ازدادت مستويات الإحباط لدى المجموعة الإثنية – الدينية الدرزية في مرتفعات الجولان هذا الأسبوع بسبب مشروع لتركيب العشرات من توربينات الرياح على أراضيهم ، والتي اعتبرها المجتمع بمثابة جبهة أخرى من قبل السلطات الإسرائيلية. يشعر المجتمع – العديد من أعضائه من المواطنين السوريين – أن المشروع يهدد أسلوب حياتهم الريفي وتراثهم وصحتهم.
تظاهر آلاف الدروز يومي الثلاثاء والأربعاء ضد المشروع المدعوم من الدولة من قبل شركة الطاقة المتجددة Energix لبناء حقل توربينات رياح في شمال مرتفعات الجولان لإنتاج الطاقة المتجددة. اشتباكات عنيفة اندلعت بين المتظاهرين والشرطة. ورشق المتظاهرون الحجارة والزجاجات الحارقة على قوات الأمن ، وأحرقوا الإطارات. وأصيب 27 شخصا بينهم 17 شرطيا خلال اشتباكات الأربعاء واعتقل ستة متظاهرين. قال المجتمع إنهم سيستمرون في الاحتجاج إذا لم يتم تعليق المشروع ، وفقًا لموقع Ynet.
المظالم القديمة والجديدة تعاود الظهور
وفقًا للبيانات التي نشرها مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي ، يعيش حوالي 150 ألف درزي في إسرائيل ، 125 ألف منهم يحملون الجنسية الإسرائيلية. يخدم العديد من الرجال الدروز الإسرائيليين في جيش الدفاع الإسرائيلي. يرفض الدروز البالغ عددهم 25000 تقريبًا الذين يقيمون في الجانب الإسرائيلي من مرتفعات الجولان الحصول على الجنسية الإسرائيلية وما زالوا يحملون الجنسية السورية.
احتلت إسرائيل مرتفعات الجولان في أعقاب حرب عام 1967 وضمت الأراضي السورية آنذاك في عام 1981. وفي عام 2019 ، اعترفت الولايات المتحدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب بالمنطقة كأراضي إسرائيلية.
لكن على الأرض ، طلب 10٪ فقط من دروز مرتفعات الجولان الجنسية الإسرائيلية. على مر السنين ، احتج العديد من الدروز في مرتفعات الجولان على ضم إسرائيل للمنطقة عام 1981 وزعموا أنهم يتعرضون للاضطهاد أو الإهمال من قبل السلطات الإسرائيلية.
يعيش معظم الدروز في مرتفعات الجولان على الزراعة والسياحة. هم يزعمون الآن أن مشروع توربينات الرياح سيضر بطريقة حياتهم على عدة مستويات ، بحسب هآرتس. المناظر الطبيعية الرعوية لمرتفعات الجولان ، التي تجذب العديد من السياح الإسرائيليين والأجانب ، ستنتشر فيها عشرات توربينات الرياح. سيتطلب إنشاء التوربينات آلات ثقيلة ، والتي بدورها ستتطلب طرقًا كبيرة تحتاج إلى البناء. كما يحذر السكان الدروز وبعض الجماعات البيئية من المخاطر الصحية مثل الطنين المستمر لتوربينات الرياح ومضات من الضوء العاكسة ، حسبما أفاد موقع يديعوت احرونوت.
ترفض Energix الادعاءات بأن توربينات الرياح خطيرة ، قائلة إن المشروع سيوفر للسكان طاقة نظيفة ، بدلاً من أعطال شبكة الكهرباء الحالية ، وسيخلق مئات الوظائف للسكان المحليين.
ومع ذلك ، زادت مستويات الإحباط لعدة أشهر حتى الآن. خلال السنوات القليلة الماضية ، وتحضيراً للمشروع ، قامت شركة Energix بتأجير الأراضي المملوكة لعائلات درزية بموجب عقود إيجار مدتها 25 عامًا. تتضمن العقود تعويضات للشركة في حال تراجع صاحب الأرض. أفادت صحيفة “هآرتس” الأربعاء أنه بعد توقيع العقود مع شركة Energix ، ونظراً لاعتراض قيادة المجتمع على المشروع ، يرغب بعض أصحاب الأراضي في إلغاء العقود ، لكنهم لا يستطيعون دفع التعويض.
تخلت عنها الدولة
يعتبر سالم بريك من جامعة إسرائيل المفتوحة أحد الخبراء البارزين في البلاد في وضع المجتمع الدرزي. “تُظهر هذه الاحتجاجات الأخيرة قضيتين متشابكتين بشدة. لدينا قضية التوربينات ، ومخاوف السكان المحليين على صحتهم وطريقة حياتهم الريفية ، ولكن هناك أيضًا قضية ملكية الأراضي وانعدام الثقة في السلطات الإسرائيلية “.
وأضاف: “هناك قلق من مصادرة الأراضي في المستقبل. وهناك أيضًا مخاطر أخرى حقيقية أو متخيلة في نظر السكان ، ناشئة عن الشك وانعدام الثقة في نظام يميز ضد الدروز طوال هذه السنوات”.
وقال بريك إن المخاوف من مشروع توربينات الرياح تضيف طبقة أخرى من الإحباط المتراكم منذ سنوات بين المجتمع الدرزي – ليس فقط في مرتفعات الجولان ، ولكن أيضًا في مناطق الجليل الشمالي والكرمل.
وقال بريك إن الدروز في الجليل والكرمل يعانون منذ سنوات من أزمة بناء خطيرة.
” تضع الحكومة العراقيل باستمرار ، وتمنع أي تطوير أو تحديث للمخططات الهيكلية الحضرية للقرى الدرزية. الشباب الدروز الذين عادوا إلى قراهم بعد الخدمة بإخلاص في الجيش الإسرائيلي لا يمكنهم بناء منازل. بالنسبة لهم ، فإن قانون كامينيتس (ضد البناء بدون ترخيص) تمييزي وعنصري. واضاف “لا يوجد مخرج”.
بحسب بريك ، تأتي أزمة البناء على رأس قانون الجنسية – الذي يرسخ الطابع اليهودي لدولة إسرائيل ، الذي ينظر إليه المجتمع على أنه إهانة مباشرة.
إنهم يشعرون بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية ، رغم أنهم – على عكس عرب إسرائيل – يخدمون في الجيش وقدموا تضحيات كثيرة من أجل أمن البلاد. وقال الخبير “إن مشاعر الاغتراب تثير سخطهم بسبب حكومة المستوطنين / الحريديم الحالية التي تعلن صراحة نيتها زيادة الوجود اليهودي في الجليل”.
وأوضح بريك: “عندما تأسست إسرائيل (1948) ، كان عدد السكان الدروز 14500 نسمة. وهو الآن أكبر بعشرة أضعاف ، ومع ذلك لم يتم إنشاء قرية درزية واحدة جديدة”.
ماذا الان؟
التقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد الاشتباكات مع الزعيم الروحي للطائفة الدرزية الشيخ موفق طريف ، في محاولة لتخفيف التوترات. وعقب الاجتماع ، طلب نتنياهو تعليق المشروع إلى ما بعد عطلة عيد الأضحى التي تبدأ الأسبوع المقبل. بالنسبة للطائفة الدرزية ، هذا ليس حلاً. يطالبون الحكومة بالتراجع الكامل عن المشروع.
ومما زاد الطين بلة ، أمر وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ، الخميس ، الشرطة بالسماح بمواصلة مشروع مزرعة الرياح على الفور. متجاهلا توصية الشرطة بتعليق المشروع إلى ما بعد العيد ، قال بن غفير إنه أوضح موقفه للحكومة ، وينتظر الآن قرار نتنياهو النهائي بشأن هذه القضية..
