القاهرة-
قال رئيس وفد السودان إلى محادثات السلام في جنيف يوم الأحد إن مشاورات السودان مع الولايات المتحدة انتهت دون التوصل إلى اتفاق بشأن ما إذا كان وفد يمثل الجيش أم الحكومة سيشارك في محادثات السلام في جنيف يوم 14 أغسطس.
توجه وفد من الحكومة السودانية، الجمعة، إلى جدة بالسعودية للتشاور مع الولايات المتحدة بشأن دعوتها إلى المحادثات لإنهاء الحرب المستمرة منذ 15 شهرا بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وقال رئيس وفد السودان محمد بشير أبو نمو، إن “هذه توصية للقيادة بعدم المشاركة في مفاوضات جنيف”.
وأضاف أن “الأمر في النهاية متروك لقرار القيادة وتقديراتها، ومن المؤكد أن هناك تفاصيل كثيرة دفعتنا لاتخاذ هذا القرار بإنهاء الحوار التشاوري دون اتفاق”، دون الخوض في تفاصيل.
وجاءت مشاورات الجمعة بعد اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ورئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان.
وتهدف المحادثات المقبلة إلى التوصل إلى وقف للعنف على مستوى البلاد، وتمكين وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين، وتطوير آلية قوية للرصد والتحقق لضمان تنفيذ أي اتفاق.
لا يزال الوضع في السودان خطيرا وسط صراع مميت أدى إلى مقتل ما يقرب من 18800 شخص ونزوح ما يقرب من 10 ملايين شخص منذ أبريل 2023، وفقا لأرقام الأمم المتحدة.
اندلعت الحرب في السودان عندما تحولت أسابيع من التوتر بين الجيش وقوات الدعم السريع بشأن مستقبلهم في السودان الديمقراطي المأمول إلى أعمال عنف، حيث اجتاحت القتال العاصمة الخرطوم وكذلك غرب وجنوب السودان.
وتوسطت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية في محادثات وقف إطلاق النار في جدة خلال الأيام الأولى من الحرب، مما أدى إلى سلسلة من الهدن التي ثبت أنها قصيرة الأمد أو تم تجاهلها تماما.
ورفض الجيش منذ ذلك الحين عدة دعوات من الوسطاء لاستئناف المحادثات، وأصر على أن تقوم قوات الدعم السريع أولاً بإخلاء المنازل الخاصة والمنشآت الحكومية التي احتلتها منذ بداية الحرب.
وأضافوا أن نقطة الخلاف الأخرى كانت طلب الوفد السوداني استبعاد الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية من العملية.
واتهم الجيش التحالف الذي يضم ثمانية أعضاء من شرق أفريقيا ومنطقة القرن الأفريقي ومنطقة البحيرات العظمى، بالتحيز لصالح قوات الدعم السريع.
وقد رد البرهان في عدة مناسبات بغضب على الأطراف الأجنبية معتبراً ذلك بمثابة إضفاء الشرعية على قوات الدعم السريع.