الرياض/ واشنطن
وعلى الرغم من أنها تشن حرباً ضد الحوثيين منذ ما يقرب من تسع سنوات وتعتمد على موانئ البحر الأحمر في 36% من الواردات، إلا أن المملكة العربية السعودية (إلى جانب الإمارات العربية المتحدة) لم تظهر اهتماماً بالانضمام إلى التحالف البحري الذي تقوده الولايات المتحدة والذي أُعلن عنه حديثاً.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن يوم الثلاثاء إن بريطانيا والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا من بين الدول المشاركة في العملية الأمنية في البحر الأحمر.
وستجري المجموعة دوريات مشتركة في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن المجاور.
وقال أوستن: “هذا تحدٍ دولي يتطلب عملاً جماعياً”.
ويشن الحوثيون هجمات على السفن في البحر الأحمر منذ أسابيع ردا على الحرب الإسرائيلية مع حركة حماس الفلسطينية في غزة.
ويبدو أن عدم اهتمام الرياض بالانضمام إلى قوة العمل البحرية ينبع من القلق من أن المشاركة قد تنتقص من الهدف الاستراتيجي طويل المدى؛ تخليص نفسها من حرب فوضوية في اليمن ومن نزاع مدمر مع إيران، الداعم الرئيسي للحوثيين.
ويقال إن السعوديين مصممون على تجنب تصعيد التوترات مع إيران أو تعريض مساعي السلام في اليمن للخطر من خلال الانضمام إلى أي عمل بحري.
وفي الأسبوع الماضي، وبينما كان العالم منشغلاً بحرب غزة وهجمات الحوثيين، نشرت وسائل إعلام سعودية مقتطفات من مسودة اتفاق قالت إنه سيعلن عنه قريباً.
ويقول محللون إن السعوديين يرغبون في التوقيع على الاتفاق مع الحوثيين قبل أن يتدهور الوضع أكثر، مما يجعل أي تقدم نحو التسوية في اليمن مستحيلاً سياسياً.
ويقال إن واشنطن تحاول إقناع الرياض بعدم التوقيع على اتفاق سلام مع الحوثيين والانضمام بدلاً من ذلك إلى التحالف الدولي المشكل حديثاً.
وقالت مصادر سعودية لصحيفة “العرب ويكلي” إن الولايات المتحدة تخشى أن يؤدي التوصل إلى اتفاق مع الحوثيين إلى تعزيز موقف المسلحين اليمنيين وتشجيعهم على تصعيد هجماتهم في البحر الأحمر.
وفي غضون ذلك، تعهد الحوثيون بمواصلة أعمالهم العدائية قائلين إنه سيتم استهداف السفن الإسرائيلية أو تلك المتجهة إلى إسرائيل.
هدد زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي الولايات المتحدة يوم الأربعاء بشن هجمات على سفنها الحربية، محذراً الأمريكيين إذا هاجموا ميليشياته، فإنهم “سيواجهون شيئاً أشد قسوة مما واجهوه في أفغانستان وما عانوا منه في فيتنام”.
علاوة على ذلك، كشف موقف الحوثيين أيضًا عن فشل جهود الوساطة العمانية الأخيرة، مما يجعل المزيد من التصعيد محتملًا.
ويبدو أن تجربة عمان في التعامل مع القضايا الإقليمية الشائكة ونزع فتيل الصراعات قد اصطدمت هذه المرة بالمصلحة الإيرانية في إبقاء التوترات مستمرة لأطول فترة ممكنة كجزء من استراتيجية الهجمات “المدروسة” التي يتم تنفيذها من خلال وكلاء، في لبنان وسوريا والعراق. واليمن، دون جر طهران إلى أعمال عدائية مباشرة ضد إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة.
ومع تصعيد الحوثيين لهجماتهم على الشحن خلال الأسابيع الماضية، يقال إن الرياض حثت الولايات المتحدة على ضبط النفس وكانت سعيدة حتى الآن بالطريقة التي تتعامل بها الولايات المتحدة مع الوضع.