توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاثنين برد “قاس” على غارة قاتلة أسفرت عن مقتل شبان في مرتفعات الجولان التي ضمتها إسرائيل، في حين سارع الدبلوماسيون لاحتواء التصعيد بين إسرائيل وحزب الله.
وفي زيارة لموقع الهجوم الصاروخي الذي قتل 12 طفلا في بلدة مجدل شمس، قال نتنياهو: “إن دولة إسرائيل لن تسمح بمرور هذا الأمر، ولا يمكنها أن تسمح بذلك. سوف يأتي ردنا وسيكون شديدا”.
ولاقى الزيارة احتجاجات واسعة، جاءت بعد تجمع المشيعين في البلدة العربية الدرزية لدفن الضحية الأخيرة، جيفارا إبراهيم البالغ من العمر 11 عاما.
وحملت إسرائيل والولايات المتحدة مسؤولية الهجوم لحزب الله اللبناني المدعوم من إيران والذي يتبادل إطلاق النار بشكل يومي تقريبا مع القوات الإسرائيلية منذ بدء الحرب في غزة بين مسلحي حماس وإسرائيل في أوائل أكتوبر/تشرين الأول.
وقال وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب إن هناك نشاطا دبلوماسيا مكثفا لاحتواء الرد الإسرائيلي المتوقع.
وقال بو حبيب في مقابلة مع قناة الجديد المحلية: “إسرائيل ستصعد بشكل محدود وحزب الله سيرد بشكل محدود.. هذه هي التطمينات التي تلقيناها”.
وقال عدد من المحللين لوكالة فرانس برس إن هذا هو الحال على الأرجح، مع حذر إسرائيل من الاضطرار إلى خوض حروب على جبهتين.
وأضاف حبيب أن الولايات المتحدة وفرنسا وآخرين يحاولون احتواء التصعيد، في حين قال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي إن “المحادثات مستمرة مع أطراف دولية وأوروبية وعربية لحماية لبنان ودرء المخاطر”.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي يوم الاثنين إنه “واثق” من إمكانية تجنب حرب أوسع نطاقا.
حذر الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، الذي تدعم بلاده حزب الله وحماس، إسرائيل من مهاجمة لبنان، قائلا إن ذلك سيكون “خطأ كبيرا له عواقب وخيمة”.
وتحدث بيزيشكيان مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الاثنين، وقال قصر الإليزيه إن ماكرون أبلغ نظيره “بضرورة بذل كل الجهود لتجنب التصعيد العسكري” وحث طهران على “وقف دعمها للجهات الفاعلة المزعزعة للاستقرار”.
نفى حزب الله مسؤوليته عن الهجوم الصاروخي على مجدل شمس، على الرغم من أن الجماعة أعلنت مسؤوليتها عن ضربات متعددة على مواقع عسكرية إسرائيلية في ذلك اليوم.
قالت إسرائيل إن حزب الله أطلق صاروخا إيرانيا من طراز فلق-1. وهذا النوع من القذائف غير موجه، ووصفه أحد المحللين بأنه أسلحة غير دقيقة.
– معارك غزة –
وقال مكتب نتنياهو إن مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي “فوض رئيس الوزراء ووزير الدفاع بتحديد طريقة وتوقيت الرد”.
قال مصدر مقرب من حزب الله لوكالة فرانس برس إن الحزب أخلى بعض مواقعه في جنوب وشرق لبنان.
قالت جماعة حزب الله، الاثنين، إنها أطلقت “عشرات صواريخ الكاتيوشا” على موقع عسكري إسرائيلي، عقب مقتل اثنين من مقاتليها.
وأعلنت الجماعة في وقت لاحق عن شن ضربات إضافية ضد مواقع عسكرية في شمال إسرائيل. وقالت وسائل إعلام لبنانية رسمية إن مواطنا سوريا توفي متأثرا بجراحه بعد غارة إسرائيلية بطائرة بدون طيار في جنوب لبنان.
وقد أسفرت أعمال العنف عبر الحدود بالفعل عن مقتل أكثر من 500 شخص في لبنان، معظمهم من المقاتلين، وعشرات المدنيين والجنود على الجانب الإسرائيلي.
وقالت حزب الله إن هجماتها تأتي دعما لحماس، وإنها ستتوقف إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، حيث بدأت الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول عندما هاجم المسلحون الفلسطينيون جنوب إسرائيل.
فشلت أشهر من الجهود في تأمين وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، على الرغم من أن الوسطاء والمفاوضين الإسرائيليين اجتمعوا يوم الأحد في روما لمناقشة الاقتراح الأخير.
وجاء في بيان إسرائيلي أن “المفاوضات بشأن القضايا الرئيسية ستستمر في الأيام المقبلة”.
لكن حماس اتهمت نتنياهو مجددا بعرقلة المفاوضات. وقالت الحركة في بيان لها إنه وضع شروطا جديدة “تراجعا” عن مسودة سابقة.
وعلى الأرض في غزة، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته تواصل العمليات “الدقيقة” في منطقة رفح وفي خان يونس المجاورة، حيث “قضت القوات على العشرات من الإرهابيين”.
وأضاف الجيش أن طائراته قصفت 35 هدفا في أنحاء قطاع غزة خلال 24 ساعة.
وفي شمال القطاع، قالت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس إن مقاتليها “اشتبكوا” مع قوات إسرائيلية في منطقة تل الهوى في مدينة غزة، حيث أفاد شهود عيان بوقوع قصف.
– اعتقال جنود –
وأسفر الهجوم الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل والذي بدأ الحرب عن مقتل 1197 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لإحصاءات وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
كما اختطف المسلحون 251 رهينة، لا يزال 111 منهم محتجزين في غزة، بما في ذلك 39 يقول الجيش إنهم ماتوا.
وأسفرت الحملة العسكرية الإسرائيلية الانتقامية في غزة عن مقتل 39363 شخصا على الأقل، وفقا لوزارة الصحة في القطاع الذي تديره حركة حماس، والتي لا تقدم تفاصيل عن القتلى المدنيين والمسلحين.
ومنذ بدء الحرب، زعم نشطاء حقوق الإنسان ووكالات الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات أن إسرائيل ارتكبت انتهاكات بحق فلسطينيين أثناء احتجازهم في السجون. وفي يوم الاثنين، أعلن الجيش الإسرائيلي احتجاز تسعة جنود للتحقيق معهم في قضية تتعلق بإساءة معاملة معتقل في منشأة معروفة باحتجاز فلسطينيين معتقلين من غزة.
وفي وقت متأخر من يوم الأحد، أعلن الجيش عن أحدث أوامره بإخلاء أجزاء من وسط قطاع غزة، وطلب من الفلسطينيين التوجه إلى منطقة آمنة معلنة بالقرب من خان يونس.
وقالت إن القوات الإسرائيلية “ستعمل بقوة” ضد النشطاء في منطقة مخيم البريج للاجئين بعد إطلاق الصواريخ من هناك.
وقال شهود عيان إن مئات الأشخاص فروا من المنطقة يوم الاثنين.
قال فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إن “14 في المائة فقط” من المناطق في غزة لا تخضع لأوامر الإخلاء الإسرائيلية.
