تونس
أكد الرئيس التونسي قيس سعيد، على العلاقات التاريخية المتميزة التي تربط تونس وسلطنة عمان، مشيرا إلى أن العلاقات عميقة الجذور وطويلة الأمد. ومن بين الأمثلة العديدة على هذا الارتباط الدائم، استشهد بالمدرسة التي أنشأها المدرس التونسي محمد علي بوذينة في مسقط في أوائل القرن العشرين في عهد السلطان تيمور بن فيصل، وكذلك الزيارة التاريخية للسلطان قابوس بن سعيد إلى تونس عام 1973، بحسب بيان للرئاسة التونسية.
وأكد الرئيس سعيد، خلال استقباله بقصر قرطاج، وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار العُماني قيس بن محمد اليوسف، أن التعاون الثنائي الذي بدأ مطلع السبعينيات وتعزز منذ ذلك الحين في مجالات مثل التعليم والثقافة والتدريب المهني والإدارة والصحة والعدالة، يشهد الآن مزيدا من التطوير والتنويع.
ومن المتوقع أن يتوسع التعاون المستقبلي ليشمل القطاعات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية وتنمية الموارد البشرية، بما يعزز الاحترام المتبادل بين البلدين الشقيقين والفرص واسعة النطاق المتاحة للشراكة، منوها بالنتائج الواعدة التي تحققت خلال زيارة الوزير العماني.
وشدد الرئيس التونسي على أن التغيرات السريعة والعميقة التي يشهدها العالم اليوم، إلى جانب التحديات التي تطرحها، تتطلب مشاركة وتعاون أوثق “حتى نلتقي بالتاريخ ونساهم بشكل فعال في تشكيله”.
وفي العاصمة التونسية انعقد المنتدى الاقتصادي العماني التونسي لتعزيز العلاقات الاقتصادية وفتح آفاق جديدة للتعاون مع تونس واستكشاف الفرص الواعدة التي يمكن أن تدفع الشراكات التجارية والاستثمارية بين البلدين.
وترأس الوفد العماني يوسف، وضم سفير سلطنة عمان لدى تونس هلال بن عبدالله السناني، والنائب الأول لرئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان راشد بن عامر المصلحي، فضلا عن عدد من رجال الأعمال وممثلي الحكومة.
وتم خلال المنتدى التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم لتعزيز التعاون التجاري والاستثماري. وشملت هذه الاتفاقيات اتفاقية شراكة بين شركة زيوت الزيتونة وشركة كريم ونواف للتجارة، فضلا عن تأسيس شركة عمانية تونسية لتطوير الأعمال والاستثمار في السياحة والصناعة والأمن الغذائي وغيرها من قطاعات التنويع الاقتصادي.
وتهدف الزيارة إلى زيادة حجم التجارة وتعزيز الاستثمارات المشتركة بين البلدين. وناقش الوفد الفرص المتاحة في مختلف القطاعات مع نظرائهم التونسيين، لا سيما في مجالات الصناعة والخدمات اللوجستية والأغذية والأدوية، إلى جانب التدابير الرامية إلى تشجيع المشاريع المشتركة وتسهيل التدفق السلس للتجارة.
كما زار الوفد العديد من المؤسسات الحكومية والاقتصادية في تونس، حيث التقى بوزير التجارة وتنمية الصادرات التونسي سمير عبيد للتعرف على جهود الوزارة لدعم الصادرات التونسية وتنويع الشراكات التجارية. كما ناقشا سبل تحسين تدفق التجارة الثنائية وتسهيل وصول المنتجات العمانية إلى الأسواق التونسية، مع توسيع تواجد المنتجات التونسية في سلطنة عمان.