزقاً، وكيف كان الرأس بعيداً”.
“هذا أمر شديد للغاية ويصعب سماعه من طفل يبلغ من العمر عشر سنوات.”
وقال كريكس إن العديد من الأطفال في غزة فقدوا أحد والديهم على الأقل.
وأضاف أن الأرقام الدقيقة غير متوفرة، “لكن وتيرة لقاءنا بهؤلاء الأطفال مرتفعة للغاية”.
وأضاف أن اليونيسيف تقدر أن هناك 19 ألف طفل غير مصحوبين بذويهم أو منفصلين عن والديهم.
علاوة على ذلك، لا توجد مدرسة واحدة تعمل في جميع أنحاء غزة، كما قال، وقد تم تدمير 85 بالمائة من جميع المباني المدرسية بسبب القتال.
وقال كريكس: “لديك إجمالي عدد الأطفال في سن المدرسة الذين لم يحضروا ساعة واحدة من الفصل الدراسي خلال الأشهر الـ 12 الماضية”.
“الأمر المذهل حقًا هو كيف يريدون الذهاب إلى المدرسة، وكيف يريدون اللعب مع أصدقائهم، وكيف يريدون رؤية معلميهم… التعليم والتعلم يمنحان الأمل”.
“وصفة رهيبة” للمرض
وحذرت وكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة من انتشار أمراض يمكن الوقاية منها ومخاطر صحية أخرى تفاقمت بسبب الحرب.
وقال كريكس: “مع وجود مستوى عالٍ للغاية من الكثافة السكانية، وظروف النظافة السيئة للغاية، وارتفاع درجات الحرارة، وقلة إمكانية الوصول إلى الحمام، فإن هذه هي الوصفة المثالية والرهيبة لظهور الأمراض”.
العديد من الأطفال مرضى ويحتاجون إلى العلاج، ولكن معظم المستشفيات في جميع أنحاء غزة لا تعمل.
وقال كريكس: “هذا الوضع يؤدي حقاً إلى عدم حصول الأطفال على العلاج المناسب الذي يحتاجون إليه”.
وقال إنه التقى بأربعة أطفال في مستشفى كمال عدوان بشمال غزة كانوا يعانون من السرطان أو مشاكل في القلب.
وقال: “هؤلاء الأطفال يحتاجون في الواقع إلى إجلاء طبي فوري (وإلا) فلن يتمكنوا من ذلك”.
