أزالت مدينة فرنسية، اليوم الخميس، ملصقات تصور المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بعد أن وصفت طهران الصور بأنها “مهينة”، في أحدث واقعة في فترة توترت فيها العلاقات بين البلدين.
نظمت مدينة بيزييه الجنوبية حملة على الحافلات تدعو إلى الفرز الانتقائي للنفايات باستخدام صور خامنئي الإيراني والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
وأثارت الملصقات، التي تحمل شعار “لا تنسوا فرز القمامة”، إدانة شديدة من وزارة الخارجية الإيرانية، التي وصفت الحملة بأنها “مسيئة”، بحسب وكالة أنباء إيرنا الرسمية.
وأصر عمدة بيزييه اليميني المتطرف، روبرت مينارد، على أن المنشورات تم إنشاؤها على سبيل المزاح، لكنه أمر بإزالة الملصقات “كإجراء احترازي”.
وقال مينارد لوكالة فرانس برس “نحن نأخذ هذا الأمر على محمل الجد. لا أريد أن تكون هناك أدنى مشكلة، على سبيل المثال، لسائقي الحافلات لدينا”.
لكنه دافع عن المنشورات، حتى أنه قال إن رسالتها الاستفزازية لفتت الانتباه إلى “المشكلة الحقيقية” لإدارة النفايات.
وقال مينارد: “لقد قمنا بالعديد من الحملات، لكنها لم تحقق أي شيء. ولم يلاحظها أحد. وهذه الحملة، على الأقل، لاحظها الجميع”.
-“انتهاك صارخ”-
كما دعت وزارة الخارجية الإيرانية الحكومة الفرنسية إلى “اتخاذ الإجراءات المناسبة لمنع تكرار مثل هذه الأعمال الاستفزازية”.
وقال المدير العام لأوروبا الغربية ماجد نيلي: “إن استخدام محتوى مسيء ضد المسؤولين في جمهورية إيران الإسلامية يعد انتهاكًا صارخًا للمبادئ والقواعد المقبولة دوليًا والتي تقوم على احترام القيم الثقافية للدول الأخرى”.
والعلاقات متوترة بالفعل بين البلدين، حيث حثت فرنسا يوم الثلاثاء مواطنيها على تجنب السفر إلى إيران حتى يتم إطلاق سراح المواطنين الفرنسيين المحتجزين هناك.
وتقول السلطات الفرنسية إن ثلاثة من مواطنيها محتجزون في إيران وتصفهم بـ”الرهائن”.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الاثنين إن إيران تمثل “التحدي الاستراتيجي والأمني الرئيسي لفرنسا والأوروبيين والمنطقة بأكملها وخارجها”.
وأضاف أن إيران ستكون موضوعا رئيسيا للمناقشة مع إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، التي ستتولى مهامها في 20 يناير/كانون الثاني.
ووصفت إيران التصريحات بأنها “لا أساس لها من الصحة” وحثت فرنسا على “إعادة النظر في نهجها غير البناء تجاه السلام والاستقرار”.