بيروت/ القاهرة/ واشنطن
تتزايد الاحتجاجات ضد الحرب في غزة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط وأجزاء أخرى من العالم. لكن المحللين منقسمون حول ما إذا كان الغضب الشعبي قد يؤثر على مسار الصراع أو يغير قرارات صناع القرار.
ويخرج المتظاهرون المؤيدون للفلسطينيين والمؤيدين لإسرائيل إلى الشوارع منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر عندما قتلت حركة حماس الفلسطينية 1400 إسرائيلي واحتجزت العشرات من الرهائن في هجوم غير مسبوق على الدولة اليهودية.
وقتل أكثر من 3000 فلسطيني منذ ذلك الحين في قصف انتقامي للجيش الإسرائيلي. وكان معظم الضحايا من الجانبين بين المدنيين.
وتصاعدت الاحتجاجات تضامنا مع الفلسطينيين بعد انفجار في المستشفى الأهلي العربي في غزة أدى إلى مقتل مئات المدنيين.
فشل إنكار إسرائيل لمسؤوليتها وإلقاء اللوم على فشل إطلاق صاروخ من قبل حركة الجهاد الإسلامي في إقناع آلاف المتظاهرين الذين تجمعوا في عدة مدن في المنطقة بإدانة ما اعتبروه فظائع إسرائيلية.
وفي لبنان، أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه على المتظاهرين الذين كانوا يلقون مقذوفات في احتجاج بالقرب من السفارة الأمريكية شمال بيروت، والذي تحول إلى أعمال عنف.
واندلعت المزيد من الاحتجاجات في القاهرة والإسكندرية ومدن مصرية أخرى، حيث نادراً ما يُسمح بالمظاهرات.
وفي تونس، طالب المتظاهرون بطرد سفيري الولايات المتحدة وفرنسا بسبب “دعمهما غير المشروط لإسرائيل”.
وفي عمان، صدت شرطة مكافحة الشغب آلاف المتظاهرين الأردنيين الذين كانوا يخططون لتنظيم مسيرة نحو السفارة الإسرائيلية شديدة التحصين.
ولم تستثنِ الاحتجاجات أي دولة عربية، بما في ذلك الدول التي وقعت اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل، من المغرب إلى الخليج العربي.
“الشارع العربي له صوت. وقال بدر السيف، أستاذ التاريخ في جامعة الكويت، لوكالة أسوشيتد برس: “ربما تم تجاهل هذا الصوت في الماضي من قبل حكومات المنطقة والغرب … لكنها لم تعد قادرة على القيام بذلك بعد الآن”.
كما تظاهر الأتراك حاملين الأعلام الفلسطينية وهتفوا بشعارات تدين إسرائيل في ما لا يقل عن اثنتي عشرة مدينة تركية، بما في ذلك خارج السفارة الإسرائيلية في العاصمة أنقرة.
وكذلك فعل الإيرانيون والميليشيات الموالية لإيران في صنعاء وبغداد.
ولم تقتصر المظاهرات على العالم الإسلامي والشرق الأوسط. واحتشد المئات من نشطاء السلام اليهود في واشنطن مطالبين إدارة بايدن والكونغرس بالضغط من أجل وقف إطلاق النار.
وملأ المتظاهرون، والعديد منهم من جماعة الصوت اليهودي من أجل السلام، القاعة المستديرة لمبنى كانون هاوس الإداري بالقرب من مبنى الكابيتول الأمريكي.
لكن وجهات النظر بين المحللين تختلف حول الأهمية السياسية للاحتجاجات.
ويعتقد البعض أن الاحتجاجات تظهر مرونة المشاعر المؤيدة للفلسطينيين وتُظهر للمجتمع الدولي أن إهمال القضية الفلسطينية أمر لا يمكن الدفاع عنه.