بيروت
بحث رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، اليوم الجمعة، في اتصال هاتفي مع الحاكم الفعلي لسوريا أحمد الشرع، العلاقات بين البلدين، بحسب بيان صادر عن مكتب ميقاتي نشر على موقع X، وقال إنه تلقى دعوة من الشرع يزور سوريا لبحث الملفات المشتركة.
كما أكد الشرع أن السلطات السورية اتخذت الإجراءات اللازمة لاستعادة الهدوء على الحدود بين البلدين، حسبما ذكر المنشور على موقع X.
قال وزير الداخلية اللبناني يوم الجمعة إن بيروت تعمل على إيجاد حل مع سوريا بعد أن قال مسؤولان أمنيان إن دمشق فرضت قيودا جديدة على دخول المواطنين اللبنانيين.
وقال بسام مولوي، إن “العمل جار على حل قضية المواطنين اللبنانيين الممنوعين من الدخول إلى سوريا”.
وأضاف أن الأمن العام اللبناني على اتصال مع “الجانب السوري” من أجل “حل الموضوع”.
ويبدو أن هذه التطورات هي أول حالة احتكاك بين الجارتين، اللتين تشتركان في تاريخ مشحون، منذ أن أطاح المتمردون الذين يقودهم الإسلاميون المتطرفون بالرئيس السوري بشار الأسد في الشهر الماضي.
وكان يُسمح للمواطنين اللبنانيين في السابق بالدخول إلى سوريا دون تأشيرة، وذلك باستخدام جواز سفرهم أو بطاقة هويتهم فقط.
لكن مسؤولا في الأمن العام اللبناني قال يوم الجمعة إنهم “فوجئوا برؤية الحدود مغلقة” أمام المواطنين اللبنانيين “من الجانب السوري”.
وقال المسؤول، الذي تحدث مثل مصادر أخرى شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة الأمور الحساسة، إنه لم يتم إبلاغهم بأي إجراءات حدودية جديدة حتى الآن.
وقال مصدر أمني في منطقة المصنع، المعبر الحدودي البري الرئيسي بين البلدين، إن السلطات السورية نفذت “إجراءات جديدة” منذ الليلة الماضية، ولم تسمح بدخول اللبنانيين إلا ممن يحملون تصاريح إقامة أو إذن رسمي.
وكان لبنان قد فرض قواعد مماثلة على دخول السوريين إلى البلاد بعد اندلاع الحرب الأهلية هناك قبل أكثر من عقد من الزمن.
وقال الجيش اللبناني في بيان على موقع X إن جنوده وسوريين اشتبكوا على الحدود بينما حاولت القوات المسلحة “إغلاق معبر غير قانوني”.
وأضاف أن “السوريين حاولوا فتح المعبر باستخدام جرافة، فأطلق عناصر الجيش طلقات تحذيرية في الهواء. وقال الجيش إن السوريين فتحوا النار على أفراد من الجيش مما أدى إلى إصابة أحدهم وإثارة اشتباك.
وأضاف البيان أن وحدات الجيش المنتشرة في القطاع اتخذت إجراءات عسكرية مشددة.
وكان مسؤول عسكري لبناني قال في وقت سابق إن التحرك السوري جاء في أعقاب “مناوشات بين الجيش اللبناني ومسلحين سوريين على الحدود” اعتقلهم الجيش لفترة وجيزة.
وفي الشهر الماضي قال الزعيم السوري الجديد أحمد الشرع للزعماء الدروز اللبنانيين الزائرين إن بلاده لن تتدخل سلبا في لبنان وستحترم سيادته.
وعلى مدى ثلاثة عقود، كانت سوريا قوة عسكرية وسياسية مهيمنة في لبنان بعد تدخلها في الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.
وسحبت سوريا قواتها في النهاية عام 2005 تحت ضغط دولي بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.