غزة/القدس
سلطت محاولة الهجوم الانتحاري في تل أبيب التي أعلنت حماس مسؤوليتها عنها يوم الاثنين الضوء على المأزق المتزايد الذي تواجهه الجماعة المسلحة الفلسطينية في حين لا ترى نهاية في الأفق للقتال في غزة والضحايا المتزايدة بين الحركة والمدنيين الفلسطينيين على الرغم من تفاؤل وزير الخارجية الأمريكي بشأن سد فجوات اتفاق الهدنة بعد محادثاته في إسرائيل.
أعلنت الأجنحة المسلحة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، الاثنين، مسؤوليتها عن تفجير قنبلة بالقرب من كنيس يهودي في تل أبيب، وصفته الشرطة الإسرائيلية وجهاز المخابرات الداخلي (الشاباك) بأنه هجوم إرهابي.
قُتل رجل كان يحمل القنبلة وأصيب أحد المارة في الحادث الذي وقع في وقت متأخر من يوم الأحد، وفقًا للشرطة في مكان الحادث في العاصمة التجارية لإسرائيل.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الرجل الذي حاول تنفيذ الهجوم الانتحاري هو فلسطيني في الخمسينيات من عمره من منطقة نابلس في الضفة الغربية.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد منسر إن الرجل كان يحمل حقيبة ظهر محملة بالمتفجرات انفجرت “قبل أن يتمكن من الوصول إلى منطقة أكثر كثافة سكانية”.
وفي بيان مشترك، قالت الحركتان الفلسطينيتان المسلحتان إن “عملياتهما الاستشهادية” داخل إسرائيل ستعود إلى الواجهة ما دامت “سياسة الاحتلال في ارتكاب المجازر والاغتيالات مستمرة”. وكان هذا في إشارة إلى الهجوم الإسرائيلي على غزة ومقتل زعيم حماس إسماعيل هنية في طهران في الحادي والثلاثين من يوليو/تموز.
ويقول المحللون الفلسطينيون إنه على الرغم من الغضب الشديد إزاء مقتل هنية على يد إسرائيل في العاصمة الإيرانية والتأثير الكارثي للهجوم الوحشي الذي شنته إسرائيل على القطاع، فإن الهجمات الانتحارية قد تكون في أيدي آلة العلاقات العامة الإسرائيلية التي تحاول تصوير إراقة الدماء الحالية على أنها نتيجة لمواجهة بين الدولة اليهودية و”إرهاب حماس”. ويعتقد المحللون أن مثل هذه الهجمات من شأنها أن تزيد من تفاقم محنة الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة.
وأضافوا أنه من الناحية العملياتية، أظهرت محاولة الهجوم قدرة حماس والجهاد الإسلامي المدعومتين من إيران على التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية دون أن يكون لديهما على ما يبدو القدرات اللوجستية اللازمة لتنفيذ أي هجمات مميتة.
ووقع الهجوم الفاشل عشية الجهود الأخيرة التي بذلها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للتوصل إلى اتفاق بشأن هدنة مؤقتة وتبادل الأسرى والرهائن.
وقال بلينكن يوم الاثنين إنه عقد “اجتماعا بناء للغاية” مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي “أكد لي أن إسرائيل تقبل اقتراح الجسر”.
ولكن يقال إن تفاؤله حير بعض المسؤولين الإسرائيليين الذين نقل عنهم موقع أكسيوس الإخباري الأميركي قولهم إن “خطوط نتنياهو المتشددة تجعل التوصل إلى اتفاق أكثر صعوبة في الواقع”.
وأضافوا أن “أي فجوات تم تضييقها في الدوحة كانت بين المواقف الأميركية والإسرائيلية، وليس بين إسرائيل وحماس”.
وبحسب مصادر إسرائيلية نقلا عن موقع أكسيوس، فإن نتنياهو عرقل أي هدنة أو صفقة إطلاق سراح رهائن من خلال رفضه منح مفاوضيه “مساحة كافية للتوصل إلى صفقة”.
وقبيل محادثات الصفقة، دعت حماس الوسطاء إلى تنفيذ الإطار الذي حدده الرئيس الأميركي جو بايدن في أواخر مايو/أيار الماضي، بدلاً من إجراء المزيد من المفاوضات.
وقالت الحركة الأحد إن المقترح الأميركي الحالي “يستجيب لشروط نتنياهو”، ويحمله “المسؤولية الكاملة عن إفشال جهود الوسطاء”.
وأكدت الحركة على “وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب إسرائيلي شامل من قطاع غزة”، قائلة إن نتنياهو يريد إبقاء القوات الإسرائيلية في عدة مواقع استراتيجية داخل القطاع.
ويتضمن إطار بايدن تجميد القتال لمدة ستة أسابيع أولية بينما يتم تبادل الرهائن الإسرائيليين بالسجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ودخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وقال نتنياهو يوم الاثنين إن المفاوضين يهدفون إلى “إطلاق سراح أكبر عدد ممكن من الرهائن الأحياء” في المرحلة الأولى من أي وقف لإطلاق النار.
