حث رئيس محادثات المناخ COP28 التابعة للأمم المتحدة المفاوضين على التوصل إلى تسوية يوم الأحد، محذرًا من أن “الفشل ليس خيارًا” في الوقت الذي واجهت فيه الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق بشأن التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري مقاومة من المملكة العربية السعودية، أكبر دولة مصدرة للنفط.
وقبل أقل من 48 ساعة من الموعد النهائي المقرر يوم الثلاثاء، قال رئيس مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) سلطان الجابر: “أريد من الجميع إظهار المرونة للتصرف بشكل عاجل وإيجاد أرضية مشتركة.
وقال للصحفيين “حان الوقت لكي نغير المسار. حان الوقت لكي نحقق نتائج”.
– “نحن بحاجة للتوصل إلى توافق” –
ونظم جابر مجلسا – وهو اجتماع خليجي تقليدي يعقد في دائرة – مع الوزراء في محاولة للتوصل إلى حل وسط.
وقال قبل الاجتماع “الفشل ليس خيارا. ما نسعى إليه هو الصالح العام. ما نسعى إليه هو ما يخدم مصلحة الجميع في كل مكان”.
وأضاف جابر: “نحن بحاجة إلى إيجاد توافق في الآراء وأرضية مشتركة بشأن الوقود الأحفوري، بما في ذلك الفحم”.
وفي وقت سابق، حثت كبيرة المفاوضين الألمان جينيفر مورغان جابر، مبعوث الإمارات للمناخ ورئيس شركة النفط الحكومية، على الدفع من أجل التوصل إلى اتفاق طموح.
وقالت: “هناك حاجة ملحة حقيقية للعمل للحفاظ على عتبة الألم الكوكبي البالغة 1.5 درجة في متناول اليد”، في إشارة إلى الهدف المحدد في اتفاقية باريس لعام 2015.
“لقد أكدت رئاسة مؤتمر الأطراف عدة مرات أنهم هنا لتسهيل اتخاذ قرار طموح. وهذا يعني أنه يجب أن تكون هناك لغة قوية بشأن التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري بما يتماشى مع 1.5 درجة مئوية.”
– “معوقات في كل مرحلة” –
ويقال إن المملكة العربية السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، هي الخصم الرئيسي لمحاولات التخفيض التدريجي أو التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، إلى جانب الهند، وهي منتج ومستهلك رئيسي للفحم.
وقال ألدن ماير، الباحث البارز في مؤسسة E3G البحثية للمناخ: “لقد كنت أتابع المملكة العربية السعودية في هذه العملية منذ أكثر من 30 عامًا وكانوا يعرقلون في كل مرحلة”.
“ومع ذلك، إذا نجحت رئاسة (COP28) والدول الأخرى في إقناع الصين والهند وروسيا وغيرها بالتحرك وقبول نوع من اللغة بشأن التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، فإن الضغط على السعوديين سيكون هائلاً”.
ويعتمد التوصل إلى اتفاق نهائي قوي أيضًا على تعهد الدول الأكثر ثراءً بتقديم المساعدة المالية حتى تتمكن الدول الناشئة من تركيب المزيد من تكنولوجيا الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والتكيف مع آثار تغير المناخ.
وقال مورجان “من الواضح أن الدول الأقل نموا لن تكون قادرة على التحرك بنفس السرعة التي تسير بها القوى الاقتصادية في مجموعة العشرين.”
“عليهم تلبية احتياجات التنمية ولكن لديهم أيضًا الفرصة الآن لتجاوز القرارات غير المستدامة. ولهذا السبب نحتاج إلى حزمة تجمع بين تحول الطاقة والحصول على الطاقة.”
– “تخفيضات عميقة” –
وواصل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الضغوط، وحث المندوبين على الاتفاق على تخفيضات كبيرة في الانبعاثات ودعا شركات النفط والغاز إلى قيادة التحول في مجال الطاقة.
وقال في منتدى الدوحة في قطر: “أحث شركات الوقود الأحفوري على استخدام مواردها الهائلة لقيادة ثورة الطاقة المتجددة”.
“وأحث زعماء العالم في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) في دبي على الاتفاق على تخفيضات كبيرة في الانبعاثات بما يتماشى مع 1.5 درجة. هذا هو الطريق الوحيد ليس فقط للاستدامة المناخية، ولكن للاستدامة الاقتصادية.”
– صلوات البابا –
وفي ساحة القديس بطرس في الفاتيكان، أصدر البابا فرانسيس، الذي غاب عن مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين بعد إصابته بالتهاب الشعب الهوائية، تعليمات لأتباعه بالصلاة من أجل نتيجة جيدة في دبي.
وقال خلال صلواته العامة الأسبوعية: “أطلب منكم أن تصلوا من أجل أن نحقق نتائج جيدة لحماية بيتنا المشترك وحماية السكان”.
– “ليس كافيا” –
ومما زاد من الإلحاح أن وكالة الطاقة الدولية أصدرت تقييما يظهر أن التعهدات غير الملزمة من جانب الحكومات وشركات النفط والغاز حتى الآن في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) ستكون أقل بكثير من المطلوب.
وقالت وكالة الطاقة الدولية إن التعهدات – وهي مضاعفة الطاقة المتجددة ثلاث مرات ومضاعفة كفاءة الطاقة بحلول عام 2030، وخفض انبعاثات غاز الميثان بشكل كبير من قبل شركات الطاقة – ستخفض انبعاثات الغازات الدفيئة المرتبطة بالطاقة بنسبة 30 في المائة فقط مما هو مطلوب بحلول عام 2030.
وأضافت “على الرغم من أن التعهدات خطوات إيجابية… إلا أنها لن تكون كافية تقريبا لدفع العالم على طريق تحقيق الأهداف المناخية الدولية، ولا سيما هدف الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية”.
