ومن المتوقع أن يجدد الرئيس الأمريكي جو بايدن والزعماء الأوروبيون الذين اجتمعوا خلال زيارته الوداعية لألمانيا يوم الجمعة الدعوات لوقف إطلاق النار في غزة بعد أن قالت إسرائيل إنها قتلت زعيم حماس يحيى السنوار.
وأثناء وجوده على متن طائرة الرئاسة، أشاد بايدن بمقتل الرجل الذي تتهمه إسرائيل بهجوم 7 أكتوبر ووصفه بأنه “يوم جيد”، قائلا إنه أزال عقبة رئيسية أمام وقف إطلاق النار في غزة واتفاق الرهائن.
ومن المقرر أيضًا أن يتعهد بايدن وزعماء ألمانيا وبريطانيا وفرنسا بدعمهم العسكري المستمر لأوكرانيا وهي تحارب الغزو الروسي.
وتأتي زيارة بايدن السريعة التي تستغرق 24 ساعة في الوقت الذي تواجه فيه أوكرانيا شتاءً قاسياً ثالثاً في الحرب، وبعد يوم من تقديم الرئيس فولوديمير زيلينسكي “خطة النصر” للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي في بروكسل.
ووصل بايدن في وقت متأخر من الخميس لزيارة برلين، قبل أسابيع فقط من الانتخابات الأمريكية التي يتطلع فيها الحلفاء بقلق إلى عودة محتملة لدونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
ومن المقرر أن يجري بايدن يوم الجمعة محادثات مع المستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.
وعارض ترامب، الذي وبخ حلفاء الناتو خلال ولايته الأخيرة، مستوى الدعم العسكري الأمريكي لأوكرانيا ومن المتوقع أن يخفف من الانتقادات الأمريكية لإسرائيل في حربيها في غزة ولبنان.
وكان من المتوقع أن تتناول اجتماعات بايدن في برلين الصراع بين إسرائيل وحماس وحلفائها في حزب الله، بما في ذلك خطر التصعيد الأوسع مع إيران.
وقال بايدن الخميس إنه “سيهنئ” رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لكنه “سيناقش أيضا السبيل” لتأمين إطلاق سراح الرهائن و”إنهاء هذه الحرب نهائيا”.
وقال “هناك الآن فرصة لليوم التالي في غزة بدون وجود حماس في السلطة، وللتوصل إلى تسوية سياسية توفر مستقبلا أفضل للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء”.
وقال شولتس، متحدثا في بروكسل الخميس، “هناك اقتراح من الرئيس بايدن وآخرين بشأن الشكل الذي يمكن أن يبدو عليه وقف إطلاق النار ونحن نؤيد ذلك بالكامل”.
– “الوقوف إلى جانب أوكرانيا” –
الآن، في أشهره الأخيرة في منصبه، كان من المقرر أن يصل بايدن البالغ من العمر 81 عامًا إلى ألمانيا الأسبوع الماضي في زيارة دولة مدتها أربعة أيام كانت ستتضمن اجتماعًا كبيرًا حول الدفاع عن أوكرانيا مع زيلينسكي.
وبعد إلغاء تلك الرحلة لتنسيق الاستجابة لإعصار ميلتون، بذل بايدن قصارى جهده للقيام برحلته الوداعية إلى ألمانيا رغم ذلك، مع تقليص برنامجه إلى زيارة ليوم واحد.
وتوترت العلاقات القوية تقليديا بين الولايات المتحدة وألمانيا خلال رئاسة ترامب، وقال شولتس للبرلمان الخميس إن بايدن أشرف على “تحسن مذهل في التعاون”.
ومن المقرر أن يبدأ بايدن زيارته باجتماع اعتبارًا من الساعة 0800 بتوقيت جرينتش مع الرئيس فرانك فالتر شتاينماير، الذي كان من المقرر أن يمنحه أعلى وسام في ألمانيا، وهو وسام الاستحقاق الأكبر.
وقال مكتب شتاينماير إن ذلك يأتي اعترافا “بالخدمات التي يقدمها بايدن للصداقة الألمانية الأمريكية والتحالف عبر الأطلسي… خاصة في مواجهة العدوان الروسي على أوكرانيا”.
وتتضمن خطة زيلينسكي طلب توجيه دعوة فورية لكييف للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي ورفع القيود التي يفرضها الحلفاء الغربيون على استخدام الأسلحة بعيدة المدى.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية لوكالة فرانس برس قبيل زيارة بايدن إنه “لا يوجد إجماع في الوقت الحالي” على دعوة الناتو.
لكن المسؤول أشار إلى قمة الحلف في يوليو/تموز حيث أكدت الدول الأعضاء أن أوكرانيا تسير على طريق لا رجعة فيه نحو العضوية.
وعلى الرغم من المكاسب الروسية الأخيرة في ساحة المعركة، قال المسؤول الأمريكي إن “الوقت، في الواقع، في صالح أوكرانيا”، وتعهد: “سوف نقف إلى جانب أوكرانيا ونمنحها ما تحتاجه لتحقيق النصر”.
وقال ماكرون في ختام محادثات قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل إن فرنسا تدعم طلب زيلينسكي بدعوة أوكرانيا بانتظام لحضور مؤتمرات قمة الناتو.
أما بالنسبة للمسألة الأوسع المتعلقة بالضمانات الأمنية التي تريدها كييف، فقال ماكرون: “هذا ما سيتعين علينا مناقشته” في محادثات الجمعة.
كانت الولايات المتحدة إلى حد بعيد أكبر مورد للمساعدات العسكرية لأوكرانيا منذ الغزو الروسي عام 2022، تليها ألمانيا.
وقال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي لبايدن، إن بايدن يسعى “لجعل التزامنا تجاه أوكرانيا مستداما ومؤسسيا على المدى الطويل”.
