بيروت
قال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، الثلاثاء، إن التواصل مع إسرائيل عبر قناة “الآلية” كاف، في رد مبطن على التصريحات الأخيرة للرئيس جوزف عون، والتي بدا أنها تمهد الطريق لقبول المفاوضات المباشرة مع إسرائيل كما تطالب تل أبيب وواشنطن.
وبدت تصريحات عون بمثابة محاولة لاختبار رد فعل الثنائي الشيعي المتمثل في حزب الله وحركة أمل، الذي سارع زعيمه بري إلى الرد.
وأوضح بري، خلال لقائه وفداً من اتحاد محطات الإذاعة والتلفزيون الإسلامية، أن المفاوضات مع إسرائيل تتم عبر «الآلية» ويمكن استشارة المختصين، سواء مدنيين أو عسكريين، إذا لزم الأمر، كما حدث في ترسيم الخط الأزرق أو الحدود البحرية.
وطرح الرئيس اللبناني الشهر الماضي مبادرة تقوم على إجراء مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل لحل القضايا “العالقة”، تزامنا مع بدء خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة.
وجدد عون الجمعة الماضي دعوته للمفاوضات، مشيراً إلى أن الشكل الذي ستتخذه هذه المحادثات سيتحدد في الوقت المناسب، في خطوة إلى الوراء عن رفضه السابق للمفاوضات المباشرة.
ويرى مراقبون أن فكرة إجراء مفاوضات مباشرة بين بيروت وتل أبيب هي فكرة أميركية بالأساس، وأن الرئيس عون سعى في البداية إلى تجنب ذلك الخيار من خلال اقتراح محادثات غير مباشرة، لكن الإدارة الأميركية، مدعومة بإسرائيل، رفضت هذا التوجه.
وكشف بري أن المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس ناقشت خلال زيارتها الأخيرة إلى بيروت قضيتين: ادعاء إسرائيل باستمرار تدفق الأسلحة من سوريا، ومسألة المفاوضات.
وشدد على أن “ما تزعمه إسرائيل بشأن استمرار تدفق الأسلحة من سوريا هو محض افتراء، وأمريكا التي تسيطر على السماء بأقمارها الصناعية ووسائلها الأخرى تعرف ذلك”.
وقال بري إن “المقاومة التزمت بشكل كامل ببنود اتفاق وقف إطلاق النار، والجيش اللبناني نشر أكثر من 9 آلاف جندي وضابط في منطقة جنوب نهر الليطاني، وهو قادر على الانتشار على طول الحدود المعترف بها دوليا، لكن ما يمنع ذلك هو استمرار الاحتلال الإسرائيلي لمساحات واسعة من أراضي الجنوب اللبناني، وهو ما تعترف به قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) وتقاريرها الدورية”.
وأعرب رئيس مجلس النواب اللبناني عن استغرابه من مواقف البعض داخل لبنان من «المقاومة»، مشيراً إلى أن «البعض يرفض حتى ذكر كلمة «مقاومة» في أي خطاب سياسي أو إعلامي»، متسائلاً «هل هناك دولة في العالم تنكر أنقى صفحة من تاريخها؟».
وفي موضوع «التطبيع» مع إسرائيل، قال بري: «أثق أن اللبنانيين سيقولون لا للتطبيع»، مستذكراً ما كان يقوله الحقوقي البارز عبد الله لحود: «الطائفة الوحيدة التي ليس لها مصلحة في التطبيع والسلام مع إسرائيل هي الموارنة، فكيف للطوائف الأخرى، أو لبنان ككل، أن يكون لها ذلك؟».
وترى الأوساط السياسية في لبنان أن موقف الثنائي الشيعي من المفاوضات المباشرة مع إسرائيل لا يخدم جهود استقرار لبنان، مشددة على أن على القيادة اللبنانية تجاوز التردد واتخاذ قرار حاسم بشأن المفاوضات مع إسرائيل، مسترشدة فقط بالمصلحة الوطنية للبنان.