جنيف
قال تحقيق الأمم المتحدة إنه خلص إلى أن إسرائيل نفذت سياسة منسقة لتدمير نظام الرعاية الصحية في غزة في حرب غزة، وهي أفعال ترقى إلى مستوى جرائم حرب وجريمة إبادة ضد الإنسانية.
واتهم بيان صدر يوم الخميس عن مفوضة الأمم المتحدة السامية السابقة لحقوق الإنسان نافي بيلاي، والذي رافق التقرير، إسرائيل بشن “هجمات متواصلة ومتعمدة على الطواقم الطبية والمرافق الطبية” في الحرب، التي أثارها الهجوم القاتل عبر الحدود الذي شنه مسلحو حماس عبر الحدود على جنوب إسرائيل في 23 تشرين الثاني/نوفمبر. 7 أكتوبر 2023.
وقالت بيلاي التي سيقدم تقريرها المكون من 24 صفحة والذي يغطي الأشهر العشرة الأولى من الحرب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة: “لقد تحمل الأطفال على وجه الخصوص وطأة هذه الهجمات، حيث عانوا بشكل مباشر وغير مباشر من انهيار النظام الصحي”. في 30 أكتوبر.
ورفضت البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية في جنيف نتائج التقرير ووصفتها بأنها مشينة.
وأضافت: “(التقرير) هو محاولة سافرة أخرى من قبل لجنة التحقيق الدولية لنزع الشرعية عن وجود دولة إسرائيل وعرقلة حقها في حماية سكانها”، في إشارة إلى لجنة التحقيق.
وتقول إسرائيل إن نشطاء غزة يعملون من غطاء مناطق مأهولة بالسكان بما في ذلك المدارس والمستشفيات وإنها ستضربهم أينما ظهروا بينما تحاول أيضا تجنب إيذاء المدنيين. وتنفي حماس إخفاء نشطاء وأسلحة ومراكز قيادة بين المدنيين.
واتهم بيان لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة أيضا القوات الإسرائيلية بقتل وتعذيب العاملين في المجال الطبي عمدا، واستهداف المركبات الطبية وتقييد تصاريح خروج المرضى من قطاع غزة المحاصر.
وأشار التقرير إلى وفاة الفتاة الفلسطينية هند رجب في فبراير/شباط الماضي مع أفراد من عائلتها ومسعفين جاءوا لإنقاذها من النيران الإسرائيلية أثناء إخلائها. وقال التقرير إن سيارة الإسعاف أصيبت بقذيفة دبابة بينما كانت على بعد 50 مترا من الأسرة على الرغم من أن مسارها تم تنسيقه مسبقا مع قوات الأمن الإسرائيلية.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن أكثر من 10,000 مريض يحتاجون إلى إجلاء طبي عاجل مُنعوا من مغادرة غزة منذ إغلاق معبر رفح الحدودي مع مصر في مايو/أيار. وتقول وزارة الصحة الفلسطينية إن ما يقرب من 1000 مسعف قتلوا في غزة في العام الماضي فيما وصفته منظمة الصحة العالمية بأنه “خسارة لا تعوض وضربة قاصمة للنظام الصحي”.
وفي الحالات التي طلبت فيها القوات الإسرائيلية من أربعة مستشفيات الإخلاء، وجد التحقيق أن الأوامر “غير ممكنة” لأنها لم تمنح الأطباء الوقت الكافي لإجلاء مئات المرضى ولم تساعدهم القوات الإسرائيلية.
وقالت أيضًا إنه تم التحقيق في معاملة المعتقلين الفلسطينيين في إسرائيل والرهائن الذين احتجزهم مقاتلو حماس في الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، واتهمت الجانبين بالتورط في التعذيب والعنف الجنسي.
يتمتع التحقيق بتفويض واسع النطاق لجمع الأدلة وتحديد هوية مرتكبي الجرائم الدولية المرتكبة في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة. وتبني النتائج التي توصلت إليها على مجموعة من المصادر بما في ذلك المقابلات مع الضحايا والشهود، والمذكرات والصور الفضائية.
وزعمت اللجنة في السابق أن إسرائيل وحماس ارتكبتا جرائم حرب في المراحل الأولى من حرب غزة، وأن تصرفات إسرائيل تشكل جرائم ضد الإنسانية بسبب الخسائر الفادحة في صفوف المدنيين. وهذا المصطلح مخصص لأخطر الجرائم الدولية المرتكبة عن عمد كجزء من هجوم واسع النطاق أو منهجي ضد المدنيين.
ولم تتعاون إسرائيل مع التحقيق الذي تقول إنه متحيز ضد إسرائيل. واتهمت اللجنة إسرائيل بعرقلة عملها ومنع المحققين من الوصول إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية.
الأدلة التي جمعتها هذه الهيئات المفوضة من قبل الأمم المتحدة شكلت في بعض الأحيان الأساس لمحاكمات جرائم الحرب ويمكن للمحكمة الجنائية الدولية الاعتماد عليها.