بحث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد، الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة.
وبحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، أكد الأمير السعودي “حرص المملكة على توحيد الجهود العربية والإسلامية لنصرة الشعب الفلسطيني الشقيق في مواجهة العدوان الغاشم الذي يتعرض له من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي”.
ودعا الأمير محمد إلى ضرورة تكثيف الجهود لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني.
وقال بيان لمديرية الاتصالات في الرئاسة التركية إن أردوغان ردد تعليقات مماثلة خلال الاتصال الهاتفي، داعيا المجتمع الدولي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على إسرائيل لإنهاء إجراءاتها في الأراضي الفلسطينية، وخاصة في قطاع غزة.
وأكد الزعيم التركي على ضرورة “التحرك المشترك من جانب الدول الإسلامية” لوقف الهجمات الإسرائيلية و”انتهاكات حقوق الإنسان”، داعيا في الوقت نفسه إلى ضرورة التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة.
شنت إسرائيل حملة جوية وبرية واسعة النطاق ضد غزة ردا على الهجوم الذي شنته حماس عبر الحدود في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، والذي قتل خلاله مسلحو المجموعة ما يقرب من 1200 شخص وأسروا أكثر من 240 آخرين رهائن.
ومنذ ذلك الحين، أدى الهجوم الإسرائيلي إلى مقتل أكثر من 40 ألف فلسطيني، وفقاً لوزارة الصحة في غزة التي تديرها حركة حماس، ودفع ما يقرب من 1.9 مليون آخرين إلى النزوح، وفقاً لأرقام الأمم المتحدة.
كما أدت الحرب إلى ما وصفته الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في العالم. فقد أصبح الغذاء والدواء نادرين في مختلف أنحاء الجيب بسبب إعاقة تسليم المساعدات بسبب القتال. كما أدى الوضع إلى انتشار الأمراض، وأحدثها شلل الأطفال.
بدأت الأمم المتحدة يوم الأحد حملة تطعيم ضد شلل الأطفال في وسط غزة بعد أن اتفقت حماس وإسرائيل على وقفات قصيرة للقتال بينهما في وقت سابق من هذا الأسبوع. وسيتم تعليق القتال لمدة ثماني ساعات على الأقل لمدة ثلاثة أيام متتالية.
وفي الوقت نفسه، تعثرت المحادثات التي توسطت فيها الولايات المتحدة ومصر وقطر للتوصل إلى وقف لإطلاق النار والتوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن.
دعت تركيا مرارا وتكرارا إلى إنهاء الأعمال العدائية في غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي. ومؤخرا، هدد أردوغان بدخول إسرائيل لدعم الفلسطينيين إذا استمرت في حربها في القطاع.
وقال أردوغان في اجتماع لحزب العدالة والتنمية الحاكم في مسقط رأسه ريزي أواخر الشهر الماضي: “يجب أن نكون أقوياء للغاية حتى لا تتمكن إسرائيل من القيام بهذه الأشياء السخيفة لفلسطين. تمامًا كما دخلنا قره باغ، تمامًا كما دخلنا ليبيا، قد نفعل شيئًا مماثلاً”.
كما أصدرت المملكة العربية السعودية دعوات مماثلة لوقف إطلاق النار، مع التأكيد على دعمها لحل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
قبل اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، كانت واشنطن تدفع باتجاه إدخال المملكة العربية السعودية في اتفاقيات إبراهيم 2020، والتي بموجبها قامت الإمارات العربية المتحدة والبحرين بتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
لكن منذ بدء الحرب، أكد المسؤولون السعوديون على ضرورة تحقيق السلام الإسرائيلي الفلسطيني وتأمين حقوق الفلسطينيين قبل المضي قدما في أي اتفاق تطبيع.
مرت أنقرة والرياض بفترة من التوتر في العلاقات بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول في أكتوبر 2018 والتوترات بشأن حركة الإخوان المسلمين. ومع ذلك، منذ إعادة انتخاب أردوغان في مايو 2023، تم إعادة ضبط العلاقات وعمقت الدولتان العلاقات السياسية والاقتصادية.