يشهد قطاع الترفيه في المملكة العربية السعودية تطوراً ملحوظاً، ويُعد افتتاح مشروع “المدينة العالمية” في الدمام، غداً الاثنين، خطوة بارزة في هذا الاتجاه. هذا المشروع الترفيهي العملاق، الذي رعاه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، أمير المنطقة الشرقية، يهدف إلى تعزيز مكانة المنطقة كوجهة سياحية رائدة، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتوفير فرص عمل جديدة. ويأتي هذا المشروع في إطار رؤية المملكة 2030 الطموحة.
أكدت أمانة المنطقة الشرقية أن حفل التدشين سيكون مقتصراً على الافتتاح الرسمي بحضور كبار المسؤولين، بينما سيتم الإعلان عن موعد استقبال الجمهور في وقت لاحق عبر القنوات الرسمية. وأضافت الأمانة أن التذاكر والحجوزات ستكون متاحة إلكترونياً عبر تطبيق “ويبوك”، مع التركيز على ضمان تجربة دخول منظمة وآمنة للزوار.
“المدينة العالمية” ودورها في تطوير السياحة والترفيه
يُعد مشروع “المدينة العالمية” استثماراً كبيراً في قطاع الترفيه، وهو جزء من جهود أوسع لتنويع الاقتصاد السعودي بعيداً عن الاعتماد على النفط. تستهدف رؤية المملكة 2030 زيادة مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي، ويعتبر تطوير السياحة والترفيه من الركائز الأساسية لتحقيق هذا الهدف.
وبحسب أمانة المنطقة الشرقية، فإن المشروع يمثل شراكة ناجحة مع مستثمرين تايلانديين، مما يعكس الثقة في البيئة الاستثمارية في المملكة. وتشير التقديرات إلى أن المشروع سيساهم في جذب أكثر من 25 ألف زائر يومياً في مراحله الأولى، مما سينعش الحركة التجارية في الدمام والمناطق المحيطة.
تأثيرات اقتصادية واجتماعية متوقعة
من المتوقع أن يخلق مشروع “المدينة العالمية” آلاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة، خاصةً للشباب السعودي. وتشمل هذه الوظائف فرصاً في مجالات الضيافة، والترفيه، والأمن، والصيانة، وغيرها.
بالإضافة إلى ذلك، من شأن المشروع أن يعزز البنية التحتية في المنطقة الشرقية، حيث تم تطوير شبكة الطرق والمواقف لاستيعاب التدفق المتزايد للزوار. وقد استثمرت الأمانة في توفير أكثر من 3 آلاف موقف للسيارات، وتحسين شبكة الأرصفة، وتنظيم حركة المرور.
بنية تحتية متكاملة وموقع استراتيجي
يتميز مشروع “المدينة العالمية” بموقعه الاستراتيجي في الدمام، مما يجعله سهل الوصول إليه من مختلف أنحاء المنطقة الشرقية ودول الخليج المجاورة. وتعتبر المنطقة الشرقية بوابة رئيسية لدول مجلس التعاون الخليجي، مما يزيد من جاذبية المشروع للزوار من البحرين، والكويت، وقطر، والإمارات العربية المتحدة.
ويمتد المشروع على مساحة تتجاوز 250 ألف متر مربع في مرحلته الأولى، مع خطط لتوسيعها في مراحل لاحقة لتصل إلى أكثر من 650 ألف متر مربع. ويشمل المشروع مجموعة متنوعة من المرافق الترفيهية والثقافية، مما يجعله وجهة شاملة للعائلات والأفراد. وتشمل المرافق المتوقعة مساحات خضراء واسعة، ومناطق ألعاب، ومطاعم عالمية، ومتاجر متنوعة.
تتزايد المشاريع السياحية في المملكة، مثل “الدرعية” و”أماكن الضوء”، مما يعكس التزام الحكومة بتطوير هذا القطاع الحيوي. وتشير التقارير إلى أن قطاع السياحة يساهم بشكل متزايد في الناتج المحلي الإجمالي، ويخلق فرص عمل جديدة.
من المتوقع أن يتم الإعلان عن تفاصيل إضافية حول موعد افتتاح “المدينة العالمية” للجمهور، وآليات الحجز، والأسعار، خلال الأسبوع القادم. وستراقب الجهات المعنية عن كثب تأثير المشروع على المنطقة الشرقية، وتقييم مدى مساهمته في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030. كما سيتم تقييم مدى نجاح الشراكة مع المستثمرين التايلانديين، وإمكانية تكرارها في مشاريع أخرى مستقبلية.
