طرابلس-
قالت قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر إنها تحرك قواتها إلى الجنوب الغربي “لتأمين الحدود وتعزيز الأمن الوطني”.
وأثارت تحركات قوات حفتر نحو الجنوب الغربي غضب القوات العسكرية في الغرب، ووجه نائب رئيس الأركان العامة الفريق صلاح النمروش وحدات الجيش برفع الجاهزية لصد أي هجوم محتمل.
ويبدو أن كافة القوات الأمنية والعسكرية في الغرب في حالة تأهب بسبب تحركات الجيش الوطني الليبي، كما وردت أنباء عن استعدادات عسكرية في مصراتة والزاوية تحسبا لصدام محتمل مع قوات حفتر.
ويقول خبراء إن التعبئة العسكرية قد تشعل حاضنة إقليمية للتوتر وحرب أهلية من شأنها إرباك البلاد والمنطقة بشكل عام. ويأتي ذلك في الوقت الذي يعتزم فيه حفتر إضعاف حكومة طرابلس من الجنوب، في خطوة قد تربك الأمن في المنطقة، وخاصة في الجزائر.
أعربت وزارة الخارجية الجزائرية عن قلقها العميق إزاء التحشيد والانتشار العسكري في مختلف مناطق ليبيا في الآونة الأخيرة، وخاصة باتجاه المناطق الجنوبية والغربية.
وقالت الجزائر إنها تشاطر بشكل كامل وتام المخاوف التي عبرت عنها الأمم المتحدة بشأن هذه التحركات، مؤكدة أن وقف المواجهات بين “الأشقاء المتعارضين” مكسب مهم للغاية يجب الحفاظ عليه بأي ثمن.
ودعت الجزائر أيضا كافة الأطراف الليبية إلى التحلي بالحكمة وضبط النفس والبصيرة لتجنيب بلادهم وشعبهم العواقب المأساوية لاستئناف القتال.
دعت وزارة الخارجية الجزائرية الأطراف الليبية إلى إيجاد حل سلمي للأزمة وتحقيق المصالحة بين الليبيين وإعادة توحيد المؤسسات ووضع حد للتدخلات الأجنبية.
قالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، الجمعة، إنها تراقب “بقلق التعبئة الأخيرة للقوات في مختلف أنحاء ليبيا، وخاصة في المناطق الجنوبية والغربية”.
وقالت في بيان: “نشيد بالجهود الجارية لتهدئة الوضع ومنع المزيد من التوتر”.
وأضافت البعثة في بيانها: “تحث البعثة جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب أي أعمال عسكرية استفزازية يمكن اعتبارها هجومية وقد تعرض استقرار ليبيا الهش وسلامة شعبها للخطر. وتدعو البعثة إلى استمرار التواصل والتنسيق بين القوات التابعة للجيش الوطني الليبي وحكومة الوحدة الوطنية”.
وأشارت البعثة إلى أنها “تأسف لأن هذه التطورات تتزامن مع الذكرى الرابعة والثمانين لتأسيس الجيش الليبي، وتذكر بالانقسام الحالي لهذه المؤسسة الحيوية”.
وأضافت البعثة في بيانها: “بهذه المناسبة، تذكّر البعثة كافة الجهات العسكرية والأمنية بأهمية وجود مؤسسات عسكرية وأمنية موحدة وخاضعة للمساءلة ومهنية. وتقف البعثة على أهبة الاستعداد لتسهيل الحوار لتحقيق هذه الغاية وتقديم كل الخبرات والدعم الفني”.
في هذه الأثناء، أجرى رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، الخميس، محادثات في طرابلس مع بعض ممثلي القوى الأمنية في المنطقة الغربية.
وقال مكتبه إنهم أعربوا عن “دعمهم لكل خطواته المقبلة التي تهدف إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة الغربية”.
وأعلنت قيادة الجيش الوطني وقيادة العمليات المشتركة والهيئة الوطنية لدعم القوات، رفع جاهزية قواتها تحسبا لأي خطر.
وفي محاولة لتخفيف التوتر، قال الجيش الوطني الليبي إن قواته تحشد لتأمين الحدود الجنوبية عبر تكثيف الدوريات الصحراوية ومراقبة الحدود.
وقالت قيادة الجيش الوطني الليبي إن هذا التحرك يأتي بأمر من حفتر في إطار محاولات تعزيز أمن الحدود ومواجهة أي تهديدات قد تستهدف سلامة وأمن الوطن.
وأضافت أنه تم إرسال قوات إلى مدن سبها وغات وأوباري ومرزق والقطرون وبراك والشاطئ والأديري حيث تنتشر بالفعل قوات الجيش الوطني الليبي.
وأكدت أن التعبئة جاءت في ظل التوترات التي تشهدها دول الجوار ونشاط الجماعات المتطرفة.
وأعرب المجلس الأعلى للدولة عن رفضه للتعبئة “غير القانونية”، وقال إنها “محاولة صارخة لتوسيع النفوذ والسيطرة في منطقة ذات أهمية استراتيجية مع دول الجوار”.
وحذرت من أن هذا التحرك قد يؤدي إلى صراع مسلح يقوض وقف إطلاق النار وجهود توحيد الجيش، مما قد يؤدي إلى انهيار العملية السياسية.
ودعت المجلس الرئاسي بصفته القيادة العليا للجيش إلى “رفع حالة التأهب للقوات والاستعداد لمواجهة أي خطر محتمل”.
وحثت أيضا بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا والمجتمع الدولي على اتخاذ موقف واضح وإدانة هذا التحشيد.
ويقول مراقبون إن حفتر يسعى من خلال التعبئة إلى توسيع سيطرة الجيش الوطني الليبي على مناطق حيوية قريبة من الحدود التونسية الجزائرية، بما في ذلك مطار غدامس.
ولم يستبعدوا اندلاع اشتباكات في المنطقة خلال الأيام المقبلة بين قوات الجيش الوطني وقوات حكومة الوفاق الوطني.
وأشاروا إلى أن كل جهة تحاول تعزيز قواتها عبر حلفائها العسكريين في المنطقة من أجل السيطرة على غدامس ومطارها تمهيدا لفتح معبر حدودي جديد يتيح الوصول إلى أفريقيا.
