أعلنت حركة حزب الله اللبنانية، الثلاثاء، أنها اختارت نائب رئيسها نعيم قاسم خلفا لحسن نصر الله في زعامة الحزب بعد مقتله في غارة إسرائيلية على جنوب بيروت الشهر الماضي.
وقالت الجماعة المدعومة من إيران في بيان، بعد أكثر من شهر على مقتل نصر الله، إن “مجلس شورى حزب الله (الحاكم) وافق على انتخاب… الشيخ نعيم قاسم أمينا عاما لحزب الله”.
وتعهد حزب الله بإبقاء “شعلة المقاومة مشتعلة” حتى تحقيق النصر على إسرائيل بعد اندلاع الحرب الشاملة في 23 سبتمبر/أيلول.
وقال مصدر مقرب من حزب الله إن قاسم انتخب من قبل مجلس الشورى المؤلف من خمسة أعضاء، وهو هيئة صنع القرار الرئيسية في الجماعة، قبل يومين من إعلان يوم الثلاثاء.
وقال المصدر، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالحديث للصحافة، إنه سيتم انتخاب مجلس شورى جديد بعد انتهاء الحرب.
وقال المصدر إن المجلس قد يختار بعد ذلك انتخاب زعيم جديد أو إبقاء قاسم في المنصب الأعلى.
وكان قاسم، وهو عضو في مجلس الشورى الحاكم للجماعة، يعمل لفترة طويلة في ظلال نصر الله، الزعيم البارز الذي كان واحداً من أكثر الشخصيات غموضاً وتأثيراً في الشرق الأوسط.
وكان هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، مرشحاً في البداية لخلافة نصر الله.
لكنه قُتل أيضاً في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت بعد وقت قصير من اغتيال نصر الله.
وكان قاسم (71 عاما) أحد مؤسسي حزب الله في عام 1982 وكان نائبا للأمين العام للحزب منذ عام 1991، أي قبل عام من تولي نصر الله رئاسة الحزب.
ولد في بيروت عام 1953 لعائلة من قرية كفر فيلا على الحدود مع إسرائيل.
وكان أكبر مسؤول في حزب الله يواصل الظهور العلني بعد أن اختبأ نصر الله إلى حد كبير في أعقاب حرب الجماعة مع إسرائيل عام 2006.
منذ وفاة نصر الله في غارة جوية إسرائيلية ضخمة في 27 سبتمبر/أيلول، ألقى قاسم ثلاثة خطابات متلفزة، وتحدث باللغة العربية الرسمية أكثر من العامية اللبنانية التي يفضلها نصر الله.
مع كاريزما أقل ومهارات خطابية أقل من نصر الله، قال قاسم إن الجماعة ستحل محل زعيمها الذي اغتيل قريباً.
وزعم أن القدرات العسكرية لحزب الله سليمة ودعم جهود رئيس مجلس النواب نبيه بري للتوسط في وقف إطلاق النار.
وفي خطابه الأخير في 15 أكتوبر/تشرين الأول، قال قاسم إن وقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد الذي يمكن لإسرائيل من خلاله ضمان عودة سكانها إلى الشمال.
واندلعت الحرب بين إسرائيل وحزب الله الشهر الماضي بعد نحو عام من إطلاق النار عبر الحدود.
وفي 23 سبتمبر/أيلول، كثفت إسرائيل ضرباتها على معاقل حزب الله وأرسلت قوات برية بينما قتلت عضواً في القيادة العليا للجماعة تلو الآخر.
وأودت الحرب بحياة أكثر من 1700 شخص في لبنان منذ 23 أيلول/سبتمبر، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام وزارة الصحة، لكن من المرجح أن يكون العدد الحقيقي أعلى بسبب الثغرات في البيانات.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه فقد 37 جنديا في حملته على لبنان منذ أن بدأ عملياته البرية في 30 سبتمبر/أيلول.