واشنطن
قال الرئيس الأمريكي جو بايدن في مقابلة نشرت الأحد، في الوقت الذي تستعد فيه القوات الإسرائيلية لغزو بري، إن أي تحرك من جانب إسرائيل لاحتلال قطاع غزة مرة أخرى سيكون “خطأ كبيرا”.
وفي مقابلة مع برنامج “60 دقيقة”، قال بايدن إنه بينما يعتقد أنه يجب القضاء على حماس بالكامل، إلا أنه يجب أن يكون هناك طريق لإقامة دولة فلسطينية. وحذر من أن خطر الإرهاب في الولايات المتحدة قد تزايد بسبب الاضطرابات في الشرق الأوسط.
وأعلنت إسرائيل، التي تسعى للانتقام من هجوم شنته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، الحرب على الجماعة المسلحة، وشنت حملة قصف متواصلة، وحذرت أكثر من مليون شخص في شمال غزة من التحرك جنوبا قبل العملية.
وعندما سئل عما إذا كان سيدعم أي احتلال لقطاع غزة من قبل الحليف الأمريكي، أجاب بايدن: “أعتقد أنه سيكون خطأ كبيرا”.
وتابع أن حماس “لا تمثل كل الشعب الفلسطيني”.
لكن الغزو و”القضاء على المتطرفين” هو “مطلب ضروري”، مضيفا أنه يعطي إسرائيل ضوءا أخضر آخر لمواصلة عملياتها الانتقامية على الرغم من الانتقادات المتعلقة بالخسائر البشرية.
وشهد هجوم حماس مقتل أكثر من 1400 شخص، معظمهم من المدنيين. وأدت الهجمات الانتقامية الإسرائيلية في الأيام التالية إلى تسوية أحياء بالأرض وقتل ما لا يقل عن 2670 شخصاً في غزة، أغلبهم من المدنيين الفلسطينيين. وقالت حماس إن أكثر من 1000 شخص ما زالوا تحت الأنقاض.
وقد واجهت إسرائيل تحذيرات خطيرة بشأن العواقب المترتبة على إرسال قوات برية إلى غزة، حيث توقعت منظمات الإغاثة وقوع كارثة إنسانية، والمخاوف من تصاعد الصراع، والتحديات المتمثلة في فصل المسلحين عن المدنيين في المنطقة الفقيرة والمكتظة بالسكان. وقد أعربت الأردن ومصر بشكل خاص عن مخاوف من أن يؤدي الصراع إلى نزوح جماعي للفلسطينيين خارج غزة إلى شبه جزيرة سيناء.
واحتلت إسرائيل غزة لأول مرة خلال حرب الأيام الستة عام 1967، ولم تتم إعادتها بالكامل إلى الفلسطينيين إلا في عام 2005، لكنها ظلت تحت حصار إسرائيلي مصري.
وبعد مرور عام، فرضت إسرائيل حصارًا جويًا وبريًا وبحريًا على القطاع الذي تبلغ مساحته 362 كيلومترًا مربعًا، والذي تحده أيضًا مصر والبحر الأبيض المتوسط.
وفي عام 2007، شددت إسرائيل الحصار بعد أن سيطرت حركة حماس على غزة من حركة فتح العلمانية التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وعندما سئل عما إذا كان يجب القضاء على حماس، التي وصفها بايدن بأنها “مجموعة من الجبناء”، بشكل كامل، أجاب: “نعم أفعل ذلك”.
لكن يجب أن تكون هناك سلطة فلسطينية. وتابع: “يجب أن يكون هناك طريق إلى الدولة الفلسطينية”، مكررًا الدعوة الأمريكية الطويلة الأمد لحل الدولتين. لقد فشلت واشنطن لسنوات في اتخاذ أي مبادرة ملموسة نحو جعل الدولة الفلسطينية ممكنة، متسامحة بدلاً من ذلك مع التوسع الاستيطاني الإسرائيلي، الأمر الذي جعل إقامة دولة فلسطينية مستحيلاً عملياً.
كما سأل الصحفي سكوت بيلي في برنامج 60 دقيقة بايدن عما إذا كان بإمكانه توقع انضمام القوات الأمريكية إلى الحرب.
فأجاب بايدن، الذي سحب القوات الأمريكية من أفغانستان وأصر على عدم إرسال أي منها لمساعدة أوكرانيا في الوقت الذي تعمل فيه على صد الغزو الروسي: “لا أعتقد أن هذا ضروري”.
“إسرائيل لديها واحدة من أفضل القوات المقاتلة (…). وقال: “أضمن أننا سنوفر لهم كل ما يحتاجون إليه”.
وقد نشرت الولايات المتحدة بالفعل حاملتي طائرات في شرق البحر الأبيض المتوسط في عرض قوي لدعم إسرائيل.
