أبو ظبي
لن يتمكن زوار متحف زايد الوطني المرتقب من رؤية قصة دولة الإمارات العربية المتحدة فحسب؛ سوف يسمعونها ويتنفسونها ويشعرون بها.
كشف المتحف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة عن سلسلة من التجارب المخصصة متعددة الحواس والتي تم إنشاؤها بالتعاون مع كبار الملحنين والموسيقيين وفناني العطور الإماراتيين.
لقد شكلوا معًا لقاءً ثقافيًا يجمع بين الصوت والرائحة، مستوحى من المناظر الطبيعية والشعر والتراث في البلاد، مما يجعل متحف زايد الوطني أحد المتاحف الوطنية الأولى في العالم التي تنسج هذه العناصر بشكل دائم في تجربة زوارها.
وفي قلب هذا المشروع المبتكر، الملحنان الإماراتيان حمد الطائي ومحمد الأحمد، وبيت العطور كازا دي عود، وموسيقيون من بيركلي أبوظبي. وقد ساهم كل منهم بخيط حسي مميز في سرد المتحف، مما أدى إلى تحويل مساحة العرض التقليدية إلى صورة حية تتنفس لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وقالت هند الخوري، مديرة التسويق والاتصالات في متحف زايد الوطني: “تمثل هذه التعاونات تكاملاً حسيًا هو الأول من نوعه بهذا الحجم في متحف وطني في دولة الإمارات العربية المتحدة”.
“من خلال العمل بشكل وثيق مع المواهب المحلية الاستثنائية، أنشأنا تجربة متجذرة بعمق في المكان وتعزز رحلة المتحف. يجب أن يشعر كل زائر بارتباط هادف بالأرض والشعب وقصص الأمة “.
أعاد الملحن تصور النشيد الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة “إيشي بلادي” حصرياً للمتحف، حيث مزج الآلات الإماراتية التقليدية مثل العود والناي مع الأوتار الأوركسترالية الغربية والآلات النحاسية وآلات النفخ الخشبية.
وقال الطائي: “كان هدفي هو التقاط جوهر هوية دولة الإمارات العربية المتحدة”. “أتمنى في كل مرة يتم عزف النشيد أن يثير الفخر لدى كل من يسمعه.”
قام استوديو الوطن، الذي أسسه محمد الأحمد، بإعادة صياغة خمس أغنيات مستوحاة من شعر الشيخ زايد إلى مقطوعات موسيقية تعكس موضوعات المتحف المتمثلة في الطبيعة والتقدم والانتماء.
قال الأحمد: “الألحان تعكس رواية المتحف”. “إنهم يدعون الزوار إلى إعادة التواصل العاطفي مع الأب المؤسس والأرض نفسها.”
ولاستكمال هذه المشاهد الصوتية، أنشأت بيركلي أبوظبي مكتبة من الصوت المحيطي المستوحى من البيئات الطبيعية في دولة الإمارات العربية المتحدة، من إيقاع رياح الصحراء إلى هدوء الوديان الجبلية ونبض البحر.
وقالت ميساء قرع، المدير الفني لبيركلي أبوظبي: “أردنا أن يشعر كل زائر بإيقاع الأرض”.
ولإضافة طبقة حسية أخرى، طورت Casa de Oud عطرًا مميزًا يرحب بالزوار عند الدخول. العطر الذي ابتكره فهد بن جساس، ينسج بين العود والياسمين والنباتات المحلية، وهو تكريم عطري لارتباط الشيخ زايد بالطبيعة.
قال بن جساس: “الرائحة هي إشارة قوية يمكن أن تثير المشاعر والذاكرة”. “هذا العطر هو خيط غير مرئي يربط كل زائر بروح دولة الإمارات العربية المتحدة.”
من المقرر افتتاح متحف زايد الوطني في ديسمبر 2025 في المنطقة الثقافية في السعديات، وسيكون أحد أهم مراكز المؤسسات الثقافية في العالم. يجسد المتحف، المخصص للأب المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، التزامه الدائم بالهوية والتعليم والانتماء، والذي يتم التعبير عنه الآن ليس فقط من خلال البصر والقصة، ولكن من خلال الصوت والرائحة أيضًا.