السليمانية، العراق
بغداد
وربط محللون محليون الزيارة الأخيرة التي قام بها قاسم الأعرجي، مستشار رئيس الوزراء العراقي للأمن القومي، إلى السليمانية، معقل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، بجهود بغداد لحل قضية حزب العمال الكردستاني. . ويشكل التنظيم المتشدد مصدرا للتوتر مع تركيا التي تتهمه بشن هجمات من قواعده في العراق.
وفي السليمانية، أجرى الأعرجي محادثات مع قوباد طالباني، نائب رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان.
ولبغداد وأنقرة مصلحة كبيرة في حل قضية حزب العمال الكردستاني. ويعمل كل من العراق وتركيا على تهيئة بيئة آمنة في المناطق الجغرافية التي يخططان فيها لبناء مشروع الطريق التنموي الطموح، الذي من المفترض أن يربط الخليج العربي بأوروبا عبر العراق وتركيا بالسكك الحديدية والطرق والموانئ. وتأمل أنقرة استكمال المشروع بحلول عام 2028.
ويقول مراقبون إن قضية مسلحي حزب العمال الكردستاني أكثر تعقيدا من قضية المسلحين الأكراد المعارضين لإيران. ولمعالجة المشكلة، تعتمد حكومة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني على القادة السياسيين الأكراد في السليمانية، وخاصة رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني، الذي يحظى بثقة التشكيلات الكردية، سواء في العراق أو في سوريا المجاورة. .
وأثارت علاقات الطالباني الكردية موجة من الشكوك التركية بشأن القادة السياسيين والأمنيين في السليمانية. واتهمتهم أنقرة بالتواطؤ مع حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره تركيا منظمة إرهابية.
وتُرجمت اتهامات أنقرة في نهاية المطاف إلى هجمات بطائرات بدون طيار استهدفت مطار عربت في السليمانية، الذي زعمت تركيا أنه يؤوي أعضاء حزب العمال الكردستاني. وقد دحض مسؤولون سياسيون وأمنيون عراقيون التهمة التركية.
ونفى الأعرجي خلال زيارته مرة أخرى أي وجود عسكري أو مدني أجنبي في مطاري السليمانية وأربات.
ومع تكثيف الضغوط الأمنية والعسكرية التركية، أطلق حزب العمال الكردستاني حملة إعلامية ضد قيادات الحزب الديمقراطي الكردستاني المنافس للاتحاد الوطني الكردستاني في العراق، متهماً إياها بالتعاون مع المخابرات والجيش التركي لاستهداف عناصره، وهو ما أوضح. خسائر فادحة منيت بها في معاقلها العراقية..
وكانت هذه الاتهامات انعكاسا لاهتزاز الثقة بين الحزب الديمقراطي الكردستاني، بقيادة أفراد من عائلة بارزاني، والفصائل الكردية المسلحة التي تصف نفسها بأنها حركات معارضة مشروعة ضد الحكومة التركية.
ومن أجل احتواء التوترات المرتبطة بحزب العمال الكردستاني مع أنقرة، تواصلت بغداد مع قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني التي تحافظ على علاقات متوازنة مع مختلف الحركات الكردية الإقليمية.
وخلال وجوده في كردستان، أعرب الأعرجي عن اعتقاده بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع تركيا مماثل للاتفاق الذي أبرمته بغداد سابقا مع إيران.
نص الاتفاق الإيراني العراقي على حل سلمي للقضية المثيرة للجدل المتعلقة بالمسلحين الأكراد الإيرانيين المتمركزين في العراق من خلال نزع سلاحهم وإبعادهم عن الحدود العراقية الإيرانية.
وقال في مؤتمر صحفي: إن “العراق يسعى إلى إنهاء هذه القضية المهمة والحساسة مع تركيا، وهي أيضًا دولة مجاورة رئيسية مثل إيران. ولذلك فإننا نسعى إلى منع أي نشاط عسكري من قبل الجماعات المسلحة ضدهم من أراضينا”.
لكن بعض المحللين شككوا في قدرة العراق على حل مثل هذه القضية المستعصية مثل حزب العمال الكردستاني، والتي فشلت أنقرة نفسها في التغلب عليها على الرغم من الجهود التي لا نهاية لها على مدى أربعة عقود على الأقل.
لكن ما يعمل لصالح بغداد هو التغيير المحتمل في الوضع الناتج عن التعاون الفعال مع التشكيلات ذات الاهتمام المشترك بشأن حزب العمال الكردستاني، مثل الأحزاب الكردية العراقية. والعامل الآخر هو الإرهاق الواضح لحزب العمال الكردستاني بعد سنوات من الاستنزاف الناجم عن القتال وتآكل قاعدة دعمه في العراق نتيجة الضربات التركية.
ويعكس انسحاب مقاتليه مؤخراً من منطقة مخمور شمالي العراق مدى الضغوط التي يواجهها في العراق، والتي قد تدفعه إلى القبول بأي اتفاق مع السلطات العراقية على أمل تقليص خسائره.
