القدس/بيروت
هاجمت إسرائيل مئات الأهداف التابعة لحزب الله يوم الاثنين في غارات جوية قالت السلطات الصحية اللبنانية إنها أسفرت عن مقتل 182 شخصا على الأقل، مما يجعله اليوم الأكثر دموية في لبنان خلال ما يقرب من عام من الصراع مع عدوها المدعوم من إيران.
وبعد بعض من أعنف عمليات تبادل إطلاق النار عبر الحدود منذ اندلاع الأعمال العدائية، حذرت إسرائيل الناس من إخلاء المناطق التي قالت إن الحركة المسلحة تخزن فيها الأسلحة.
بعد مرور ما يقرب من عام على الحرب ضد حماس في غزة على حدودها الجنوبية، تحول إسرائيل تركيزها إلى حدودها الشمالية، حيث يطلق حزب الله الصواريخ على إسرائيل دعماً لحليفته حماس.
استهدف الجيش الإسرائيلي، اليوم الاثنين، مواقع لحزب الله في جنوب لبنان وشرق البقاع والمنطقة الشمالية بالقرب من سوريا في أوسع ضرباته انتشارا.
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تواجه “أياما معقدة” مع تصعيد هجماتها ضد حزب الله في جنوب لبنان، ودعا الإسرائيليين إلى البقاء متحدين مع استمرار الحملة.
وقال نتنياهو في رسالة عقب تقييم الوضع في مقر القيادة العسكرية في تل أبيب: “لقد وعدت بأننا سنغير التوازن الأمني وتوازن القوى في الشمال – وهذا بالضبط ما نفعله”.
وفي وقت سابق، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن العمليات ستستمر حتى “نحقق هدفنا بإعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان”، مما مهد الطريق لصراع طويل حيث تعهد حزب الله بمواصلة القتال حتى يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
قالت وزارة الصحة اللبنانية إن 182 شخصا على الأقل قتلوا، بينهم نساء وأطفال ومسعفون، وأصيب 727 شخصا في الضربات الإسرائيلية يوم الاثنين.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في وقت سابق على قناة إكس إن أكثر من 300 هدف لحزب الله تم قصفها حتى الآن بعد تحذير سابق من أن الغارات الجوية كانت وشيكة على منازل في لبنان حيث “يخفي حزب الله أسلحة”.
وقد تصاعد الصراع بشكل حاد في الأسبوع الماضي، واحتدم منذ أن فتح حزب الله جبهة ثانية ضد إسرائيل، قائلاً إنه يتصرف تضامناً مع حماس التي تواجه هجوماً إسرائيلياً في جنوب غزة.
وتأتي هذه الهجمات في أعقاب غارة جوية على بيروت يوم الجمعة أسفرت عن مقتل 45 شخصا، بما في ذلك قادة حزب الله، وانفجارات مميتة لأجهزة الاتصالات في جميع أنحاء لبنان في وقت سابق من الأسبوع أسفرت عن مقتل 39 شخصا وإصابة ما يقرب من 3000 آخرين.
حذرت القوى العالمية إسرائيل وحزب الله من المزيد من التصعيد. وقال المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي يوم الأحد إن التصعيد العسكري الإقليمي ليس في “مصلحة إسرائيل”، حيث أدى تصاعد التوترات عبر الحدود بين إسرائيل ولبنان إلى مخاوف من اندلاع حرب شاملة.
وقال كيربي في مقابلة مع برنامج “هذا الأسبوع” على قناة “إيه بي سي” الأميركية: “نحن لا نعتقد أن تصعيد هذا الصراع العسكري يصب في مصلحتهم”، مضيفا أن الولايات المتحدة “تقول هذا بشكل مباشر لنظرائنا الإسرائيليين”.
وقال كيربي “إن التوترات الآن أعلى بكثير مما كانت عليه قبل بضعة أيام فقط”.
وأضاف “لكننا لا نزال نعتقد أنه يمكن أن يكون هناك وقت ومساحة للتوصل إلى حل دبلوماسي هنا وهذا ما نعمل عليه”.
وقبيل انعقاد الجمعية العامة السنوية، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من خطر تحول لبنان إلى “غزة أخرى”، وقال إنه “من الواضح أن كلا الجانبين غير مهتمين بوقف إطلاق النار” في حرب غزة.
وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي لوكالة فرانس برس إن هناك “قلقا كبيرا إزاء … احتمال تصعيد في المنطقة” يؤدي إلى حرب شاملة.
وأضاف أن التصعيد الأخير في العنف “يؤثر سلباً” على محادثات وقف إطلاق النار في غزة التي تتوسط فيها مصر منذ أشهر مع قطر والولايات المتحدة.
وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن الاتحاد المكون من 27 دولة “قلق للغاية” إزاء تصاعد العنف ويدعو إلى وقف “عاجل” لإطلاق النار.
وأضاف أنه “يجب تجنب الحرب الشاملة، بما في ذلك من خلال جهود الوساطة الدبلوماسية المتجددة والمكثفة”.
حث وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إسرائيل وحزب الله على التوصل إلى “وقف فوري لإطلاق النار” بعد “التصعيد المثير للقلق”.
وفي كلمته أمام المؤتمر السنوي لحزب العمال، قال لامي إن وقف إطلاق النار من شأنه أن يسهل “التوصل إلى تسوية سياسية، حتى يتمكن المدنيون الإسرائيليون واللبنانيون من العودة إلى ديارهم والعيش في سلام وأمن”.
