وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى المملكة العربية السعودية الأربعاء بعد زيارة للإمارات العربية المتحدة، في رحلة نادرة إلى الخارج في الوقت الذي تسعى فيه موسكو إلى إعادة تأكيد نفسها على المسرح العالمي.
وهذه هي الرحلة الثالثة فقط التي يقوم بها الزعيم الروسي خارج الاتحاد السوفيتي السابق منذ غزو أوكرانيا، بعد زيارات إلى إيران والصين، وتأتي في الوقت الذي تسعى فيه موسكو إلى تعزيز نفوذها في الشرق الأوسط.
وشوهد بوتين وهو يستقبل الحاكم الفعلي للبلاد، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، قبل أن يجلس الاثنان لفترة وجيزة لإجراء محادثات متلفزة.
وقال بوتين للأمير محمد، داعياً الأمير السعودي لزيارة موسكو: “لا شيء يمكن أن يمنع تطوير علاقاتنا الودية”.
وقال بوتين “من المهم للغاية بالنسبة لنا جميعا أن نتبادل المعلومات والتقييمات معكم بشأن ما يحدث في المنطقة. ومن المؤكد أن اجتماعنا يأتي في الوقت المناسب”.
وقال الأمير محمد إن التعاون الثنائي “ساعد في إزالة العديد من التوترات في الشرق الأوسط وساهم في تعزيز الأمن” – وسيواصل القيام بذلك في المستقبل.
وقال الكرملين قبل الاجتماع إن الزعيمين سيناقشان أسواق النفط بالإضافة إلى سبل تعزيز وقف التصعيد في الحرب في غزة.
منذ مارس/آذار، أصبح بوتين مطلوباً بتهمة ارتكاب جرائم حرب من قبل المحكمة الجنائية الدولية بشأن غزو أوكرانيا.
لقد غاب عن قمة مجموعة البريكس في أغسطس في جنوب أفريقيا، التي تعترف بالمحكمة الجنائية الدولية، لتجنب التسبب في “عرض سياسي”، كما غاب عن قمة مجموعة العشرين في الهند في سبتمبر.
لكن لم توقع أي من الإمارات العربية المتحدة أو المملكة العربية السعودية على المعاهدة التأسيسية للمحكمة الجنائية الدولية، مما يعني أنهما غير ملزمتين باعتقاله.
– “علاقات غير مسبوقة” –
وكان في استقبال الزعيم الروسي في وقت سابق بمرافقة كاملة من سلاح الفرسان وموكب سيارات في الإمارات، حيث التقى بالرئيس الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وقام فريق العرض الجوي الوطني برسم العلم الروسي بأبخرة ملونة في السماء.
وقال بوتين لنظيره في القصر الرئاسي “اليوم، بفضل موقفكم، وصلت علاقاتنا إلى مستويات غير مسبوقة”، مضيفا أن الإمارات “الشريك التجاري الرئيسي لروسيا في العالم العربي”.
وسجلت التجارة الثنائية مستوى قياسيا بلغ 9 مليارات دولار العام الماضي، وفقا للكرملين، وقال بوتين إن هناك “عددا من المشاريع” قيد التنفيذ في قطاع النفط والغاز.
وتستضيف دولة الإمارات العربية المتحدة حاليًا محادثات المناخ للأمم المتحدة COP28، لكن الكرملين لم يحدد ما إذا كان بوتين قد حضر أي أحداث ذات صلة.
ومن المقرر أن يستضيف بوتين بعد ذلك الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لإجراء محادثات في موسكو يوم الخميس، حيث يعزز البلدان العلاقات الاقتصادية والعسكرية في مواجهة العقوبات الغربية.
ومع تكيف موسكو إلى حد كبير مع العقوبات الغربية بفضل انتعاش عائدات النفط، وصد جيشها لهجوم مضاد أوكراني في الأشهر الأخيرة، يقول محللون إن بوتين ربما يشعر بتحسن حظوظه.
وقال نايجل جولد ديفيز، زميل بارز في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: “من المؤكد أن بوتين يتحدث الآن بثقة أكبر من أي وقت مضى منذ بدء الحرب”.
