ماندي هويلاند لا تعرف أياً من الرهائن الـ 130 الذين تحتجزهم حماس في غزة. لكنها كانت لا تزال متأثرة وهي تتجول في “ساحة الرهائن” في تل أبيب.
وبعد السفر من بيت شيمش، على بعد حوالي 60 كيلومترا (37 ميلا) من تل أبيب، لم تخف المرأة البالغة من العمر 63 عاما ألمها عندما كانت تتفحص صور الرهائن المعروضة في الساحة.
وقالت لوكالة فرانس برس “أشعر بالكثير من الأسى والحزن… لا أعرف أي رهائن لكنهم إخوتنا وأخواتنا”.
منذ اليوم الأول بعد هجوم حماس المفاجئ على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، أصبحت الساحة نقطة تجمع للعائلات وموقع حج لأولئك الذين يدعمونها.
ووفقا لإسرائيل، لا يزال هناك 130 رهينة في قطاع غزة، من بينهم 29 يعتقد أنهم لقوا حتفهم، من بين 253 شخصا أسرتهم حماس.
يدير منتدى عائلات الرهائن والمفقودين، وهي مجموعة تم إنشاؤها في 8 أكتوبر، الأنشطة في الساحة، التي أعاد مجلس المدينة تسميتها إلى ساحة الرهائن في 24 أكتوبر.
ومن بين خيام أسر الرهائن وأكشاك المنتدى التي تبيع سلعاً مختلفة، يقوم المتطوعون بإرشاد المجموعات وتعريفهم على أقارب الرهائن.
ودخل فصلان من مدرسة في بئر السبع جنوبا إلى نفق وهمي ضيق أقامه المنتدى ليظهر للزوار ظروف احتجاز الرهائن.
وعلى مسافة عشرات الأمتار من الجدران المغطاة بصور الرهائن، ساروا ببطء في الظلام، وكانت مكبرات الصوت المخفية تبث أصوات الانفجارات.
– “الاستعداد للأسوأ” –
وعند مخرج النفق أقيمت خيمة لاستقبال الزوار. وروت أفيفيت يابلونكا (48 عاما) قصة شقيقها شانان (42 عاما) الذي اختطف بينما كان مع أصدقائه في مهرجان نوفا الموسيقي.
قُتل أكثر من 360 شخصًا في المهرجان على يد حماس، وورد أن بعضهم تعرض للاغتصاب أو التشويه قبل إطلاق النار عليهم.
وقالت يابلونكا: “أن تكون أخت رهينة هو الأمل في الأفضل، ولكن الاستعداد للأسوأ”.
واضطرت هي وعائلتها إلى الانتظار 90 يومًا قبل أن تتلقى تأكيدًا رسميًا بأن شقيقها، لاعب كرة القدم السابق، كان رهينة.
وأضافت: “ليس لدينا أي دليل على أنه على قيد الحياة، لكنهم أخبرونا أنه في غزة”.
وهي تحمل صورة شقيقها، وتجيب بصبر على أسئلة الطلاب، الذين احتضنها بعضهم بعد العرض.
سألتها إحدى الفتيات كيف يمكنها الاستمرار في العيش بشكل طبيعي بعد أكثر من 120 يومًا على هذا النحو.
وأجابت وهي تبتسم بهدوء: “نحن نعيش اللحظة الحالية، من يوم لآخر. أنا حزينة ولكن يجب أن أستمر في العيش من أجل عائلتي وأطفال أخي”.
وقالت لوكالة فرانس برس “من المهم أن يأتي الشباب إلى هذا المكان حتى يتمكنوا من طرح الأسئلة وعدم رؤيتنا فقط على شاشات تلفزيونهم”.
مساء كل يوم سبت، يتظاهر آلاف الأشخاص في الساحة للمطالبة بعودة الرهائن. ولكن على مدار الأسبوع يزورها الجميع من الدبلوماسيين إلى الطلاب إلى الأقارب.
– “معاناتهم لن تنسى” –
وقالت نوعى هافيف، إحدى المتطوعات في المنتدى، وهي ترتدي قميصا كتب عليه “أعيدوهم إلى المنزل الآن” لوكالة فرانس برس إن “حافلات كاملة تقل أشخاصا تأتي من جميع أنحاء البلاد لإظهار التضامن مع الرهائن وعائلاتهم”.
وأضافت: “هدفنا هو الوقوف إلى جانب عائلات الرهائن وأن يبقى ذلك في أذهان وقلوب الجميع”.
خلفها امتدت طاولة طويلة مخصصة للعديد من الأشخاص وكانت مخصصة للترحيب بكل من الرهائن عند عودتهم لتناول وجبة احتفالية.
والطاولة مغطاة جزئياً بزجاجات المياه القذرة وعلب الطعام المصنوعة من الألومنيوم، ترمز إلى أسر الرهائن في غزة.
ويمكن للزوار التقاط صور منزلية للرهائن والأشرطة الصفراء التي يرتديها العديد من الإسرائيليين على معاصمهم كدليل على التضامن.
القمصان والشارات والقبعات والحقائب وحتى المظلات التي تحمل شعار الدعوة إلى عودة الرهائن معروضة للبيع، ويذهب جميع العائدات إلى المنتدى.
تقوم المجموعات بالتقاط صور للساعة الرملية العملاقة أو ساعة الحائط لحساب الأيام والساعات والدقائق والثواني التي انقضت منذ 7 أكتوبر.
ويأتي زوار آخرون كل يوم لإظهار دعمهم للرهائن، مثل نشطاء السلام في منظمة “النساء يصنعن السلام”.
وقالت عوفرا بيريل ديكل من المنظمة: “يجب أن نكون هناك لتذكيرهم بأن معاناتهم لم تُنسى”.
وعندما حل الليل في الساحة، أمكن سماع مجموعة تغني أغنية شعبية: “لا تنسوا أن هناك أمل دائما”.
