القدس/غزة
وقد أشار هجوم نهاية الأسبوع الذي شنته حماس إلى فشل قدرات المخابرات الإسرائيلية في التنبؤ بخطط الأعداء المسلحين بينما قامت الجماعة الفلسطينية بحملة خداع دقيقة.
وقال ياكوف أميدرور، مستشار الأمن القومي السابق لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: “هذا فشل كبير”. وأضاف أن “هذه العملية تثبت فعليا أن القدرات (الاستخباراتية) في غزة لم تكن جيدة”.
واعترف الأميرال دانييل هاغاري، كبير المتحدثين العسكريين، بأن الجيش مدين للجمهور بتفسير. لكنه قال الآن ليس الوقت المناسب. وقال: “أولاً، نقاتل، ثم نحقق”.
ويقول البعض إنه من السابق لأوانه إلقاء اللوم على خطأ استخباراتي فقط. ويشيرون إلى العنف في الضفة الغربية الذي أدى إلى نقل بعض الموارد العسكرية إلى هناك والفوضى السياسية التي تعصف بإسرائيل بسبب الخطوات التي اتخذتها حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة لإصلاح السلطة القضائية.
ولكن من المرجح أن يُنظر إلى الافتقار الواضح إلى المعرفة المسبقة بمؤامرة حماس باعتباره السبب الرئيسي في سلسلة الأحداث التي أدت إلى الهجوم الأكثر دموية ضد الإسرائيليين منذ عقود.
وسحبت إسرائيل قواتها ومستوطنيها من قطاع غزة عام 2005، مما جردها من السيطرة الوثيقة على الأحداث في القطاع. ولكن حتى بعد اجتياح حماس لغزة في عام 2007، زعمت إسرائيل أنها تحافظ على تفوقها باستخدام الذكاء التكنولوجي والبشري.
وزعمت أنها تعرف المواقع الدقيقة لقيادة حماس، وبدا أنها تثبت ذلك من خلال اغتيال قادة المتشددين في ضربات مميتة. لقد عرفت إسرائيل أين تضرب الأنفاق تحت الأرض التي تستخدمها حماس لنقل المقاتلين والأسلحة، مما أدى إلى تدمير كيلومترات من الممرات المخفية.
وقال أمير أفيفي، وهو جنرال إسرائيلي متقاعد، إنه بدون موطئ قدم داخل غزة، أصبحت أجهزة الأمن الإسرائيلية تعتمد بشكل متزايد على الوسائل التكنولوجية للحصول على معلومات استخباراتية. وقال إن المسلحين في غزة وجدوا طرقا للتهرب من جمع المعلومات الاستخبارية التكنولوجية، مما أعطى إسرائيل صورة غير كاملة عن نواياهم.
وقال أفيفي، الذي عمل كقناة للمواد الاستخباراتية في عهد رئيس أركان الجيش السابق: “لقد تعلم الجانب الآخر كيفية التعامل مع هيمنتنا التكنولوجية وتوقفوا عن استخدام التكنولوجيا التي يمكن أن تكشفها”.
وأوضح أن المسلحين لم يستخدموا الهواتف أو أجهزة الكمبيوتر وكانوا يقومون بأعمالهم الحساسة في غرف تخضع لحراسة خاصة من التجسس التكنولوجي أو يختبئون تحت الأرض.
لكن أفيفي قال إن الفشل يمتد إلى ما هو أبعد من مجرد جمع المعلومات الاستخبارية، وإن أجهزة الأمن الإسرائيلية فشلت في تكوين صورة دقيقة من المعلومات الاستخبارية التي كانت تتلقاها، بناء على ما قال إنه فهم خاطئ يحيط بنوايا حماس.
وقال الحلفاء الذين يتبادلون المعلومات مع إسرائيل إن الأجهزة الأمنية تخطئ في قراءة الواقع.
وقال مسؤول في المخابرات المصرية إن مصر، التي تعمل في كثير من الأحيان كوسيط بين إسرائيل وحماس، تحدثت مرارا وتكرارا مع الإسرائيليين حول “شيء كبير”، دون الخوض في التفاصيل.
وأضاف أن المسؤولين الإسرائيليين يركزون على الضفة الغربية وقللوا من شأن التهديد القادم من غزة. وتتكون حكومة نتنياهو من أنصار المستوطنين اليهود في الضفة الغربية الذين طالبوا بشن حملة أمنية في مواجهة موجة العنف المتزايدة هناك خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية.
لقد حذرناهم من أن انفجارا للوضع قادم، وقريبا جدا، وسيكون كبيرا. وقال المسؤول المصري، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بمناقشة محتوى المناقشات الاستخباراتية الحساسة مع وسائل الإعلام، “لقد قللوا من شأن هذه التحذيرات”.
كما أن إسرائيل منشغلة وممزقة بسبب خطة نتنياهو للإصلاح القضائي. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد تلقى تحذيرات متكررة من قبل وزراء دفاعه، بالإضافة إلى العديد من القادة السابقين في وكالات الاستخبارات الإسرائيلية، من أن الخطة المثيرة للانقسام تقوض تماسك الأجهزة الأمنية في البلاد.
وقال مارتن إنديك، الذي عمل كمبعوث خاص للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية خلال إدارة أوباما، إن الانقسامات الداخلية حول التغييرات القانونية كانت عاملاً متفاقمًا ساهم في تفاجئ الإسرائيليين.
وقال: “لقد أزعج ذلك الجيش الإسرائيلي بطريقة أعتقد أننا اكتشفنا أنها كانت إلهاءً كبيرًا”.
