بيروت/ القدس
قصفت إسرائيل، اليوم الأحد، معقل حزب الله في جنوب بيروت، فيما تحدثت وسائل إعلام رسمية لبنانية عن قتال عنيف في المنطقة الحدودية، وقال الجيش الإسرائيلي إن نحو 250 قذيفة أطلقت على أراضيه.
وجاء التبادل العنيف لإطلاق النار في الوقت الذي يبدو فيه أن الوساطة الأمريكية لوقف إطلاق النار مستمرة بينما يحاول الاتحاد الأوروبي المشاركة في الجهود الدبلوماسية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن حزب الله المدعوم من إيران أطلق حوالي 250 قذيفة على إسرائيل خلال النهار، وهو أحد أعلى الأرقام اليومية في الحرب.
واعترضت الدفاعات الجوية الإسرائيلية بعض الصواريخ التي أطلقت يوم الأحد، لكن بعضها الآخر ألحق أضرارا بمنازل في وسط إسرائيل.
وفي لبنان، بعد يوم من موجة الضربات الإسرائيلية التي قالت وزارة الصحة إنها أسفرت عن مقتل 84 شخصا، قصفت إسرائيل مرة أخرى الضواحي الجنوبية للعاصمة، معقل حزب الله.
وضربت ضربات قاتلة أيضًا قلب بيروت خلال الأسبوع الماضي، وقال لبنان يوم الأحد إنه سيتم تعليق الدروس الشخصية في منطقة العاصمة يوم الاثنين لأسباب تتعلق بالسلامة.
وكثيرا ما ذكر الوسيط الأمريكي عاموس هوشستين “التقدم” في المفاوضات خلال زيارة إلى بيروت الأسبوع الماضي، قبل السفر للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إسرائيل كاتس، ثم العودة إلى واشنطن.
قال منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل يوم الأحد إن الاقتراح الأمريكي لوقف إطلاق النار ينتظر الموافقة النهائية من إسرائيل.
وقال بوريل في بيروت بعد اجتماعه بمسؤولين لبنانيين: “يجب علينا الضغط على الحكومة الإسرائيلية ومواصلة الضغط على حزب الله لقبول الاقتراح الأمريكي لوقف إطلاق النار”.
ونقل مراسل أكسيوس باراك رافيد في منشور له على وسائل التواصل الاجتماعي عن مسؤول إسرائيلي لم يذكر اسمه قوله إن إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان.
لكن تقريرا منفصلا من هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية قال إنه لم يتم إعطاء ضوء أخضر للتوصل إلى اتفاق في لبنان، حيث لم يتم حل القضايا بعد، ويجب التوصل إلى اتفاق بشأن هذه المسألة داخل مجلس الوزراء الإسرائيلي.
وبموجب القرار رقم 1701، الذي أنهى الحرب الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل عام 2006، يجب أن تكون القوات اللبنانية وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة هي القوات المسلحة الوحيدة الموجودة في منطقة الحدود الجنوبية.
كما دعا القرار إسرائيل إلى سحب قواتها من لبنان، وكرر الدعوات السابقة إلى “نزع سلاح جميع الجماعات المسلحة في لبنان”.
وقال حزب الله يوم الأحد إنه شن هجمات باستخدام صواريخ وطائرات مسيرة موجهة إلى قاعدة أشدود البحرية في جنوب إسرائيل، وهي أحد أعمق أهدافه حتى الآن، بالإضافة إلى مواقع عسكرية في منطقة وسط تل أبيب.
وذكرت وكالات طبية أن 11 شخصا على الأقل أصيبوا في إسرائيل.
قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن 13 شخصا أصيبوا في الضفة الغربية المحتلة جراء سقوط صاروخ اعتراضي.
وأظهرت صور من بيتح تكفا، بالقرب من تل أبيب، عدة سيارات مدمرة ومحترقة، ومنزلا مليئا بالشظايا. وفي منطقة ريناتيا القريبة، تضررت عدة منازل.
وجاءت موجة القذائف بعد أربع غارات إسرائيلية على وسط بيروت في الأسبوع الماضي، بما في ذلك غارة أسفرت عن مقتل المتحدث باسم حزب الله محمد عفيف.
كما استهدفت الضربات الإسرائيلية الضواحي الجنوبية للمدينة بشكل شبه يومي خلال الأسبوعين الماضيين، لكنها توقفت لفترة وجيزة خلال زيارة المبعوث الأمريكي هوشستين.
أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، الأحد، عن موجتين من الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، سبقتها تحذيرات عسكرية إسرائيلية نُشرت على الإنترنت.
وقال بيان عسكري في وقت متأخر من يوم الأحد إن القوات الجوية قصفت “12 مركز قيادة لحزب الله” في جنوب بيروت، بما في ذلك وحدات المخابرات والصواريخ وتهريب الأسلحة.
اندلعت معارك برية في عدة مناطق من الشريط الحدودي يوم الأحد، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام وحزب الله الذي قال إن مقاتليه دمروا ست دبابات إسرائيلية وأطلقوا صواريخ على القوات.
وأدى الصراع إلى مقتل ما لا يقل عن 3754 شخصًا في لبنان منذ أكتوبر 2023، وفقًا لوزارة الصحة، معظمهم منذ سبتمبر.
وعلى الجانب الإسرائيلي، تقول السلطات إن ما لا يقل عن 82 جنديًا و47 مدنيًا قتلوا.
