أعلنت حركة حماس السبت أنها تدرس الاقتراح الإسرائيلي الأخير لوقف إطلاق النار في غزة، بعد يوم من تقارير إعلامية ذكرت أن وفدا من الوسيط المصري يزور إسرائيل في محاولة لبدء المفاوضات المتوقفة.
ونشر الجناح المسلح لحركة حماس أيضا لقطات فيديو لرجلين محتجزين كرهينتين في غزة، حددتهما مجموعة الحملات الإسرائيلية “منتدى الرهائن والعائلات المفقودة” بأنهما كيث سيجل وعمري ميران.
وتأتي مؤشرات محادثات الهدنة الجديدة بعد أن حذرت الأمم المتحدة من أن “عتبات المجاعة في غزة سيتم تجاوزها خلال الأسابيع الستة المقبلة” ما لم تصل مساعدات غذائية ضخمة.
وتقول جماعات الإغاثة إن الظروف الإنسانية الكارثية بالفعل في غزة ستتفاقم بسبب تعهد إسرائيل بمهاجمة مقاتلي حماس الذين ما زالوا في مدينة رفح في أقصى جنوب غزة.
وتكتظ مدينة رفح الواقعة على الحدود مع مصر بمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين نزحوا بسبب الحرب المستمرة منذ نحو سبعة أشهر بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية.
وقالت نداء صافي (30 عاما) التي فرت من القصف الإسرائيلي في الشمال وجاءت إلى رفح مع زوجها وأطفالها لوكالة فرانس برس “نعيش في رعب مستمر وخوف من التهجير والغزو المتكرر”.
وتتعرض المنطقة لقصف منتظم. وقال مسؤولو مستشفى إن الغارات في رفح وأماكن أخرى قتلت أكثر من عشرة أشخاص خلال الليل.
وقال قريبهم محمد يوسف إن من بين القتلى عائلة بأكملها.
وأضاف “لم يبق أحد: الأب والأم والفتاة والصبيان” قتلوا عندما استهدف منزلهم.
– وفيات يومية –
وقال خليل الحية، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في غزة، إن الحركة “تلقت رد الاحتلال الصهيوني الرسمي على موقف الحركة، والذي تم تسليمه للوسطاء المصريين والقطريين في 13 إبريل/نيسان”.
وقال الحية في بيان إن حماس “ستدرس هذا الاقتراح” قبل الرد.
وكانت الحركة أصرت في السابق على وقف دائم لإطلاق النار، وهو ما ترفضه إسرائيل.
وتحاول مصر وقطر والولايات المتحدة دون جدوى التوصل إلى اتفاق هدنة جديد في غزة منذ توقف القتال لمدة أسبوع في نوفمبر/تشرين الثاني وشهد تبادل 80 رهينة إسرائيلية مقابل 240 فلسطينيا محتجزين في السجون الإسرائيلية.
وذكرت قناة القاهرة الإخبارية المرتبطة بأجهزة المخابرات المصرية حدوث “تقدم ملحوظ في تقريب وجهات النظر بين الوفدين المصري والإسرائيلي”.
وفي أوائل أبريل/نيسان، قالت حماس إنها تدرس اقتراحا، بعد محادثات في القاهرة، وأفادت قناة القاهرة بوجود تقدم. وبعد أيام، تبادلت إسرائيل وحماس الاتهامات بتقويض المفاوضات.
ويموت العشرات في غزة كل يوم، بحسب وزارة الصحة في القطاع الذي تديره حماس.
وبدأت الحرب بهجوم غير مسبوق شنته حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر وأسفر عن مقتل نحو 1170 شخصا في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
– قمة في السعودية –
قالت وزارة الصحة يوم السبت إن الهجوم الإسرائيلي الانتقامي ضد حماس أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 34388 شخصًا في غزة، معظمهم من النساء والأطفال.
وتقدر إسرائيل أن 129 رهينة اختطفها نشطاء في 7 أكتوبر/تشرين الأول ما زالوا محتجزين في غزة، من بينهم 34 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
وكثف المتظاهرون الإسرائيليون احتجاجاتهم مطالبين حكومتهم بالتوصل إلى اتفاق من شأنه إطلاق سراح الأسرى، متهمين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإطالة أمد الحرب.
ويأتي أحدث مقطع فيديو للرهينة بعد ثلاثة أيام فقط من نشر حماس مقطع فيديو آخر يظهر الرهينة هيرش جولدبيرج بولين على قيد الحياة.
وبدا أن سيجل وميران يتحدثان تحت الإكراه في الفيديو.
وقال ميران في اللقطات التي يبدو أنها تم تسجيلها في وقت سابق من هذا الأسبوع: “حان الوقت للتوصل إلى اتفاق يخرجنا من هنا آمنين وصحيين… استمروا في الاحتجاج، حتى يتم التوصل إلى اتفاق الآن”.
وانهار المواطن الأمريكي سيجل (64 عاما) وهو يتحدث عن أسرهم. وقال “نحن في خطر هنا، هناك قنابل، الأمر مرهق ومخيف”.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في تقريره يوم الجمعة إن “السبيل الوحيد لوقف المجاعة” هو تقديم “مساعدات غذائية ضخمة ومستمرة يمكن تسليمها بحرية وأمان”.
وقال وزير الدفاع يوآف جالانت هذا الشهر إن إسرائيل تعتزم “إغراق غزة” بالمساعدات، لكن تقرير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أشار إلى استمرار “القيود على الوصول”.
وقال المنظمون إن الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي المقرر أن يبدأ الأحد في المملكة العربية السعودية سيركز بقوة على الحرب، بما في ذلك الوضع الإنساني.
قال مصدر دفاعي بريطاني إن سفينة دعم تابعة للبحرية الملكية أبحرت من قبرص لإيواء مئات من أفراد الجيش الأمريكي لبناء رصيف للمساعدات المرسلة عن طريق البحر.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الرائد نداف شوشاني في مؤتمر صحفي إن الجيش يأمل أن يكون الرصيف جاهزا بحلول أوائل مايو.
وقالت قبرص إن جينيفر المحملة بالمساعدات – والتي عادت في السابق بعد غارة إسرائيلية أسفرت عن مقتل سبعة من عمال الإغاثة في غزة – تبحر الآن عائدة إلى المنطقة.
لكن في تركيا، تم منع “أسطول الحرية” الذي كان يهدف إلى توصيل المساعدات بعد منع استخدام سفينتين ترفعان علم غينيا بيساو، وألقى المنظمون باللوم على الضغوط الإسرائيلية على الدولة الواقعة في غرب إفريقيا.
– لبنان، وفيات الضفة الغربية –
وأدت حرب غزة إلى زيادة العنف بين إسرائيل ووكلاء إيران وحلفائها، وخاصة جماعة حزب الله اللبنانية.
وأسفرت الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان عن مقتل ثلاثة أشخاص يوم السبت، بينهم اثنان من أعضاء حزب الله.
وقال حزب الله إنه أطلق “طائرات مسيرة وصواريخ موجهة” على قاعدة في شمال إسرائيل ردا على ذلك.
وقال الجيش الإسرائيلي إن نظام القبة الحديدية للدفاع الجوي اعترض “هدفا جويا مشبوها” وإنه تم الرد على مصدر عدة صواريخ مضادة للدبابات أطلقت من لبنان.
ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، قُتل أكثر من 250 مقاتلاً من حزب الله وعشرات المدنيين في لبنان، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس.
وتقول إسرائيل إن 11 جنديا وتسعة مدنيين قتلوا على جانبها من الحدود.
وذكر الجيش ووسائل إعلام فلسطينية أن العنف تصاعد أيضا في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل حيث قتلت القوات الإسرائيلية بالرصاص فلسطينيين اثنين قرب مدينة جنين يوم السبت.
بور-srm/كير
