طهران
نقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية عن نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي قوله يوم الأربعاء إن الجولة القادمة من المحادثات النووية بين إيران وفرنسا وبريطانيا وألمانيا ستعقد في 13 يناير في جنيف.
وأجرت إيران محادثات بشأن برنامجها النووي المثير للجدل في نوفمبر 2024 مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا.
وجاءت هذه المناقشات، وهي الأولى منذ الانتخابات الأمريكية، بعد غضب طهران من القرار المدعوم من أوروبا والذي اتهم إيران بسوء التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.
وردت طهران على القرار بإبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها تخطط لتركيب المزيد من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم في محطات التخصيب لديها.
وقال غريب آبادي إن المحادثات المقبلة ستكون مجرد “مشاورات وليست مفاوضات”.
وكانت الدول الأوروبية الثلاث قد اتهمت إيران في 17 ديسمبر/كانون الأول بزيادة مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب إلى “مستويات غير مسبوقة” دون “أي مبرر مدني موثوق”.
كما أثاروا إمكانية إعادة فرض العقوبات على إيران لمنعها من تطوير برنامجها النووي.
وقال كبير الدبلوماسيين الإيرانيين عباس عراقجي إن بلاده “مستعدة لمفاوضات عادلة ومشرفة” مع الغرب.
ونقلت وكالة تسنيم للأنباء عنه قوله يوم الأربعاء “في مقابل (رفع العقوبات) نخلق المزيد من الثقة في الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني”.
وأضاف وزير الخارجية: “إذا كان الطرف الآخر لا يحب هذا المسار، فمن الطبيعي أن نتبع طريقنا الخاص، كما فعلنا في السنوات الأخيرة”.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران زادت في السنوات الأخيرة إنتاجها لليورانيوم المخصب لدرجة أنها الدولة الوحيدة غير الحائزة للأسلحة النووية التي تمتلك يورانيوم مخصب بنسبة 60 بالمئة.
وفي 29 نوفمبر/تشرين الثاني، عقدت إيران اجتماعاً سرياً مع القوى الأوروبية الثلاث في جنيف، وهو الاجتماع الذي وصفه غريب آبادي في ذلك الوقت بأنه “صريح”.
وتصر إيران على حقها في الحصول على الطاقة النووية للأغراض السلمية، وتنفي باستمرار أي طموح لتطوير القدرة على إنتاج أسلحة نووية.
ولطالما أصدر المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، الذي له الكلمة الأخيرة في جميع شؤون الدولة، فتوى دينية تحرم الأسلحة الذرية.
وفي وقت متأخر من يوم الاثنين، أكد رئيس الأمن الإيراني علي أكبر أحمديان أن إيران “لم تغير” عقيدتها النووية ضد السعي للحصول على أسلحة ذرية.
وكان رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي قال لرويترز في ديسمبر/كانون الأول إن إيران تسرع “بشكل كبير” تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء تصل إلى 60 بالمئة، أي أقرب إلى مستوى 90 بالمئة تقريبا وهو درجة نقاء لصنع أسلحة. وتنفي طهران السعي لامتلاك أسلحة نووية وتقول إن برنامجها سلمي.
في عام 2018، خرجت إدارة دونالد ترامب آنذاك من الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 مع ست قوى كبرى وأعادت فرض عقوبات قاسية على إيران، مما دفع طهران إلى انتهاك الحدود النووية للاتفاقية، من خلال خطوات مثل إعادة بناء مخزونات اليورانيوم المخصب، وتخصيبه إلى درجة نقاء انشطارية أعلى. وتركيب أجهزة طرد مركزي متقدمة لتسريع عملية الإنتاج.
وفشلت المحادثات غير المباشرة بين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وطهران لمحاولة إحياء الاتفاق، لكن ترامب قال خلال حملته الانتخابية في سبتمبر/أيلول: “علينا أن نتوصل إلى اتفاق، لأن العواقب مستحيلة. علينا أن نعقد صفقة”.