قالت حركة حماس إنها تدرس “بروح إيجابية” الهدنة المقترحة واتفاق إطلاق سراح الرهائن مع إسرائيل في الوقت الذي أودت فيه حرب غزة الأكثر دموية بالمزيد من الأرواح يوم الجمعة.
ودمرت الحرب المستمرة منذ ما يقرب من سبعة أشهر الأراضي الساحلية الفلسطينية، وهو ما قالت الأمم المتحدة إنه سيتطلب جهود إعادة البناء على نطاق لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية.
وبعد أشهر من المفاوضات المتقطعة، قال زعيم حماس المقيم في قطر، إسماعيل هنية، إن الحركة سترسل “قريبا” وفدا إلى مصر لإجراء مناقشات حول وقف إطلاق النار، بهدف التوصل إلى اتفاق “يحقق مطالب شعبنا”.
وقال هنية للوسطاء المصريين والقطريين في اتصالات هاتفية يوم الخميس إن حماس تدرس الاقتراح الأخير المقدم من إسرائيل “بروح إيجابية”.
وبعد اجتماع في القاهرة نهاية الأسبوع الماضي، عاد وفد حماس إلى قطر لمناقشة الاقتراح.
وبدأت الحرب مع هجوم حماس على اسرائيل في السابع من تشرين الاول/اكتوبر والذي اسفر عن مقتل 1170 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا الى ارقام رسمية اسرائيلية.
وأدت الحملة الانتقامية الإسرائيلية إلى مقتل ما لا يقل عن 34596 شخصًا في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وفقًا لوزارة الصحة في القطاع الذي تديره حماس.
– منازل مدمرة –
وقال الدفاع المدني في غزة ومسعفون إن عدد القتلى ارتفع الليلة الماضية عندما قصفت طائرات حربية إسرائيلية حيا في رفح بجنوب غزة مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص في منزل عائلة.
وقال بسام الحافي الذي تعرض حي رفح الذي يسكنه للقصف “كفى كفى… عليهم الضغط على الطرفين” من أجل وقف إطلاق النار.
ويضاف الدمار هناك إلى 72 بالمئة من المباني السكنية في غزة التي ذكر تقرير للأمم المتحدة يوم الخميس أنها دمرت كليا أو جزئيا.
وقال عبد الله الدردري، المدير الإقليمي للدول العربية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إن “حجم الدمار ضخم وغير مسبوق… وهذه مهمة لم يتعامل معها المجتمع الدولي منذ الحرب العالمية الثانية”.
والهدنة الوحيدة التي توصل إليها الوسطاء حتى الآن كانت اتفاقا لمدة أسبوع في تشرين الثاني/نوفمبر شهد إطلاق سراح 80 رهينة إسرائيليا مقابل 240 سجينا فلسطينيا.
وتقدر إسرائيل أن 129 من الأسرى الذين اختطفهم المسلحون خلال هجومهم في أكتوبر ما زالوا في غزة، بينما يقول الجيش إن 35 منهم لقوا حتفهم.
ويواجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو احتجاجات منتظمة تطالب بالتوصل إلى اتفاق لإعادة الرهائن إلى وطنهم.
ويقود ائتلافا هشا يضم أحزابا دينية وقومية متطرفة. ويتهم المتظاهرون نتنياهو، الذي يحاكم بتهم فساد ينفيها، بالسعي لإطالة أمد الحرب.
وقالت الحكومة الإسرائيلية إنها أكدت وفاة أسير آخر من غزة هو درور أور (49 عاما).
وقالت مجموعة الحملات “منتدى الرهائن والعائلات المفقودة” إن وفاة أور تؤكد الحاجة إلى تأمين حرية جميع الأسرى وإعادة رفات القتلى إلى الوطن.
ودعت الحكومة إلى “بذل كل جهد ممكن لإعادة درور و… الرهائن المقتولين الآخرين لدفنهم بشكل مشرف في إسرائيل”.
– احتجاجات عالمية –
واعتقل الجنود الإسرائيليون مئات من سكان غزة خلال الحرب واحتجزوهم دون توجيه اتهامات لهم قبل إطلاق سراح بعضهم في مجموعات.
وقالت جماعات حقوقية فلسطينية يوم الخميس إن الدكتور عدنان أحمد عطية البرش (50 عاما) رئيس قسم جراحة العظام في مستشفى الشفاء بغزة توفي أثناء احتجازه لدى إسرائيل.
وزعموا أنه تعرض للتعذيب بعد اعتقاله مع أطباء آخرين في ديسمبر/كانون الأول.
وقالت الجماعات إن “جثته لا تزال محتجزة”.
وقال الجيش الإسرائيلي عندما اتصلت به وكالة فرانس برس بشأن هذا الاتهام: “ليس لدينا علم حاليا بمثل هذا الحادث”.
وطالبت حماس بوقف دائم لإطلاق النار لإنهاء الحرب وانسحاب القوات وهو ما رفضته إسرائيل.
ويقول نتنياهو، سواء بوجود هدنة أو بدونها، فإنه سيرسل قوات برية إلى رفح، حيث تقدر جماعات الإغاثة الإنسانية أن هناك 1.3 مليون فلسطيني يلوذون بها.
ويتضمن عرض الهدنة وقف القتال لمدة 40 يوما وتبادل الرهائن الإسرائيليين مع آلاف السجناء الفلسطينيين المحتملين، وفقا للتفاصيل التي نشرتها بريطانيا.
وقبل تصريحات هنية، قال مسؤول كبير في حماس لوكالة فرانس برس مساء الاربعاء ان موقف الحركة الاسلامية الفلسطينية من اقتراح الهدنة “سلبي” في الوقت الراهن.
وقال مسؤول إسرائيلي مطلع هذا الأسبوع لوكالة فرانس برس إن الحكومة “ستنتظر الإجابات حتى مساء الأربعاء” ثم “تتخذ قرارا” بشأن إرسال مبعوثين إلى القاهرة للتوصل إلى اتفاق.
وأثارت الأزمة الإنسانية وارتفاع عدد القتلى في غزة مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في جميع أنحاء العالم. لقد بدأوا في الجامعات في الولايات المتحدة وانتشروا إلى دول بما في ذلك فرنسا والمكسيك.
وتجمع المتظاهرون في ما لا يقل عن 40 حرمًا جامعيًا أمريكيًا، وغالبًا ما أقاموا مخيمات.
لقد واجه مديرو الجامعات التحدي المتمثل في محاولة الموازنة بين حقوق حرية التعبير والشكاوى المتعلقة بالنشاط الإجرامي وخطاب الكراهية.
واتهم الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتزوغ الجامعات الأمريكية بأنها “ملوثة بالكراهية ومعاداة السامية”.
– “بقيت جائعا” –
وأعلنت تركيا الخميس تعليق التجارة حتى تسمح إسرائيل بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة “دون انقطاع”، وذلك بعد يوم من قطع كولومبيا علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل.
وبعد أن أدت غارة إسرائيلية بطائرة بدون طيار في أوائل أبريل/نيسان إلى مقتل سبعة عمال من مؤسسة “وورلد سنترال كيتشن” الخيرية ومقرها الولايات المتحدة، اقترح الرئيس الأمريكي جو بايدن لنتنياهو، للمرة الأولى، أن استمرار الدعم الأمريكي يمكن أن يكون مشروطا بحماية ومساعدة المدنيين.
وسمحت إسرائيل منذ ذلك الحين بزيادة توصيل المساعدات. وقالت إن معبر إيريز شمال غزة أعيد فتحه أمام دخول المساعدات، وقد وصلت المساعدات عبر ميناء أشدود الإسرائيلي.
استأنف المطبخ المركزي العالمي تقديم الغذاء لسكان غزة الذين يعانون من الجوع هذا الأسبوع.
وقال زكريا يحيى أبو كويك، مدير المطبخ، أثناء إعداد الطعام في رفح: “أدركنا بعد إغلاق المطبخ أن الكثير من الأفواه ظلت جائعة”.
وقال أفيرام أتسابا، رئيس التعاون الدولي في مديرية الإنترنت الوطنية الإسرائيلية، إنه بينما يقاتل الجنود على الأرض في غزة، واجهت إسرائيل أيضًا زيادة كبيرة في الهجمات الإلكترونية من عدوها اللدود إيران وحلفائها.
وقال “إنهم يحاولون اختراق كل ما في وسعهم” في إشارة إلى حماس وحزب الله اللبناني. وأضاف أنهم حتى الآن “لم ينجحوا في إحداث أي ضرر حقيقي”.
بور-it/fz
