الرباط
أصبحت بلجيكا أحدث دولة غربية تؤيد مقترح المغرب للحكم الذاتي كحل لنزاع الصحراء الغربية المستمر منذ عقود، وفقا لإعلان مغربي بلجيكي مشترك تم توقيعه اليوم الخميس.
ويضع الصراع المتجمد منذ فترة طويلة، والذي يعود تاريخه إلى عام 1975، المغرب، الذي يعتبر المنطقة الصحراوية تابعة له، في مواجهة جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، والتي تتنازع على السيادة المغربية.
وقالت بلجيكا في الإعلان المشترك الذي وقعه في بروكسل وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ووزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء البلجيكي ماكسيم بريفو، إن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية “هو الأساس الأكثر ملاءمة وجدية ومصداقية وواقعية للتوصل إلى حل سياسي” لقضية الصحراء الغربية.
ورحب بوريطة بالتطور الكبير الذي شهده الموقف البلجيكي، واصفا إياه بأنه “اعتراف واضح بالرؤية الواقعية والمشروعة التي يناصرها” الملك محمد السادس “نحو تسوية نهائية لهذا النزاع الإقليمي”.
تحظى خطة الحكم الذاتي المغربية بدعم الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة داخل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
كما دعمت إسبانيا، القوة الاستعمارية السابقة في الصحراء الغربية، موقف الرباط، إلى جانب ألمانيا والبرتغال مما يشير إلى تحول في السياسة الخارجية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بشأن هذه القضية.
واكتسب دعم خطة الحكم الذاتي زخما دوليا في الأشهر الأخيرة بدعم متزايد من الدول العربية والإفريقية وأمريكا اللاتينية.
ويأتي الدعم البلجيكي في الوقت الذي يستعد فيه مجلس الأمن الدولي للاجتماع في نهاية أكتوبر 2025 لدراسة قرار جديد بشأن إمكانية تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية (مينورسو).
وتقول نسخة مسربة من مشروع القرار إن “الحكم الذاتي الحقيقي تحت السيادة المغربية هو الحل الأكثر قابلية للتطبيق” للصراع المستمر منذ 50 عاما، وترحب “بقيادة الرئيس ترامب في حل نزاع الصحراء الغربية”. كما يشير القرار إلى دعوة الرئيس الأمريكي الأطراف المعنية إلى الدخول في مناقشات “دون تأخير، باستخدام الاقتراح المغربي للحكم الذاتي كإطار وحيد للتفاوض على حل مقبول للطرفين”.
أصدر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأربعاء، تقرير الأمم المتحدة السنوي حول الصحراء الغربية، الذي أوصى فيه مجلس الأمن الدولي بتمديد ولاية بعثة المينورسو لمدة عام، حتى 31 أكتوبر 2026.
وفي أبريل الماضي، جدد ماركو روبيو موقف الولايات المتحدة الذي “يعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية ويدعم مقترح المغرب الجاد والموثوق والواقعي للحكم الذاتي باعتباره الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع”.
وهناك دلائل تشير إلى أن واشنطن قد تلعب دورا أكثر نشاطا في المستقبل القريب في محاولة حل النزاع. صرح المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف مؤخرًا لبرنامج “60 دقيقة” لشبكة سي بي إس نيوز أنه يأمل في التوصل إلى اتفاق سلام بين الجزائر والمغرب خلال الشهرين المقبلين.
وتسعى الجزائر حتى الآن إلى التنصل من مسؤوليتها عن استمرار المأزق بشأن الصحراء الغربية حيث حاولت تقديم نفسها على أنها الوحيدة الداعمة لموقف جبهة البوليساريو في معارضتها لسيادة المملكة.
ويبدو أن بيان ويتكوف يقلب هذا السرد رأساً على عقب وينقل العبء إلى الجزائر العاصمة.