القدس
وسّعت إسرائيل، الثلاثاء، أهدافها المعلنة للحرب في غزة لتشمل تمكين سكانها من العودة إلى البلدات في شمال إسرائيل التي تم إجلاؤها بسبب هجمات حزب الله المدعوم من إيران في لبنان.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن القرار تمت الموافقة عليه خلال اجتماع ليلي للمجلس الوزاري الأمني المصغر.
وقال مكتب نتنياهو في بيان له: “قام المجلس السياسي الأمني هذا المساء بتحديث أهداف الحرب، بحيث تشمل البند التالي: العودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم”.
بعد اندلاع الحرب في غزة، فتح حزب الله جبهة ثانية ضد إسرائيل، وتصاعد القتال عبر الحدود الإسرائيلية اللبنانية منذ ذلك الحين، مما يهدد بإشعال صراع إقليمي.
تم إجلاء عشرات الآلاف من الإسرائيليين من البلدات الواقعة على طول الحدود الشمالية والتي تضررت بشدة من جراء إطلاق الصواريخ ولم يعودوا بعد.
وقال مسؤولون في حزب الله إن الجماعة ستوقف عملياتها إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، في حين تصر إسرائيل على أنها لا تستطيع السماح للمسلحين بالبقاء في منطقة الحدود في جنوب لبنان.
وأدى العنف إلى مقتل مئات الأشخاص، معظمهم من المقاتلين في لبنان، وعشرات المدنيين والجنود على الجانب الإسرائيلي.
وأجبر القتال أيضًا عشرات الآلاف من الأشخاص من كلا الجانبين على الفرار من منازلهم.
قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت لوزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن يوم الاثنين إن النافذة تغلق أمام حل دبلوماسي للمواجهة مع حركة حزب الله المدعومة من إيران في جنوب لبنان.
جاءت تصريحات جالانت في الوقت الذي زار فيه المبعوث الخاص للبيت الأبيض آموس هوشتاين إسرائيل لمناقشة الأزمة على الحدود الشمالية حيث تتبادل القوات الإسرائيلية إطلاق النار مع قوات حزب الله منذ أشهر.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي: “إن احتمالات التوصل إلى اتفاق تكاد تنعدم مع استمرار حزب الله في “ربط نفسه” بحماس، ورفضه إنهاء الصراع. وبالتالي، فإن السبيل الوحيد المتبقي لضمان عودة المجتمعات الشمالية في إسرائيل إلى ديارها سيكون من خلال العمل العسكري”.
وتأتي زيارة هوكشتاين، الذي من المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وسط جهود لإيجاد طريق دبلوماسي للخروج من الأزمة التي أجبرت عشرات الآلاف على جانبي الحدود على مغادرة منازلهم.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، الاثنين، أن قائد المنطقة الشمالية في الجيش أوصى بعملية حدودية سريعة لإنشاء منطقة عازلة في جنوب لبنان.
في حين أن الحرب في غزة كانت محور الاهتمام الرئيسي لإسرائيل منذ الهجوم الذي شنه مسلحون من حركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، فإن الوضع الهش في الشمال أثار المخاوف من اندلاع صراع إقليمي قد يجر الولايات المتحدة وإيران.
وقد أدى إطلاق حزب الله للصواريخ في اليوم التالي للهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول على جنوب إسرائيل إلى فتح المرحلة الأخيرة من الصراع، ومنذ ذلك الحين كان هناك تبادل يومي للصواريخ ونيران المدفعية والقذائف، مع قيام الطائرات الإسرائيلية بضربات عميقة في الأراضي اللبنانية.
وقالت حزب الله إنها لا تسعى إلى حرب أوسع نطاقا في الوقت الحاضر، لكنها ستقاتل إذا شنت إسرائيل حربا.
ويقول المسؤولون الإسرائيليون منذ أشهر إن إسرائيل لا يمكنها قبول تطهير مناطق حدودها الشمالية إلى أجل غير مسمى، ولكن في حين تظل القوات ملتزمة بغزة، كانت هناك أيضا تساؤلات حول استعداد الجيش لغزو جنوب لبنان.
ومع ذلك، كان بعض الأعضاء المتشددين في الحكومة الإسرائيلية يضغطون من أجل اتخاذ إجراء، وفي يوم الاثنين، دعا وزير الأمن القومي إيتامار بن جفير، وهو عدو لغالانت منذ فترة طويلة، إلى إقالته.
وقال في بيان على منصة التواصل الاجتماعي X: “نحن بحاجة إلى قرار في الشمال وجالانت ليس الشخص المناسب لقيادته”.
وقُتل مئات من مقاتلي حزب الله وعشرات الجنود والمدنيين الإسرائيليين في تبادل إطلاق النار، مما أدى إلى تحويل المجتمعات على جانبي الحدود إلى مدن أشباح.
وكاد الجانبان أن ينخرطا في حرب شاملة الشهر الماضي بعد أن قتلت القوات الإسرائيلية قائدا كبيرا في حزب الله في بيروت ردا على هجوم صاروخي أدى إلى مقتل 12 شابا في مرتفعات الجولان المحتلة.
قالت وزارة الدفاع الإسرائيلية، الاثنين، إنها وافقت على توزيع 9 آلاف بندقية آلية على وحدات الرد السريع المدنية في شمال إسرائيل ومرتفعات الجولان.
