قال رئيس الوزراء اللبناني لوكالة فرانس برس يوم الثلاثاء إن بلاده مستعدة لتعزيز وجود الجيش في جنوب البلاد إذا كان هناك وقف لإطلاق النار ينهي أسابيع من الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة والتوغلات البرية التي تستهدف حزب الله.
وقال نجيب ميقاتي إن المجتمع الدولي يبذل “جهودا جادة” لفرض وقف لإطلاق النار، وهو ما قال إن الجماعة المسلحة المدعومة من إيران قبلته بالفعل.
وتأتي تعليقاته في الوقت الذي يسعى فيه لبنان الذي مزقته الحرب إلى إنهاء الأعمال العدائية بعد أن شنت إسرائيل في 23 سبتمبر حملة جوية مكثفة استهدفت بشكل أساسي حزب الله في لبنان، بعد مرور عام تقريبًا على إطلاق النار بشكل منتظم عبر الحدود بسبب حرب غزة.
وقال ميقاتي: “لدينا حاليا 4500 جندي في جنوب لبنان، ونرغب في إضافة ما بين 7000 إلى 11000 جندي”.
وقال إن حكومته التي تعاني من ضائقة مالية ستبدأ بتجنيد 1500 جندي إضافي، وأنه بمجرد الاتفاق على أي وقف لإطلاق النار، فسوف يتم نقل جنود من أماكن أخرى في لبنان.
وأضاف أن “الدولة اللبنانية مستعدة لفرض سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية”، في بلد تسيطر عليه جماعة حزب الله القوية، خاصة على مساحات واسعة من الجنوب.
وقبل نحو أسبوعين، قالت إسرائيل إنها شنت عمليات برية محدودة في لبنان المجاور، حيث أفاد حزب الله بانتظام عن وقوع اشتباكات بين مقاتليه والقوات الإسرائيلية في القرى الحدودية اللبنانية.
واضاف “المعلومات المتوفرة لدينا هي ان هناك توغلات (اسرائيلية) قصيرة” في جنوب لبنان.
– “تشديد” إجراءات الأمن في المطار –
وقتل ما لا يقل عن 1315 شخصا منذ كثفت إسرائيل قصفها على لبنان، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام وزارة الصحة، لكن من المرجح أن يكون العدد الحقيقي أعلى.
وأجبرت الضربات الإسرائيلية – التي تركزت في الغالب على جنوب وشرق البلاد، وكذلك على الضواحي الجنوبية المكتظة بالسكان في بيروت – 1.2 مليون شخص على النزوح من منازلهم.
وقال ميقاتي إنه تم تشديد الإجراءات الأمنية في المطار الوحيد في البلاد في بيروت لإزالة أي مبرر محتمل لهجوم إسرائيلي.
وقال إن “الحكومة تبذل كل ما في وسعها لإزالة أي ذرائع من أيدي الإسرائيليين”.
وأضاف أنه “تم فرض إجراءات أمنية مشددة منذ أسبوع في المطار” الواقع قرب معقل حزب الله في جنوب بيروت والذي تعرض لقصف إسرائيلي مكثف.
وقال إنه “يتم فحص كل شيء” من الركاب إلى البضائع والبضائع والطائرات القادمة.
وفي نهاية سبتمبر/أيلول، قال الجيش الإسرائيلي إنه لن يسمح لإيران بنقل أسلحة إلى حليفها حزب الله عبر مطار بيروت، وحذر من أن طائراته الحربية مستعدة للتدخل في حالة اكتشاف أي عمليات نقل من هذا القبيل.
وكان المطار قد استهدف في السابق خلال حرب إسرائيل الأخيرة مع حزب الله في عام 2006.
ونفى وزير النقل اللبناني علي حمية في وقت سابق الاتهامات الإسرائيلية بأن حزب الله يستخدم المطار والمعابر الحدودية لتهريب الأسلحة.
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاثنين “بضرب حزب الله بلا رحمة في جميع أنحاء لبنان – بما في ذلك بيروت” بعد يوم من الهجوم الأكثر دموية الذي شنته الجماعة المدعومة من إيران على إسرائيل منذ بداية الحرب في أواخر سبتمبر.
– وقف إطلاق النار –
وفي وقت لاحق من يوم الثلاثاء، حذر نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم إسرائيل من أن الحل الوحيد للحرب الحالية هو وقف إطلاق النار، قائلا إن الجماعة المدعومة من إيران لن تُهزم.
وقال ميتاكي إنه “في حال التوصل إلى وقف لإطلاق النار، سيكون هناك تعاون كامل بين الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الجنوب من أجل تنفيذ القرار 1701”.
وأدى قرار مجلس الأمن الدولي الذي تم تبنيه في عام 2006 إلى وقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحزب الله في ذلك العام وقال إن الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام يجب أن تكون القوات المسلحة الوحيدة المنتشرة في جنوب البلاد.
ويدعو القرار أيضا إسرائيل إلى سحب قواتها من لبنان.
وجاءت تصريحاته في الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل انتقادات شديدة بشأن الإصابات والأضرار التي لحقت بقوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، والتي تم نشرها في جنوب لبنان منذ أول الهجمات البرية الأربع الكبرى التي شنتها إسرائيل على جارتها في عام 1978.
وقال أيضًا إن هناك “جهودًا جادة” لتسمية رئيس جديد. وتعاني البلاد من حرب وخمس سنوات من الانهيار الاقتصادي ولم يكن لها رئيس دولة منذ عامين تقريبا.
“انتخاب رئيس أمر ضروري للغاية في الوقت الحاضر.”
