تونس / بروكسل
يعتزم الاتحاد الأوروبي تقديم 164.5 مليون يورو (178.60 مليون دولار) لتونس على مدى ثلاث سنوات لمساعدة الدولة الواقعة في شمال إفريقيا على مواصلة جهودها الرامية إلى الحد من الهجرة غير الشرعية من شواطئها.
وينظر المحللون إلى هذه الخطوة على أنها علامة على رضا بروكسل عن الجهود التي بذلها حرس الحدود البحرية التونسية حتى الآن لاعتراض المهاجرين غير الشرعيين قبل وصولهم إلى إيطاليا.
كما يأتي ذلك لطمأنة التونسيين بأن الاتحاد الأوروبي جاد في الوفاء بتعهداته بالدعم. وعلى الرغم من الاتفاق الذي تم توقيعه في يوليو الماضي مع تونس، إلا أن المساعدة التي وعد بها الاتحاد الأوروبي لم تكن متوفرة. ويشير الخبراء إلى أن 105 ملايين يورو من الأموال المتعلقة بالهجرة لم يتم توفيرها بعد.
وقال الباحث في العلوم السياسية محمد العربي العياري لـ”العرب ويكلي”، إن “الاتحاد الأوروبي يخصص هذا المبلغ تأكيدا لالتزاماته السابقة”.
وأضاف: “من الناحية السياسية، يمكن تفسير هذه الخطوة على أنها شكل من أشكال الدعم للسلطات الحاكمة في تونس في عام انتخابي حاسم”، رغم أن “المبلغ المالي لا يكفي للغرض والاتفاقيات الدبلوماسية والسياسية لا تعتمد على الصرف”. من الأموال وحدها.”
ومن المقرر إجراء انتخابات رئاسية في تونس في وقت لاحق من هذا العام.
وقال المحلل السياسي منذر ثابت لـ”العرب ويكلي” إن المبلغ الذي قدمه الاتحاد الأوروبي يعكس أهمية قضية الهجرة بالنسبة للاتحاد الأوروبي.
“كما يظهر ارتياح الاتحاد الأوروبي لجهود تونس الرامية إلى الحد من موجات المهاجرين المتجهين نحو الشواطئ الأوروبية.”
وأضاف ثابت أن قرار الاتحاد الأوروبي هذا “يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على شراكة تونس وعلاقاتها الاستثمارية مع أوروبا، ويمكن أن يؤدي إلى تخصيص أموال إضافية لتونس بالنظر إلى درجة القلق الأمني الأوروبي بشأن الهجرة غير الشرعية”.
بالنسبة للحكومة الإيطالية، يعد التعاون مع تونس ذا أهمية استراتيجية. وقال مسؤول حكومي إيطالي لصحيفة “فاينانشيال تايمز” إنه من المهم بالنسبة لأوروبا أن تواصل التعامل مع السلطات التونسية لمعالجة التهديدات الأمنية ووقف نفوذ القوى المنافسة في جميع أنحاء المنطقة. وقال المسؤول: “نحن نمارس ضغوطا لطيفة، لكن الابتزاز لا يجدي نفعا”.
اعترضت وحدات الحرس البحري التونسي أكثر من 2400 مهاجر قبالة سواحل صفاقس والمناطق المجاورة لها خلال الـ 72 ساعة الماضية.
قال الحرس الوطني التونسي لوكالة فرانس برس يوم السبت إنه تم اعتراض ما يقرب من 70 ألف مهاجر أثناء محاولتهم عبور البحر الأبيض المتوسط من تونس إلى إيطاليا هذا العام، أي أكثر من ضعف الرقم المسجل في عام 2022.
وتونس، إلى جانب ليبيا، هي نقطة الانطلاق الرئيسية لآلاف المهاجرين الذين يأملون في الوصول إلى أوروبا.
وبلغ العدد الذي اعترضته السلطات التونسية 69963 خلال الـ 11 شهرا الأولى من عام 2023، مقارنة بـ 31297 في نفس الفترة من العام الماضي، وفقا لبيانات الحرس الوطني.
وشكل الأجانب 78 في المئة والبقية تونسيون.