قال التلفزيون الإيراني الرسمي إن سفارة إيران في سوريا تعرضت لهجوم يوم الأحد بعد أن أعلن مقاتلو المعارضة بقيادة الإسلاميين سقوط حليف طهران بشار الأسد في أعقاب هجوم كاسح بلغ ذروته في دمشق.
وقالت قناة تلفزيونية رسمية: “هاجم أفراد مجهولون السفارة الإيرانية، كما ترون في هذه الصور التي نشرتها شبكات مختلفة”، وعرضت لقطات من قناة العربية، قيل إنها من المجمع الدبلوماسي.
وشاهد مصور وكالة فرانس برس مكاتب منهوبة وزجاجا مهشما على الأرض وأثاثا مكسورا في المبنى الواقع في منطقة المزة الراقية بدمشق، والذي يضم أيضا سفارات أخرى ومكاتب للأمم المتحدة.
وقال المصور إن الناس حملوا المواد المنهوبة على شاحنات بالخارج.
وظلت خزائن الملفات والأدراج مفتوحة بينما كانت الأوراق والملفات والمحتويات الأخرى، بما في ذلك الأعلام الإيرانية والسورية، متناثرة حول المبنى.
ورأى مصور وكالة فرانس برس خزنة في وسط إحدى الغرف التي تناثرت على أرضيتها المبلطة ملصقات مكسورة بينها صور مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله روح الله الخميني والمرشد الأعلى الحالي آية الله علي خامنئي.
كما كانت على الأرض أيضًا صورة مدمرة للأمين العام السابق لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، الذي قُتل في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في سبتمبر/أيلول، ولقائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، الذي قُتل في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار في العاصمة العراقية بغداد عام 2018. يناير 2020.
وذكرت صحيفة طهران تايمز الإيرانية على الإنترنت أن دبلوماسيين إيرانيين غادروا السفارة قبل اقتحامها، نقلا عن المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي.
وذكر التقرير أن جميع موظفي السفارة بخير.
كما اتهمت قوات المتمردين بالوقوف وراء الهجوم، وهو ادعاء لم يتسن التحقق منه بشكل مستقل على الفور.
وأظهرت لقطات عبر الإنترنت تحققت منها وكالة فرانس برس رجلا خارج السفارة خلال الليل، وهو يمزق ملصقا يظهر نصر الله وسليماني.
ولم تعلق السلطات في إيران بعد على سقوط الأسد.
وفي يوم السبت، بينما واصل المتمردون هجومهم الخاطف ولكنهم لم يسيطروا بعد على دمشق، دعا وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي “الحكومة السورية وجماعات المعارضة الشرعية” إلى الدخول في المفاوضات.
وتمثل تصريحاته تحولا في لهجة طهران تجاه الجماعات المتمردة التي وصفتها إيران في السابق بأنها “إرهابية” ورفضت الاعتراف بها كعناصر مشروعة.
وزار عراقجي دمشق في الأول من كانون الأول/ديسمبر، بعد أيام من هجوم المتمردين، واجتمع مع الأسد في آخر ظهور علني للرئيس السوري إلى جانب مسؤول إيراني.
وبعد ذلك بيوم، أكد الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان دعم طهران في مكالمة هاتفية مع الأسد.
وكانت آخر زيارة للرئيس السوري المخلوع إلى إيران في مايو 2024، بعد وقت قصير من وفاة الرئيس السابق إبراهيم رئيسي في حادث تحطم طائرة هليكوبتر.
ودعمت إيران دمشق خلال الحرب الأهلية السورية التي بدأت عام 2011، وأرسلت “مستشارين عسكريين” بناء على طلب الأسد.
وقُتل العديد من قادة الحرس الثوري الإيراني في سوريا، في القتال وفي الضربات الإسرائيلية ضد أهداف مفترضة مرتبطة بإيران.
الأزيز / عامي