الصورة رمزية بشكل خاص: أظهر مقطع فيديو تم التحقق من صحته من قبل وكالة فرانس برس أن تمثال الرئيس السابق حافظ الأسد، والد الحاكم السوري الحالي بشار، تم إسقاطه في حماة بعد أن اجتاح المتمردون بقيادة الإسلاميين رابع أكبر مدينة في البلاد.
قلبت ذراع ميكانيكية طويلة التمثال الشاهق وسط هتافات وصيحات “الله أكبر” و”الحمد لله” من الحشد، إلى جانب صوت إطلاق نار احتفالي يصم الآذان، حسبما نشرت اللقطات الليلية مساء الخميس. على وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت.
وأظهرت لقطات منفصلة التقطها صحافي في وكالة فرانس برس، الجمعة، شاحنة صغيرة تسحب رأس التمثال الضخم المقطوع والمثقوب على طول الطريق. تحركت الشاحنة بسرعة كبيرة بحيث لم يتمكن الرجال من ركل رؤوسهم، لكن آخرين تبعوها على دراجات نارية.
وتعيد الصور إلى الأذهان لقطات من عام 2003 عندما أسقطت مركبة مدرعة أمريكية تمثالاً للديكتاتور السابق صدام حسين بمساعدة حشد من العراقيين المبتهجين، في اليوم الذي سقطت فيه بغداد في يد التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة وبريطانيا.
واحتفل شبان باجتياح المتمردين لحماة كجزء من هجوم خاطف، وهتفوا “الحرية إلى الأبد” من الأسد، في إشارة إلى الرئيس الحالي الذي كان قبل حماة قد فقد السيطرة على حلب، ثاني أكبر مدينة في سوريا، للمرة الأولى منذ الحرب. بدأت الحرب الأهلية منذ 13 عامًا.
كما تجول المقاتلون في أحد شوارع حماة الواسعة في مركبات بدت ملطخة باللون البني بالكامل بسبب غبار الصحراء، أمام مبنى يحمل لوحة جدارية لبشار الأسد.
واستولى والده حافظ الأسد على السلطة في انقلاب عسكري عام 1970، وتحكم عائلته، التي تنتمي إلى الأقلية العلوية المسلمة، البلاد منذ ذلك الحين.
وتولى بشار السلطة بعد وفاة والده عام 2000.
بدأت الحرب السورية بعد قمع الاحتجاجات المناهضة للحكومة في عام 2011، وتحولت إلى صراع معقد اجتذب الجيوش الأجنبية والجهاديين، مما أسفر عن مقتل أكثر من نصف مليون شخص.
وبعد أربع سنوات من الهدوء النسبي على الخطوط الأمامية، بدأ تحالف المتمردين في 27 تشرين الثاني/نوفمبر هجومه من معقله في شمال غرب سوريا.
– تعهد بإسقاط الحكومة –
إنه تحول مذهل في الأحداث بالنسبة للأسد، الذي استعاد على مر السنين الأراضي التي فقدها في وقت سابق من الصراع بدعم من حليفتيه روسيا وإيران.
وقتل أكثر من 800 شخص، معظمهم من المقاتلين، منذ بدء الهجوم، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو مراقب للحرب ومقره بريطانيا.
وكان المتمردون يقتربون يوم الجمعة من مدينة حمص الثالثة، على بعد حوالي 40 كيلومترا (25 ميلا) جنوب حماة.
وبعد استيلائهم على حلب، أظهرت الصور المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي الناس وهم يسقطون تمثال باسل، شقيق بشار الأسد الراحل، من فوق حصان. وأظهرت الصور أيضا أنهم كسروا رأس تمثال نصفي لحافظ الأسد.
لكن إسقاط تمثال حماة كان بمثابة انتصار أكبر، حيث تعهد المتمردون بمواصلة الضغط على الحكومة نفسها والضغط عليها.