الرباط
عندما انتزع فريق أسود الأطلس المغربي لكرة القدم تحت 20 سنة بطولة العالم بفوزه 2-0 على الأرجنتين يوم الأحد الماضي في سانتياغو، تشيلي، لم يتفاجأ الكثيرون لأن أداء الفريق في البطولة لم يكن أقل من المثالي.
وتوج المنتخب المغربي بمشاركة استثنائية في كأس العالم، بعد أن تغلب على منتخبات صاحبة الخبرة مثل إسبانيا والبرازيل والولايات المتحدة.
وبعيدا عن الأداء في كأس العالم، فإن الفوز يمثل تتويجا لمسار عميق من الإصلاح الهيكلي في قطاع الرياضة، يعتمد على تكوين حديث ورؤية استشرافية، تقودها أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي أصبحت حاضنة حقيقية للمواهب الكروية وموردا أساسيا لتزويد المنتخبات الوطنية بلاعبين شباب يتمتعون بالمهارة والقدرة على المنافسة على أعلى المستويات القارية والدولية.
وقد حظيت الرياضة باستمرار بدعم الملك محمد السادس الذي قال في عام 2008: “لقد حرصنا على جعل الرياضة المغربية نموذجا مثاليا وعاملا في التماسك الاجتماعي وتعزيز تأثيرنا الإقليمي والدولي”.
وتعتبر أكاديمية محمد السادس لكرة القدم بمثابة تجسيد لرؤية الملك لهذه الرياضة.
وقد تخرج من هذه المؤسسة العديد من اللاعبين من هذا الفريق البطل في تشيلي مثل ياسر الزبيري وفؤاد الزهواني وحسام الصدق وياسين الخليفي.
أصبحت الأكاديمية التي انطلقت عام 2009، علامة بارزة في التدريب الرياضي، حيث تمكن من اكتشاف المواهب الشابة والارتقاء بها إلى آفاق أرحب.
انطلاقا من الإنجاز غير المسبوق الذي حققه المنتخب الوطني الأول في كأس العالم 2022 بقطر، تألق خريجو أكاديمية محمد السادس مرة أخرى في كأس العالم تحت 20 سنة في تشيلي إلى جانب زملائهم.
كتبت صحيفة ليكيب الفرنسية أن أكاديمية محمد السادس لكرة القدم هي “واحدة من أفضل الأكاديميات في العالم”، مشيدة بنظام تنمية الشباب المغربي لإنتاج جيل من المواهب التي تشكل “العمود الفقري للمنتخب الوطني الحالي”..
وأضافت ليكيب: “في السنوات الأخيرة، برز المغرب في جميع فئات الشباب”، مستشهدة ليس فقط بلقب كأس العالم تحت 20 سنة، ولكن أيضًا بانتصارات البلاد في كأس الأمم الأفريقية تحت 23 سنة 2023، والميدالية البرونزية في أولمبياد باريس 2024 وظهورها في نهائي كأس الأمم الأفريقية تحت 20 سنة.
وقال الصحافي الكروي البرتغالي بيدرو بينتو لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الفوز يعكس “التقدم الملحوظ” لكرة القدم المغربية، مشيرا إلى أن المغرب دخل التاريخ لأول مرة في 1986 عندما أصبح أول فريق إفريقي وعربي يصل إلى مرحلة خروج المغلوب في كأس العالم بالمكسيك.
وقال “منذ ذلك الحين، تطورت كرة القدم المغربية بشكل كبير على مستوى الأندية والمستوى الوطني”، مستشهدا بالعمل المتواصل الذي قامت به الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وأندية البلاد لتعزيز القدرة التنافسية والبنية التحتية والاحترافية.
وأشار بينتو إلى أن “المغرب يجني اليوم ثمار سياسة رياضية متماسكة وطموحة”، مضيفا أن المملكة “أصبحت نموذجا للنجاح والحوكمة الرشيدة في كرة القدم الإفريقية”.
كما أعرب عن ثقته في أن المغرب، مدعوما بزخمه الحالي، “مستعد لكتابة فصول جديدة من المجد” بينما يستعد لاستضافة كأس الأمم الأفريقية 2025 والمشاركة في استضافة كأس العالم لكرة القدم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال.