تدخل محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ مرحلتها النهائية يوم الاثنين حيث يسعى المفاوضون إلى إقناع المملكة العربية السعودية المعزولة بشكل متزايد وغيرها من المعارضين بالتخلي عن معارضتهم للتخلص التدريجي التاريخي من الوقود الأحفوري.
ومع بقاء 24 ساعة قبل النهاية الرسمية لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) في دبي، كان من المتوقع صدور مسودة اتفاق جديدة في الصباح على أمل أن يتم التوصل أخيرا إلى اللغة الصحيحة لتحقيق الإجماع بين ما يقرب من 200 دولة.
نادرًا ما انتهى المؤتمر السنوي للأطراف، أو COP، في الموعد المحدد خلال تاريخه الممتد 28 عامًا، لكن رئيس COP28 سلطان الجابر دعا الدول إلى اختتام الأمور في الوقت المحدد يوم الثلاثاء.
وسوف يتزامن ذلك مع الذكرى السنوية لاتفاقية باريس لعام 2015، التي حددت الهدف بعيد المنال على نحو متزايد المتمثل في الحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية من مستويات ما قبل الصناعة – “نجم الشمال” لجابر.
ووعد جابر، رئيس شركة النفط الوطنية في الإمارات العربية المتحدة، مراراً وتكراراً بإبرام اتفاق تاريخي وحث الدول على إيجاد “توافق وأرضية مشتركة” بشأن الوقود الأحفوري.
وقال يوم الأحد “الفشل ليس خيارا”.
عارضت المملكة العربية السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، أي تخلص تدريجي أو تخفيض تدريجي للوقود الأحفوري، وأخبرت مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين أنه يجب أخذ “وجهات نظرها ومخاوفها” في الاعتبار.
كما رفض العراق علناً الخروج من الوقود الأحفوري.
لكن الناشطين والمفاوضين المخضرمين في مجال المناخ يقولون إن العالم لم يقترب أبدًا من التوصل إلى اتفاق بشأن تقليص النفط والغاز والفحم.
الضغط الآن يقع على جابر – الذي أثار دوره كمدير تنفيذي للنفط القلق بين الناشطين في مجال المناخ – لإجراء التعديلات النهائية على صفقة من شأنها أن تحقق الإجماع.
وفي محاولة لإيجاد أرضية مشتركة، دعا جابر الوزراء يوم الأحد إلى عرض مواقفهم خلال “المجلس” – وهو اجتماع خليجي تقليدي يعقد في دائرة.
وقال في نهاية الاجتماع: “آمل ألا تخذلوني”.
– العديد من الخيارات –
وفشل المفاوضون في التوصل إلى مسودة اتفاق جديدة منذ صدور النص الأخير يوم الجمعة.
تتضمن الوثيقة أربعة مسارات مختلفة للتخلص من الوقود الأحفوري، لكنها تتضمن أيضًا خيارًا خامسًا: ترك هذه القضية خارج الصفقة النهائية.
كما كان يُنظر إلى الصين، أكبر مصدر للانبعاثات في العالم، في البداية على أنها معادية للتخلص التدريجي ولكنها تعمل منذ ذلك الحين على إيجاد حل وسط.
ذكر مبعوث المناخ الصيني شيه تشن هوا يوم السبت أن الولايات المتحدة والصين أصدرتا بيانا مشتركا الشهر الماضي اتفقا فيه على الحاجة إلى تسريع نشر الطاقة المتجددة من أجل استبدال استخدام النفط والغاز والفحم تدريجيا.
وتتضمن مسودة الاتفاق التي تم طرحها يوم الجمعة لغة مماثلة بشأن الحاجة إلى مضاعفة قدرة الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030، “لتحل محل الطاقة المعتمدة على الوقود الأحفوري”.
وقال مصدر مقرب من رئاسة COP28 إن الدول تنتظر مسودة اتفاق جديدة قبل وضع كل “أوراقها” التفاوضية على الطاولة.
