تونس
عقدت تونس “اجتماعا استشاريا أول” يوم الاثنين في عاصمتها تونس مع الزعيمين الجزائري والليبي، لكن الخبراء اختلفوا حول الأهداف طويلة المدى للمبادرة.
ولم يحضر أي زعيم من المغرب أو موريتانيا الاجتماع الذي من المقرر أن يعقد كل ثلاثة أشهر.
وقال وزير الخارجية التونسي نبيل عمار في بيان إن التحالف يهدف إلى تعزيز “الأمن والاستقرار والتنمية في جميع أنحاء المنطقة”.
وشدد القادة الثلاثة في بيانهم على “ضرورة توحيد وتكثيف الجهود لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية بما يخدم مصالح” شعوبهم.
ووافق على الاجتماع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي والرئيس التونسي قيس سعيد عندما التقيا في قمة الطاقة في الجزائر الشهر الماضي.
وقال عمار من البيان: “إن هذا التشاور يجب ألا يقتصر على القضايا السياسية فقط، بل يجب أن يشمل كافة مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية لشعوب الدول الثلاث”.
ودفع غياب المغرب بعض الخبراء إلى التكهن بالمبادرة التي تقودها الجزائر والتي تهدف إلى إنشاء تجمع مغاربي بديل باستثناء المملكة. ويعتقد محللون آخرون أن الدول الثلاث تضع في اعتبارها المخاوف الأمنية المباشرة التي تواجه المنطقة بما في ذلك عدم الاستقرار في ليبيا والتطورات في منطقة الساحل والمخاوف بشأن الهجرة غير الشرعية.
وعندما تم الإعلان عن الاجتماع الأسبوع الماضي، قالت بعض وسائل الإعلام المغربية إنه جزء من هدف الجزائر لتشكيل “تحالف مغاربي” ضد المغرب، خصمها الإقليمي.
واتهمت عدد من وسائل الإعلام المغربية الجزائر بـ”العمل على تشكيل تحالف مغاربي ضد المغرب” ومحاولة إعطاء الانطباع بأن الجزائر ليست معزولة في جوارها.
وكان الرئيس الجزائري تبون قال مطلع الشهر الجاري إن تشكيل التحالف “ليس موجها ضد أي دولة أخرى” وإن الباب مفتوح أمام “جارتنا في الغرب”، في إشارة إلى المغرب.
وقال وزير الخارجية أحمد عطاف إن المبادرة الجديدة تهدف إلى ملء الفراغ الناجم عن انهيار اتحاد المغرب العربي، الذي تأسس قبل 35 عاما، لكنه اليوم “في غيبوبة”.
تم إطلاق اتحاد المغرب العربي في عام 1989 بهدف التقريب بين دول المنطقة وتعزيز مصالحها السياسية والاقتصادية المشتركة. لكن الآمال في ديناميكية اقتصادية وسياسية أكبر تبددت بسرعة، حيث أدت التوترات المتزايدة بين الجزائر والمغرب إلى دفع المنظمة إلى حالة من الفوضى، خاصة فيما يتعلق بالصحراء الغربية المتنازع عليها.
وقطعت الجزائر والرباط العلاقات الدبلوماسية بينهما في 2021.
وأضاف البيان أن الاجتماع تطرق أيضا إلى “خطر التدخل الأجنبي في منطقة الساحل والصحراء”.
وفي زيارة للمغرب في نفس اليوم، أشاد وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين بمساعدة المملكة في مكافحة الإرهاب وتعاونها في منطقة الساحل، حيث اضطرت فرنسا إلى سحب قواتها في عام 2022 والعام الماضي بعد الانقلابات العسكرية في مالي والنيجر وبوركينا فاسو. فاسو.
وقال عمار في بيانه إن اجتماع الاثنين دعا إلى “الرفض المطلق للتدخلات الأجنبية في الشأن الليبي” و”إجراء انتخابات تحفظ وحدة ليبيا وسلامة أراضيها”.
كما تعهدت بـ”حماية الحدود المشتركة من مخاطر وآثار الهجرة غير الشرعية وغيرها من الجرائم المنظمة”.
وفي إعلانهم الختامي، اتفق الزعماء على تشكيل مجموعات عمل مشتركة للإشراف على الأمن على طول الحدود المشتركة ومكافحة الهجرة غير الشرعية وجميع أشكال الجريمة المنظمة.
كما اتفقوا على “تشكيل فريق عمل مشترك لوضع آليات لإقامة مشاريع واستثمارات مشتركة كبيرة في المجالات والقطاعات ذات الأولوية، مثل إنتاج الحبوب والأعلاف وتحلية مياه البحر وغيرها من المشاريع”.
كما تعهدوا بتسريع العمل في مشروع الربط الكهربائي بين تونس وليبيا والجزائر، وتسريع إجراءات حركة الأشخاص والبضائع وإنشاء مناطق التجارة الحرة.