الرباط
وقد أكدت الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير في الحكومة الفرنسية عزم فرنسا على توسيع مشاركتها في مشاريع التنمية في الصحراء الغربية وبالتالي “بناء جسور جديدة” بين باريس والمملكة الواقعة في شمال أفريقيا.
ووزير التجارة الخارجية الفرنسي، فرانك ريستر، الذي زار المغرب الأسبوع الماضي؛ وقال إن “تجديد العلاقات الفرنسية المغربية سيتطلب مد جسور جديدة بين قطاعاتنا الخاصة”.
وبحسب مقال نشرته صحيفة لوموند الفرنسية، أشار ريستر إلى أن الوكالة الفرنسية للتنمية، عبر ذراعها التمويلية للقطاع الخاص بروباركو، يمكن أن تساعد في تمويل مشروع يتضمن خط كهرباء عالي الجهد بين مدينة الداخلة، عاصمة الصحراء الغربية، ومدينة الدار البيضاء الساحلية المغربية. .
وعبرت جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر عن استيائها من الخطوة الفرنسية.
ذكرت وسائل إعلام رسمية جزائرية، اليوم الأحد، نقلا عن بيان لجبهة البوليساريو، أن نية فرنسا استخدام الوكالة الفرنسية للتنمية لتمويل مشاريع في مناطق الصحراء الغربية المتنازع عليها هي خطوة “استفزازية”.
ويعتبر المغرب الصحراء الغربية جزءا من أراضيه السيادية لكن جبهة البوليساريو، وهي حركة تدعمها الجزائر، تطالب بدولة ذات سيادة.
واعتبرت الحركة أن “هذا تصعيد خطير لموقف فرنسا العدائي تجاه الشعب الصحراوي”، مضيفة أن خطة فرنسا “تمثل دعما صريحا للاحتلال المغربي غير القانوني لأجزاء من الصحراء الغربية”.
وخلال زيارة للرباط في فبراير الماضي، نُقل عن وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورني قوله إن حكومته تعتزم “مرافقة المغرب في تطويره” للإقليم.
وقال في تصريح صحفي عقب لقائه مع نظيره المغربي، إن “المغرب استثمر الكثير في مشاريع تنموية لفائدة الساكنة المحلية وفي مجالات مثل التكوين والطاقات المتجددة والسياحة والاقتصاد الأزرق المتعلق بالموارد المائية”. ناصر بوريطة.
كما صرح للصحفيين بأنه يريد دعم الجهود المغربية في تطوير المنطقة.
وخلال الزيارة، قال سيجورني إن المغرب يمكنه الاعتماد على “الدعم الواضح والمستمر” من فرنسا لخطة الحكم الذاتي للصحراء الغربية، لكنه امتنع عن التعبير عن اعتراف واضح بالسيادة المغربية على الإقليم. ويريد المغرب أن تسير فرنسا على خطى الدول الأخرى، مثل الولايات المتحدة، التي فعلت ذلك.
هذه قضية وجودية بالنسبة للمغرب. نحن نعرف ذلك،» مع ذلك، اعترف سيجورنيه.
وأكد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة أن العلاقات المغربية الفرنسية قوية ولكن “يجب تجديدها وتطويرها وفقا لمبادئ الاحترام المتبادل ومبادئ الطموح والتنسيق”.
لكن تم تذكير سيجورني خلال زيارته بأن باريس بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد نحو الاعتراف بسيادة المغرب على إقليم الصحراء.
وأشار محللون حينها إلى أن غموض الموقف الفرنسي بشأن الصحراء الغربية، سبق أن تسبب في جمود العلاقة بين الرباط وباريس منذ سنوات.
ويسيطر المغرب على المستعمرة الإسبانية السابقة في الصحراء الغربية، لكن السيادة المغربية على المنطقة متنازع عليها من قبل جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر.
وفي أواخر عام 2020، اعترف الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية مقابل تطبيع الرباط للعلاقات مع إسرائيل. ومنذ ذلك الحين، واصل المغرب بذل جهد دبلوماسي ناجح إلى حد كبير لكسب تأييد الدول الأخرى.
وتأتي زيارة وزير الخارجية الفرنسي بعد سلسلة من التوترات الدبلوماسية بين الرباط وباريس. لقد انزعج المغرب بشكل خاص من سعي الرئيس إيمانويل ماكرون الدؤوب للتقارب مع الجزائر.
اقترحت فرنسا شراكة مع المغرب تركز على مدى السنوات الثلاثين المقبلة على الطاقات المتجددة والتدريب والتنمية الصناعية.