الجزائر
بعد أيام قليلة من تعهد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بإرسال جيش بلاده لبناء مستشفيات في غزة، إذا تم فتح الحدود بين القطاع ومصر، قالت صحيفة مقربة من النظام إن التصريحات المنسوبة للزعيم الجزائري محرفة وأخرجت عن سياقها.
ويبدو أن “التوضيح” جاء نتيجة لردود الفعل المتشككة بين الجزائريين على وسائل التواصل الاجتماعي وتحذيرات الخبراء من أن كلام تبون قد يؤثر سلبا على العلاقات المصرية الجزائرية، حيث بدا وكأنه يوحي بأن القاهرة مسؤولة عن إغلاق الحدود.
وأثارت تصريحاته الكثير من اللغط حول الدور المقصود للجيش الجزائري في مقترح تبون.
وقال تبون، في كلمة ألقاها في تجمع حاشد بمدينة قسنطينة قبل الانتخابات الرئاسية الجزائرية، الأحد: “إذا فتحوا الحدود بين مصر وغزة، فنحن نعرف ماذا نفعل. الجيش جاهز بمجرد فتح الحدود… سنبني ثلاثة مستشفيات خلال 20 يومًا”.
وقال أيضا إنه مستعد “لإرسال مئات الأطباء إلى غزة والمساعدة في إعادة بناء ما دمره الصهاينة”.
وأضاف أن الحرب في غزة “ليست حربا حضارية بل مجازر يرتكبها الاحتلال الصهيوني”، وأن بلاده لن تقبل “بتصفية الفلسطينيين”.
قالت صحيفة “الخبر” الموالية للحكومة في مقال تحت عنوان “تحريف خطير لتصريح تبون في قسنطينة”، إن “تصريحات الرئيس والمرشح للرئاسة عبد المجيد تبون حول استعداد الجزائر لإرسال مساعدات إنسانية وإغاثية على شكل مستشفيات ميدانية لعلاج ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكتوبر الماضي، تم تحريفها بشكل متعمد، وزعم مؤلفو هذا التشويه أن تبون أعلن عن إرسال قوات جزائرية إلى غزة، وهو من نسج خيال مؤلفيه ولم ينطق به المرشح تبون قط”.
واتهمت “الخبر” جهات “معادية” لم تحددها بالوقوف وراء “التشويهات”، التي قالت إنها ترقى إلى ارتكاب “أكبر جريمة في حق الشعبين الشقيقين الجزائري والمصري، في خطوة تهدف إلى تسميم العلاقات القوية بينهما”.
وقال محللون إن الرغبة الشعبوية لدى تبون في استغلال القضية الفلسطينية التي تحظى بشعبية كبيرة لإحياء حملته الانتخابية الخافتة دفعته إلى دعوة مصر إلى فتح معبر رفح الحدودي، متجاهلا تعدي إسرائيل على الموقع.
وأعلنت الجزائر في اليوم نفسه أنها ستبدأ على الفور بتزويد لبنان بالوقود لمحطات الكهرباء لديها، بعد أن قالت شركة الكهرباء اللبنانية في اليوم السابق إن إمداداتها نفدت.
ويترشح تبون لولاية ثانية في الانتخابات المقررة في السابع من سبتمبر/أيلول، وينافسه اسميا مرشحان آخران هما عبد العالي حساني شريف، زعيم حركة مجتمع السلم التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، ويوسف عوشيش، رئيس جبهة القوى الاشتراكية اليسارية.
ومن المتوقع أن يفوز بأغلبية واضحة.