بنغازي –
نفى قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر أن تكون قواته تدعم أحد أطراف الحرب الدائرة في السودان، رافضاً الاتهامات السودانية التي وجهت إلى مجلس الأمن الدولي بتسليح قوات الدعم السريع. ).
في غضون ذلك، استدعت الحكومة التي عينها البرلمان الليبي، مجلس النواب، القنصل السوداني للاحتجاج على الاتهامات.
وأكد حفتر خلال لقائه رئيس الأركان عبد الرازق الناظوري وغيره من القادة العسكريين بمناسبة عيد الأضحى، موقفه من الشأن السوداني. وقال إنه يدعم بقوة وحدة السودان وسلامة أراضي السودان ودعا المواطنين السودانيين إلى وقف الأعمال العدائية الداخلية وإعطاء الأولوية للحوار السلمي لحل خلافاتهم.
وفي معرض تناوله للادعاءات الأخيرة، نفى حفتر بشكل قاطع الادعاءات التي تربط القوات الليبية بأي فصيل في السودان ووصفها بأنها مضللة ولا أساس لها من الصحة. وشدد على أهمية الوضوح والحقيقة في العلاقات الدولية، رافضا أية محاولات لتقويض التزام ليبيا بالاستقرار الإقليمي.
وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، أكد حفتر مجددًا مبدأ ليبيا المتمثل في عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار. وشدد على ضرورة تعزيز الاحترام المتبادل والتعاون بين الدول المجاورة لضمان الأمن والاستقرار الإقليميين.
والأسبوع الماضي، اتهم مندوب السودان لدى مجلس الأمن الدولي، الحارث إدريس، قوات حفتر بالتورط في تقديم الدعم لأحد أطراف النزاع في الخرطوم.
وأضاف إدريس في إحاطة لمجلس الأمن أن كتيبة سبل السلام المتمركزة في الكفرة جنوب ليبيا قدمت دعما لوجستيا من الذخيرة بما في ذلك قذائف الهاون لقوات الدعم السريع عبر مخازن ذخيرة اللواء 106 بقيادة على يد أحد أبناء حفتر خالد.
كما أشار المندوب إلى ما يسمى بالاستعانة بـ”المرتزقة” من تشاد جنوب شرقي ليبيا، في تحرك نحو السودان.
وعقب تصريحات حفتر، استدعى عيسى عبد المجيد منصور، الوزير المفوض للشؤون الأفريقية في الحكومة الليبية المعينة من قبل البرلمان، القنصل العام السوداني عبد الرحمن محمد رحمة الله الخير، إلى مكتبه في مدينة بنغازي، لنقل احتجاج الحكومة على ذلك. تصريحات مندوب السودان لدى الأمم المتحدة.
وبحسب وكالة الأنباء الليبية (لانا)، طلب الوزير من القنصل السوداني “نقل استياء الحكومة الليبية من هذه التصريحات إلى وزارة الخارجية السودانية”، ووصفها بأنها “غير مسؤولة وتستند إلى تقارير المنظمات الدولية التي ساهمت في تأجيج الصراعات”. في ليبيا والمنطقة بما فيها السودان الشقيق”.
وأشار إلى دور حكومة رئيس الوزراء أسامة حمد والقيادة العامة للجيش الوطني الليبي في استقبال نحو 40 ألف لاجئ سوداني ببلدية الكفرة وتقديم كافة الخدمات الإنسانية واللوجستية لهم.
كما أكد الوزير أن “ليبيا لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ولا علاقة لها بكل النزاعات الداخلية الدائرة في دولة السودان الشقيقة، ولا تدعم أياً من أطراف الصراع هناك”. معرباً عن “استعداد ليبيا للتوسط في أي محادثات بين الأطراف المتنافسة في السودان”.
بدوره أكد القنصل العام السوداني أنه تلقى الرسالة من وزارة الشئون الإفريقية، قائلا إنه سينقلها إلى السلطات في السودان على الفور.
وكانت الحكومة الليبية التي عينها مجلس النواب قد أعربت في وقت سابق عن فزعها وسلطت الضوء، في بيان لها، على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك التطهير العرقي، التي ترتكبها جميع الأطراف المشاركة في الصراع الداخلي في السودان منذ أبريل من العام الماضي.
وبحسب البيان، قالت الحكومة الليبية إن المبعوث السوداني تجاهل الدور الحاسم الذي تلعبه القوات الليبية في تأمين الحدود مع السودان ودول الجوار الأخرى. كما أدانت الحكومة تصريحات إدريس ووصفتها بأنها غير دقيقة ولا أساس لها من الصحة.
وجددت الحكومة موقف ليبيا المتمثل في عدم التدخل في الشؤون الداخلية للسودان أو أي دولة صديقة أو حليفة أخرى، وحذرت جميع الأطراف من الامتناع عن إشراك ليبيا وسلطاتها، وخاصة قواتها الأمنية والعسكرية، في الصراع الداخلي في السودان.
كما أعرب مجلس النواب عن استيائه من “فشل بعض الأطراف الدولية في فهم الوضع الليبي بما يتجاوز مصالحهم الضيقة”.
وانتقد مجلس النواب، في بيان له، التصريحات التي أدلى بها المبعوث السوداني في مجلس الأمن الدولي، والتي “ورطت ليبيا بشكل غير دقيق” في الصراع المسلح بين الفصائل السودانية.
كما أعرب المجلس عن استغرابه من “عدم فهم بعض الأطراف الدولية للوضع الليبي، مدفوعة فقط بمصالحها الضيقة”.
وأكد البيان أن هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة، ودعا السلطات السودانية إلى تغليب العقل، معرباً عن استعداده لتسهيل الحوار بين الأطراف المتصارعة لوقف إراقة الدماء وتعزيز المصالحة بين الأشقاء السودانيين.