شنت تركيا يوم الأربعاء ضربات جديدة على أهداف كردية في العراق وحذرت من شن المزيد من الغارات الجوية المكثفة عبر الحدود بعد أن خلصت إلى أن المسلحين الذين نفذوا هجوما في مطلع الأسبوع في أنقرة جاءوا من سوريا.
وعقدت تركيا اجتماعًا للأمن القومي شارك فيه كبار قادة الدفاع والمخابرات لإعداد ردها على هجوم يوم الأحد على المنطقة الحكومية بالعاصمة.
وقتلت الشرطة بالرصاص أحد المهاجمين بينما توفي الآخر في تفجير انتحاري على ما يبدو خارج وزارة الداخلية التركية أدى إلى إصابة اثنين من ضباط الأمن.
وأعلن فرع لحزب العمال الكردستاني، المدرج على قائمة المنظمات الإرهابية من قبل تركيا وحلفائها الغربيين، مسؤوليته عن أول تفجير يضرب أنقرة منذ عام 2016.
وقال وزير الخارجية هاكان فيدان في تصريحات متلفزة “بات من الواضح أن الإرهابيين جاءا من سوريا وتدربا هناك”.
وأضاف فيدان: “من الآن فصاعدا، تعتبر كافة البنى التحتية والمنشآت الكبيرة ومنشآت الطاقة التابعة (للجماعات الكردية المسلحة) في العراق وسوريا أهدافا مشروعة لقواتنا الأمنية”.
“أوصي الأطراف الثالثة بالابتعاد عن هذه المرافق.”
وشنت تركيا غارات جوية على القواعد الخلفية لحزب العمال الكردستاني في الجبال الشمالية بالعراق بعد ساعات من هجوم يوم الأحد.
وقالت وزارة الدفاع إنها نفذت غارة جديدة يوم الأربعاء أسفرت عن “تحييد عدد كبير من الإرهابيين” في خمس مناطق بالعراق.
ومن المتوقع أن يصل وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي إلى أنقرة يوم الخميس لإجراء محادثات مع نظيره يشار جولر مع تصاعد التوترات.
– ‘جريمة حرب’ –
تشير تعليقات فيدان إلى أن تركيا يمكن أن تكثف ضربات الطائرات بدون طيار والمدفعية بما يتجاوز تلك التي كانت تشنها بشكل روتيني في كل من سوريا والعراق في العقد الماضي.
ذكرت وسائل إعلام تركية، الأربعاء، أن وكالة الاستخبارات التركية (MIT) نفذت عملية في سوريا أسفرت عن مقتل أحد العقول المدبرة المشتبه بها لتفجير إسطنبول الذي أودى بحياة ستة أشخاص في نوفمبر من العام الماضي.
أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، مقتل “مسؤول استخباراتي” في المنطقة الكردية التي تتمتع بحكم شبه ذاتي شمال شرقي سوريا، الثلاثاء.
وتمتلك أنقرة قواعد عسكرية وتدعم الجماعات التي تقاتل قوات النظام والأكراد في سوريا.
وقادت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، وهي جيش الأمر الواقع للأكراد في المنطقة، المعركة التي طردت مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية من آخر معاقلهم في الأراضي السورية في عام 2019.
لكن تركيا تنظر إلى وحدات حماية الشعب الكردية التي تهيمن على قوات سوريا الديمقراطية باعتبارها فرعا من حزب العمال الكردستاني.
ونفى قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي الأربعاء أن يكون مهاجما أنقرة “مرا بمنطقتنا”.
وقال على مواقع التواصل الاجتماعي: “تركيا تبحث عن الذرائع لإضفاء الشرعية على هجماتها المستمرة على منطقتنا وشن عدوان عسكري جديد”.
وأضاف أن “التهديد باستهداف البنية التحتية للمنطقة ومواردها الاقتصادية ومدنها المأهولة بالسكان يعد جريمة حرب، وهو ما شهدناه من قبل”.
– نقاش سويدي –
وشن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سلسلة من التوغلات المسلحة في سوريا وهدد مرارا بتوسيع الهجمات ضد وحدات حماية الشعب.
وأعلنت أنقرة يوم الثلاثاء أيضًا اعتقال 67 شخصًا يشتبه في أنهم أعضاء في حزب العمال الكردستاني في مداهمات في جنوب شرق تركيا الذي تقطنه أغلبية كردية.
وتزامن هجوم الأحد مع افتتاح جلسة البرلمان التركي التي سيطلب خلالها من المشرعين التصديق على عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي الدفاعي.
وتعطل تصديق تركيا على المعاهدة بسبب الغضب من رفض الشرطة السويدية حظر مسيرات حزب العمال الكردستاني ومؤيديه في ستوكهولم.
ويعتقد بعض المحللين أن حزب العمال الكردستاني ربما يحاول منع تصديق تركيا على المعاهدة لأن ذلك من شأنه أن يبشر بتحسن علاقات أنقرة مع واشنطن.
وتحاول تركيا إقناع الولايات المتحدة بقطع علاقاتها مع قوات سوريا الديمقراطية، وهو تحول في السياسة يعتقد المحللون أن أنقرة تأمل في تأمينه مقابل دعمها لعضوية السويد.
