· “جيش النصر”
وبعد اغتيال السادات على يد أعضاء جماعة إسلامية مصرية متطرفة في عام 1981، حكم حسني مبارك لمدة ثلاثة عقود واستفاد أيضًا من إرث حرب أكتوبر.
وقال أكليمندوس إن مبارك، قائد القوات الجوية في عهد السادات عام 1973، قدم نفسه على أنه “بطل الحملة الجوية”.
وقال اليوم “يبدو كل هذا بعيد المنال بالنسبة للجيل الجديد”.
وأضاف المؤرخ أن الشباب المصري “لا يستطيع الوصول إلى كتب جادة باللغة العربية حول هذه القضية”، وأن “الأشخاص الذين عاشوا الحرب هم فقط من يتذكرون الخوف والقيود التي فرضها الاقتصاد في زمن الحرب”.
لم تكن حرب السيسي ضد إسرائيل، بل ضد “الإرهاب”، لا سيما في شبه جزيرة سيناء حيث يشن الجهاديون الموالون لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) تمردا منذ سنوات.
استولت إسرائيل على المنطقة الصحراوية الشاسعة المتاخمة لقناة السويس خلال حرب الأيام الستة عام 1967، مما وجه ضربة لمصر وقوتها العسكرية.
وفي سعيها إلى استعادة الشعور بالكرامة، فضلاً عن صورتها في العالم العربي وفي حركة عدم الانحياز في فترة الحرب الباردة، جعلت مصر من سيناء قلب حملتها العسكرية في عام 1973.
في 6 أكتوبر، عبرت القوات المصرية قناة السويس في هجومها المفاجئ خلال صيام يوم الغفران اليهودي.
وفي الوقت نفسه، هاجمت سوريا وحلفاء عرب آخرون مرتفعات الجولان المحتلة، التي تسيطر عليها إسرائيل حتى يومنا هذا، والتي ضمتها في خطوة لم تعترف بها الأمم المتحدة.
وفي نهاية المطاف، صدت القوات الإسرائيلية الهجمات العربية، وبعد ذلك عبرت بعض قواتها القناة وهددت مدينة السويس.
واستعادت القاهرة بعض الأراضي في سيناء خلال الحرب، لكنها أعادت شبه الجزيرة بأكملها إلى أيدي المصريين بموجب اتفاق السلام لعام 1979.
وقال عمرو الشوبكي، المحلل السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الأحداث تركت للجيش المصري “جيش نصر، على عكس جيش هزيمة 1967”.
· “الاختيار الصحيح”
وقد أكدت حرب أكتوبر خروج مصر من دائرة النفوذ الأمني للاتحاد السوفييتي، “وتأمين موقعها ضمن نموذج أمني أوسع في الغرب”، كما قال إتش إيه هيليير من المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن.
وأصبحت مصر واحدة من أكبر الدول المتلقية للمساعدات العسكرية الأمريكية، والتي تجاوزت هذا العام 1.2 مليار دولار.
وقال هيلير إنه في “عالم ذي أقطاب نفوذ مختلفة”، فإن مصر “لا تريد تنفير روسيا أو الصين أو الهند” مع الحفاظ على علاقات وثيقة مع حلفائها في الولايات المتحدة والخليج والغرب.
فالقاهرة الآن ليست وحدها في المنطقة التي تعترف بإسرائيل، الأمر الذي أثار في ذلك الوقت غضباً في مختلف أنحاء العالم العربي والإسلامي، بما في ذلك الغضب الذي أثاره القتلة الذين قتلوا السادات.
ووقع الأردن اتفاقية السلام عام 1994.
وفي عام 2020، قامت الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب بتطبيع العلاقات مع إسرائيل بموجب اتفاقيات مدعومة من الولايات المتحدة. وتضغط واشنطن من أجل إبرام اتفاق مماثل بين السعودية وإسرائيل.
وقال الشوبكي: “لم يكن السادات ليتفاجأ”. “في ذلك الوقت، كان مقتنعا تماما بأنه اتخذ القرار الصحيح بتوقيع السلام”.
ولكن في حين قد تقوم الحكومات بتعديل الأمور، فإن قطاعات كبيرة من الناس العاديين لم تقتنع بعد. ولا يزال يتعين على الكثير من المصريين أن يصنعوا السلام مع إسرائيل.
