القاهرة
بدأ المصريون الإدلاء بأصواتهم، اليوم الأحد، في انتخابات رئاسية من المقرر أن تمنح عبد الفتاح السيسي فترة ولاية ثالثة في السلطة، في الوقت الذي تواجه فيه البلاد أزمة اقتصادية وحربًا على حدودها مع غزة.
إذا فاز السيسي بولاية جديدة مدتها ست سنوات، فإن أولوياته المباشرة ستكون ترويض التضخم شبه القياسي وإدارة النقص المزمن في العملة الأجنبية. لكن منع امتداد الصراع بين إسرائيل وحركة حماس في غزة يلوح في الأفق بشكل كبير في أذهان الناخبين الذين يتدفقون على مراكز الانتخابات.
تستخدم الحكومة المصرية صور الحشود الكبيرة المشاركة في الانتخابات للإصرار على أنها “تتمتع بثقة الشعب” حتى لو كان الكثيرون ساخطين على فشل السلطات في التعامل مع الأزمات الاجتماعية والاقتصادية.
ويعتقد بعض الخبراء أن الضغوط التي واجهتها القاهرة منذ حرب غزة أقنعت العديد من المصريين بأن بلادهم تواجه تحديًا وجوديًا يتطلب تماسك الجمهور ودعمه لمؤسسات الدولة.
لكنهم يقولون إن “معركة حشد الجماهير” لا تعني أن السيسي يتمتع بشيك على بياض، حيث يأمل المواطنون أن تفسح تضحياتهم السابقة المجال قريبًا لمرحلة جديدة من الوعود التي تم الوفاء بها.
وقال حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة، لـ”العرب ويكلي”، إن “الانتخابات تجري وسط ظروف استثنائية تختلف عن تلك التي شهدتها الانتخابات السابقة حيث يشعر المواطنون بمخاطر وتهديدات حقيقية تحيط بهم. “
وأضاف أن “كثرة الناخبين تمنح من يفوز في الانتخابات تفويضا باتخاذ قرارات حازمة تجاه الحفاظ على الأمن الوطني، مع الأخذ في الاعتبار أن الأولوية القصوى للمواطنين اليوم ليست تحسين الخدمات العامة بقدر ما هي ضمان استقرار الدولة”. “.
وأجبر تدفق الناخبين الهيئة الوطنية للانتخابات على الاستعانة بالمزيد من القضاة الاحتياطيين وأعضاء الهيئات القضائية لتسريع عملية التصويت وتقليل تأخير الناخبين المنتظرين أمام مراكز الاقتراع.
وقال رئيس حزب الإصلاح والتنمية المعارض محمد أنور السادات لـ«العرب ويكلي» إنه من المتوقع أن تكون نسب المشاركة مرتفعة، وأن الرئيس السيسي من المرجح أن يحصل على تأييد نحو 80 إلى 90 في المئة من الناخبين.
وأضاف أن معدلات المشاركة المرتفعة تضيف إلى شرعية الدولة في تعاملها مع التحديات الحاسمة التي تواجه البلاد.
ويمتد التصويت من الساعة التاسعة صباحا وحتى التاسعة مساء (0700-1900 بتوقيت جرينتش) على مدى ثلاثة أيام، ومن المقرر إعلان النتائج في 18 ديسمبر/كانون الأول.
ويرى منتقدون أن الانتخابات مجرد صورية بعد حملة قمع استمرت عشر سنوات على المعارضة. وأشادت الهيئة الإعلامية الحكومية بالقرار ووصفته بأنه خطوة نحو التعددية السياسية.