قد تستمر المحادثات لإنهاء التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية

بغداد –

قال مسؤول حكومي عراقي كبير طلب عدم الكشف عن هويته، إن المحادثات بين الولايات المتحدة والعراق بشأن إنهاء التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة في البلاد قد لا تنتهي إلا بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر.

وبدأت واشنطن وبغداد في كانون الثاني/يناير محادثات لإعادة تقييم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق، والذي تم تشكيله في عام 2014 للمساعدة في قتال تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بعد أن اجتاح التنظيم الإسلامي السني المتطرف أجزاء كبيرة من البلاد.

وجاء قرار إنهاء التحالف العسكري بعد أن انخرطت القوات الأمريكية والجماعات المسلحة الشيعية في هجمات متبادلة وسط صراع إقليمي مرتبط بالحرب الإسرائيلية المستمرة منذ خمسة أشهر في غزة.

وقد توقفت تلك الاشتباكات الآن منذ أكثر من شهر لإتاحة المجال للمفاوضات للتنفس.

وبدعم من الأحزاب الشيعية والجماعات المسلحة، تحاول الحكومة في بغداد، الحليف النادر لكل من إيران والولايات المتحدة، منع البلاد من أن تصبح مرة أخرى ساحة معركة للقوى الأجنبية.

وينظر السياسيون إلى المحادثات الفنية التي تجري عبر لجنة عسكرية مشتركة على أنها وسيلة لكسب الوقت في مواجهة وجهات النظر المختلفة حول كيفية تطور العلاقات العسكرية الأميركية العراقية.

ورفض البنتاغون التعليق على مستقبل المحادثات بين الولايات المتحدة والعراق، لكن المسؤولين الأميركيين في الماضي لم يضعوا جدولا زمنيا بشأن المدة التي يمكن أن تستغرقها أي محادثات.

ودعت الجماعات المسلحة الشيعية العراقية المتشددة إلى خروج فوري للقوات الأمريكية في حين أعربت الفصائل الشيعية الأكثر اعتدالا والأحزاب السنية والكردية عن قلقها من أن يؤدي رحيلها إلى فراغ في السلطة.

وتقول واشنطن إن مهمة التحالف تحتاج إلى إعادة تقييم في ضوء هزيمة تنظيم داعش في العراق عام 2017، لكنها لا ترى أن المحادثات تنطوي بالضرورة على انسحاب المستشارين العسكريين الأمريكيين من البلاد.

وغزت الولايات المتحدة العراق في عام 2003، وأطاحت بالرئيس صدام حسين، قبل أن تخرج من البلاد في عام 2011.

وعادت الولايات المتحدة في عام 2014 على رأس تحالف دولي لمحاربة تنظيم داعش، ويوجد حاليًا حوالي 2500 جندي أمريكي في العراق إلى جانب 900 جندي في سوريا في مهمة تقديم المشورة والمساعدة.

لا أعتقد أن الأميركيين يريدون انسحاباً كاملاً. وقال رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي، وهو عضو معتدل في هيئة التنسيق الشيعية الحاكمة في العراق، للصحفيين الأسبوع الماضي: “هذا واضح”.

وأضاف “كما لا أعتقد أن هناك رغبة عراقية لدى القوى السياسية في الاستغناء بشكل كامل عن الأميركيين، رغم أن هناك شعور اليوم بأن وجودهم في هذا الوقت يسبب مشاكل أكثر من الحلول”.